مازالت صناعة الفخار في ريف الساحل السوري تحتفظ بتواجدها، حيث يصنعون الأواني الفخارية التي يستخدمها البعض للزينة من جهة والمحافظة على تراث الأجداد من جهة أخرى،
وآخرون يستخدمها للعودة بنكهة الطعام المصنوع فيها إلى البساطة والطبيعية التي تضفيها عليه خلال مراحل صنعها. ومن بين هذه الأواني «مقلي الفخار» ويعد الأداة التراثية التي يزيد عمرها على ثمانية قرون حيث ذاع صيتها في الشرق والغرب وواحداً من أقدم الأدوات المستخدمة في المطبخ السوري لما تضيفه على وجبة الطعام المصنوعة بواسطتها من نكهة الطبيعة ورائحة الأرض وبساطة الحياة ومتعة التقديم.
وتعتبر قريتا بريعين في مدينة جبلة ودوير المشايخ في محافظة طرطوس القريتين الساحليتين الوحيدتين اللتين يصنع فيهما المقلي منذ مئات السنين وقد ارتبط بتاريخ وتراث المنطقتين وكان لسكانهما دور في استمرار هذه الصناعة كواحدة من المهن التراثية التي تعطي للساحل السوري روحه وطابعه المميزين.
يتم صنع مقلي الفخار من التراب والماء والحجر الملحي ويشترط أن يكون التراب من نوعية معينة إضافة إلى نوعية معينة من الحجر ويستخدم وعاء للطبخ ويعجن بأيد خبيرة ليضفي على الطعام النكهة والطعم اللذيذ.
كما يمتاز «مقلي الفخار» بأنه صحي جداً لتقديم وحفظ الأطعمة لكونه بعيداً عن التفاعلات الكيماوية التي تحصل خلال هاتين العمليتين وينصح به طبياً بشكل كبير، ويعتبرمهماً كصناعة محلية وشكل مصدر رزق لعدد كبير من السكان المحليين رغم التطور الكبير الذي طرأ على الأدوات الخاصة بالطعام، لكن بقيت هذه الصناعة محافظة على وجودها بشكل كبير بعد أن أصبح الطلب عليها عالمياً.
( جريدة الثورة 16 حزيران 2015 )