![الرئيس الأسد: أي طرح سياسي لا يستند إلى مكافحة الإرهاب لا أثر له على الأرض](http://cdn.nc.slabnews.com/public/uploads/images/84089580690488220.jpg)
اكد الرئيس السوري بشار الأسد أن تعامل الغرب مع الإرهاب مازال يتسم بالنفاق فهو إرهاب عندما يصيبهم وثورة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان عندما يصيبنا.
وقال الرئيس الأسد في خطاب له خلال لقائه رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة إنه على الرغم من تعقيدات الوضع في سوريا فقد زالت الغشاوة عن كثير من العقول وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه وهوت بحكم الواقع مصطلحات مزيفة وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها.
وأضاف الرئيس السوري أن الإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة وممارسة شاذة نشأت وكبرت في بيئات أساسها الجهل والتخلف اضافة الى سلب حقوق الشعوب واستحقارها ولا يخفى على أحد أن الاستعمار هو من أسس لكل هذه العوامل ورسخها ومازال.
وتساءل الأسد كيف يمكن لمن ينشر بذور الإرهاب أن يكافحه مؤكدا أنه من يريد مكافحة الإرهاب فإنما بالسياسات العاقلة الواقعية المبنية على العدل واحترام إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وإدارة شؤونها واستعادة حقوقها المبنية على نشر المعرفة ومكافحة الجهل وتحسين الاقتصاد وتوعية المجتمع وتطويره. وقال إن التبدلات الغربية لا يعول عليها طالما أن المعايير مزدوجة.
وأضاف الرئيس السوري لم نعتمد إلا على أنفسنا منذ اليوم الأول وأملنا الخير فقط من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري، مشيرًا إلى أن روسيا شكلت مع الصين صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة تهديد للشعوب ومنصة للعدوان على الدول وخاصة سورية.
وشدد الرئيس الأسد على أن نهجنا كان وما زال هو التجاوب مع كل مبادرة تأتينا بغض النظر عن النوايا فدماء السوريين فوق أي اعتبار ووقف الحرب له الأولوية، مؤكداً أن إيران قدمت الدعم لسورية انطلاقًا من أن المعركة ليست معركة دولة أو حكومة أو رئيس بل معركة محور متكامل لا يمثل دولا بمقدار ما يمثل منهجا من الاستقلالية والكرامة ومصلحة الشعوب واستقرار الأوطان.
وقال الرئيس السوري إن المبادرة الوحيدة التي يقبلون بها ويهللون لها هي تقديم الوطن لهم ولأسيادهم وهذا ما لن يحصلوا عليه، مضيفًا أن الشعب السوري بعد هذه السنوات من حرب الوجود ما زال صامدًا يضحي بأغلى ما عنده في سبيل وطنه ولو كان يريد أن يتنازل لما انتظر كل هذا الوقت ودفع كل ذلك.
وأكد الأسد أن أي طرح سياسي لا يستند في جوهره إلى مكافحة الإرهاب وإنهائه لا أثر له على الأرض، مشيرًا إلى أن الدول الداعمة للإرهابيين كثفت دعمها لهم مؤخرا وفي بعض الأماكن تدخلت بشكل مباشر لدعمهم.
وقال إن اخوتنا الأوفياء في المقاومة اللبنانية امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم في الجيش وكان لهم دورهم المهم وأداؤهم الفعال والنوعي مع الجيش في تحقيق إنجازات مضيفا أنه لا يمكن لأي صديق أو شقيق غير سوري أن يأتي ويدافع عن وطننا نيابة عنا، مؤكداً أن كل شبر من سورية غال وثمين وكل بقعة تساوي في أهميتها وقيمتها البشرية والجغرافية كل البقاع الأخرى.
وأضاف الرئيس الأسد أن هناك فرق كبير بين المعارضة الخارجية المنتجة في الخارج والمؤتمرة بأمره والمعارضة الداخلية التي تشترك معنا للخروج من الأزمة وزيادة مناعة الوطن. وقال إن العقل المدبر هو السيد ويستخدمون الإرهاب أداة رئيسية.. أما الحل السياسي فهو أداة احتياط، موضحاً أنه في الحوار هناك ثلاثة نماذج. الوطني والعميل والانتهازي.
وأكد الرئيس الأسد أن المبادرات التي تقوم بها الدولة ليست مقالات في الصحافة بل هي وقائع على الأرض، مشيرًا إلى أن المعارك تحكمها أولويات القيادة والوقائع الميدانية.
ولفت الرئيس السوري إلى أنه في بعض المناطق حمل أهلها السلاح مع الجيش وهذا كان له تأثير في حسم المعارك بسرعة وبأقل الخسائر مشددا على أن الحرب ليست حرب القوات المسلحة فقط بل حرب كل الوطن.
وأكد أن القوات المسلحة قادرة بكل تأكيد على حماية الوطن وهي حققت إنجازات وكسرت المعايير المتعلقة بالتوازن، مضيفًا أن الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته وجواز سفره بل لمن يدافع عنه ويحميه.
وقال الرئيس الأسد إنه بالتوازي مع الحرب العسكرية كنا نخوض حربا إعلامية نفسية تهدف إلى تسويق وترسيخ فكرة سورية المقسمة إلى كيانات موزعة جغرافيا بين موالاة ومعارضة ومجموعات طائفية وعرقية ولم نسمع منذ بدء الحرب بنزوح المواطنين باتجاه مناطق الإرهابيين "بعد تحريرها" حسب تعابيرهم ولم نسمع عن التنوع السوري الغني في أماكن وجودهم ولا عن التجانس بين الأطياف التي تعيش في ظلهم.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الواقع يقول إن المكونات الموجودة على الأرض هي مكونان فقط. الإرهابيون بكل جنسياتهم وأعراقهم في جانب وبقية السوريين في جانب آخر وبذلك ينتفي كل الكلام والضجيج عن التقسيم الطائفي أو العرقي أو المذهبي، مؤكدا أن من يريد تقييم الوضع في سورية بشكل سليم فعليه تقييمه شعبيا وسكانيا قبل تقييمه عسكريا وجغرافيا بعمق لا بسطحية لكي يفهم أن حصة أي سوري هي كل سورية. سورية الواحدة الموحدة. سورية الغنية بألوانها. الفخورة بأطيافها.
وقال الرئيس إنه لا شك أن الوضعين السياسي والميداني ينعكسان بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي. فبالتوازي مع الهواجس الأمنية التي نعيشها هناك أيضا الهاجس المعيشي، مشيرًا إلى أن مؤسسات الدولة مستمرة بالقيام بعملها ولو بالحدود الدنيا ببعض الحالات فنحن في حرب وفي الحروب تتوقف الحياة تماما وتنقطع مقومات العيش.
وأكد الرئيس الأسد أن هناك جنود مجهولون، عمال ومهندسون وأطباء وحرفيون وكثيرون غيرهم من كل القطاعات يصلون الليل بالنهار ويعملون في ظروف اقتربت أحيانا من ظروف القتال من أجل تأمين مستلزمات الحياة، لافتا إلى أن أكثر القطاعات الواعدة في مثل ظروفنا هو قطاع الإعمار وقد صدر القانون الذي يفتح المجال واسعا أمام هذا القطاع ووضعت المخططات التنظيمية لأولى هذه المناطق في دمشق.