ماذا سيحدثُ لو خرجتُ الآنَ
إلى الشّارعِ عارياً
في هذا المساءِ اليابسِ من قطرةِ حبّ
وأوقفتُ المارّةَ عنوةً
ورتّلتُ عليهم آياتِ حُسنِكِ ,
ماذا سيحدثُ
لو حملتُ صوتَكِ على كتفي كجرّةٍ
وجبتُ الأحياءَ الفقيرةَ
وأصبُّ لهم منه السّمنَ والعسل ,
ماذا سيحدثُ
لو منحتُ لهذينِ القطّينِ الحزينينِ
عشائي و فراشي
ليمارسا عليه الحبَّ لليلةٍ واحدةٍ
ونمتُ مكانهما على الرصّيفِ مبتسماً ,
ماذا سيحدثُ
لو أقلعتُ عن تلك العاداتِ السّيئةِ
بتحريضِ كلّ خلايايَ على حبّكِ ,
ماذا سيحدث
لو مررتُ على صورِ كلّ الأصدقاءِ الشّخصيةِ
ووضعتُ لايكاً وتعليقاً
وتركتُ على حائطِ كلِّ صديقةٍ
جملةَ حبّ
تفضي بنا إلى الموت ,
ماذا سيحدثُ
لو أخبرتُكم أنّنا جميعاً كاذبونَ وحمقى
نتحدّثُ عن المقابرِ ولم ننمْ ليلةً فيها ,
عن الحربِ ولم نطأْ يوماً أرضَها
أو نتقاسمْ مع جثثِها السّجائرَ الرّخيصةَ
والأغاني القديمةَ في الرّاديو الّتي تتحدّثُ عن الوطن ,
عن قساوةِ الرّصاصِ ولم ينطلقْ إلّا على رؤوسِ غيرِنا ,
عن الفقرِ ونحن نتناولُ وجباتِ الرّيجيم بالشّوكةِ والسّكينِ خوفاً من السّمنة ,
ماذا سيحدثُ
لو سردتُ لكم هنا
كلَّ خطيئاتي الّتي ارتكبتُها
والّتي لم أفعلْها بعد
كي أسقطَ من قداسةِ توقّعاتِكم