هي أداة تراثية حجرية تتألف من قطعتين، سهلة النقل من مكان إلى آخر، لها قواعد معينة في الاستعمال، وصناعتها بحاجة إلى حرفي متمرس،
يتواجد «جرن الزعتر» بكثرة في القرى الريفية في سورية وخاصة التي كانت تعتمد على صناعة مشتقات الحليب وخاصة «الشنكليش» الذي يحتاج إلى زعتر مطحون.
والكثير من الناس لا يدرك الفرق بين «جرن الزعتر» و»جرن القمح»، إلا أن الفرق موجود وحقيقي، فهو أصغر بكل تفاصيله من جرن القمح، ووزنه لا يتجاوز نحو خمسة عشر كيلوغراماً، وأبعاده لا تزيد على نحو ثلاثين سنتيمتراً طولاً وثلاثين سنتيمتراً عرضاً وكذلك للارتفاع، أما المدقة فوزنها نحو ثلاثة كيلوغرامات، وذلك ليسهل على ربة المنزل نقله وتحريكه إلى حيث توجد كمية الزعتر المراد طحنها.
وتفننوا قديماً في صناعته حيث كانوا يعتمدون على الحجارة القوية الصلبة كالحجر البازلتي والصواني المتوافرة في الريف الساحلي، ليحتمل الصدمات نتيجة عملية الدق بالمدقة الحجرية، كما أن صناعته تحتاج إلى جهد ووقت، وله أدوات محددة لصنعه وهي «الناقوشة» و»الأزميل» و»المطرقة».
ولاتزال بعض ربات البيوت في الريف تستخدم هذا الجرن الأثري لطحن الزعتر الذي ينشر روائح عطرية تملأ المكان وهو السبب الرئيسي الذي جعلهم يصنعون جرناً خاصاً به، حتى لاتعلق هذه الروائح بالقمح.
( جريدة الثورة 17 حزيران 2015 )