قالت صحيفة ريال وورلد الأمريكية أن نظام أردوغان لن يتدخل في سورية لإقامة منطقة عازلة، لأن الأسباب لها آثار محلية وخارجية على حد سواء، مشيرة إلى السياسة الداخلية، حيث لم يتم تشكيل حكومة حتى الآن للتوصل إلى مثل هذا القرار الهام وتحمل تبعاته.
وأكدت الصحيفة أن شركاء التحالف المحتمل لحزب العدالة والتنمية مثل حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، لديهما دوافع واضحة ضد التدخل في سورية، لأنّ هذه الخطوة سوف تنهي المفاوضات الائتلافية قبل أن تبدأ، ولهذا السبب يقلق البعض من أن "أردوغان" قد يفضل جمع الدعم للحرب قبل الانتخابات المبكرة المحتملة.
الصحيفة لفتت أيضاً، إلى القانون الدولي، حيث التدخل العسكري في دولة ذات سيادة دون قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو دعوة من هذه الدولة هو عمل من أعمال الغزو وانتهاك للقانون الدولي، وهذه ليست مسألة بسيطة، ولكن إذا كان الهدف هو العمل في إطار القانون الدولي، ربما تجادل تركيا بأن مثل هذه المنطقة العازلة ستقام بموجب مبدأ مسؤولية الحماية الذي أقرته الأمم المتحدة، ولكن في هذه الحالة، يجب أن تقدم أدلة مقنعة للرأي العام، بالإضافة إلى مزاعم "أردوغان"حول ممارسة الأكراد للتطهير العرقي ضد العرب والتركمان تفتقر إلى الأدلة.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف هو وحدات حماية الشعب الكردي، وليس " داعش " ، حيث تدخل تركيا في سورية الآن بعد غض الطرف عن مآسي لا حصر لها في الأراضي السورية، ومذابح " داعش " ووجود منظمات مثل " جبهة النصرة " المرتبطة " بتنظيم القاعدة " على طول الحدود، سوف ينظر إليه على أن تركيا تستهدف الأكراد السوريين لدوافع خفية، وقد نشرت وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية بعض الأخبار مثل وحدات حماية الشعب الكردي أكثر خطورة من " داعش "، كما أنه ما زالت لا مبالاة الحكومة التركية إزاء هجمات "داعش" على عين العرب حاضرة في الأذهان، سواء في الداخل أو في الخارج.
فيما اعتبرت الصحيفة أن الدبلوماسية العالمية أحد أسباب امتناع تركيا عن التدخل في سورية، فباستثناء " السعودية " وقطر و " الحر " لا يكاد يكون هناك أحد يقدر على دعم تركيا لعبور الحدود السورية، إلى جانب معارضة إيران والعراق، صراع الجماعات الأخرى في سورية، ومن المرجح كذلك أن يعترض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثل الصين وروسيا، ويرى تحالف مكافحة " داعش " من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة عاملاً مربكاً في جزء معقد بالفعل من العالم.
وتلفت الصحيفة إلى أهمية التاريخ، من المعروف تاريخيا أن تركيا ضعيفة من حيث التطورات التوجيهية في منطقتها، ففي عام 1990 كان هدف تركيا هو تدمير حزب العمال الكردستاني ومنع الأكراد من تأسيس دولة في العراق، واليوم، القرارات السياسية التركية السيئة في سورية تعني أن أنقرة لم يعد لديها الثقل الإقليمي لفرض أجندتها الخاصة.
كما أن المنطق العسكري، قيادة القوات المسلحة التركية على وشك التغيير، وفي هذا السياق قال قادة عسكريون بشكل غير رسمي، إنهم ليسوا على استعداد لبدء مثل هذا التدخل، وتضيف الصحيفة أن الجماعات المسلّحة في سورية، هناك حوالي 15 مجموعة مسلحة مختلفة في المنطقة حيث تخطط تركيا لتشكيل منطقة عازلة، ومعظمهم لا يرحبون بتواجد الجنود الأتراك هناك.
وتختتم الصحيفة بقولها: في ضوء كل هذه العوامل، فإن أي تدخل عسكري من تركيا عبر الحدود إلى سورية لن يكون سوى مغامرة مطلقة مع نتائج مؤلمة وخطيرة، وهذا بدوره يعطي مزيدا من الإلحاح على الإسراع بتشكيل حكومة ائتلافية لرفض التفكير في هذه المغامرة مرة أخرى.
مركز الاعلام الالكتروني