……………روسيا أصالة الشرق ، وروحانيته
…………………….سبعون عاماً من الإرث الإنساني
……………………الغرب ليس له صديق ، له شريك بالحصه ، وتابع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قول في السياسة شائع ومعتمد ، حتى أصبح بمرتبة " إصطلاح " هو( ليس هناك صداقات دائمة ، ولا عداوات دائمة ) هذا المصطلح المضلل أطلقه الغرب ، ليوهم الشعوب والدول التابعة له ، والتي ترفض أن تنضوي تحت عباءته ، فالتابع يضعه في حالة خوف دائمة ، وكأنه يقول له إحترس قد أتخلى عنك في أي وقت من الأوقا ت ، وقد يأخذ عدوك دورك ، والمهمات الموكولة لك ، والدول التي تعاند ، يؤملها أنها قد تكون محط إهتمامه ، فيخيف التابع ، ويخدرالمتململ والمتردد .
الغرب الإستعماري ومنذ ما يزيد على خمسماءة عام ، وبالتحديد بعد احتلاله للقارة الأمريكية ، وبعد الإبادة الجماعية لسكانها الأصليين ، ونهب ثرواتها من الفضة والذهب ، وكل ثرواتها الطبيعية ، التي استخرجها على ظهور ملايين العبيد الأفارقة .
منذ ذلك التاريخ ، تحول الغرب من شعوب ، تتعايش مع جيرانها ، على ضوء المصطلح الذي سقناه ، منهم الصديق ومنهم العدو، إلى غرب ، مستعمر، وغاز، وسارق ، وناهب ، لكل ما أنتجته حضارة الإنسان ، المادية ، وقدراته البشرية ، ويتشبث بحركة التاريخ ، والجغرافيا ، في كل المعمورة ، ويخضعهما بل ويطوعهما لمصلحته ، إلى الحد الذي بات فيه له الحق كل الحق ، بالتدخل بل وإعطاء الأوامر ، حتى في حياة الشعوب المستضعفه ، العادية والمعيشية .
…حول الغرب الإستعماري بقيادة الولايات المتحدة ، القارات الخمس بما فيها السماء ، والأرض ، إلى مزرعة تزرع فيها ما تشاء ، وتحرمها مما تشاء ، لم تتحكم بالأرض والسماء فقط ، بل تحكمت بالإنسان الذي يعيش على تلك الأرض ، وقسمت دول العالم ، إلى دول شريكة ، تتقاسم معها الغنائم المغتنمة بالحصه من الدول التابعه ،حتى الشريك عليه أن يلتزم ويتقيد باصول اللياقة ، وأن يبدي الرضى والقبول بما يقدمه له الشريك الحامي .
أما الدول التابعة ، فلا صوت لها ، ولا لون ، بل لها رائحة الخنوع والذل ، لايحق لها الإعتراض ، وعليها أن تحذف من قاموسها كلمة " لا " هي فقط دول محمية ، عليها تنفيذ ما يطلب منها ، في الليل والنهار ، وإلا الويل والثبور وعظائم الأمور ، فهي مهددة في كل ساعة ، وفي كل حين برفع الحماية ، وهذا يعني أن يغور المليك أو الرئيس ، بألف داهية وداهية ، فالبديل دائماً على قائمة الإحتياط ، أحياناً من الأسرة الحاكمة ذاتها ، وأحياناً من النقيض .
………إذن الإستعمار الغربي ليس له صديق ، بشكل دائم ، له شريك صغيربالحصة ، وتابع ………
…………..أما روسيا الإتحادية ، بالرغم من أنها باتت تتبع سياسة الإقتصاد الحر ، فهي لاتنتمي لاماضياً ولا حاضراً ، إلى مفهوم السيطرة والوصاية ، ونهب خيرات الشعوب ، فهي من جهه ، تنتمي إلى روحانية الشرق ، وإلى بعده الإنساني ، وسبعون عاماً من الحكم السوفييتي ، الذي وقف دائماً فعلاً وعملاً ، إلى جانب شعوب العالم الثالث الفقير ، وظهيراً لحركات التحرر العربية والعالمية ، هذه السنون السبعون ، بالإضافة إلى التراث الإنساني المتوارث ، طبعت الإنسان الروسي العادي بروح التواضع ، وحب الاخر ، وعدم الشعور بالتفوق .
والكل يعلم أن الإتحاد السوفييتي ، لم ينهب الدول التي انضوت تحت سلطته ــ كما فعل الغرب ــ بل كان يساعدها على حساب شعوب روسيا ، كما ساعد دولاً كثيرة ، في أفريقيا ، وفي آسيا ، وفي أمريكا اللاتينية ، وغالبية الدول العربية ،
ومهما تجاهلنا فلا يمكن أن نتجاهل ، أن الإتحاد السوفييتي ومن بعده روسيا الإتحادية ، هي الجهة الوحيده التي سلحت ودربت الجيوش العربية ، في الوقت الذي رفضت ذلك دول الغرب الإستعماري ،مخافة أن توجه تلك الأسلحة باتجاه " إسرائيل " ، بل سلحت الدول النفطيه سنوياً بمئآت مليارات الدولارات ، لالتحارب " إسرائيل " بل لتحارب لمصلحة " إسرائيل " !!!!.
ملايين من الطلاب العرب ، والأفارقه ، ومن أمريكا اللاتينية ، وغيرهم ، درسوا غلى حساب الإتحاد السوفييتي ، وأرسلهم كطاقات منتجه لبلدانهم ، ولم يحاول شراءهم ، واستثمارطاقاتهم ، كما فعلت وتفعل الدول الغربية حتى تاريخه ـــ وللعلم تسعون في المئه من العباقره والمخترعين في أمريكا هم من دول العالم الثالث ــ
هل ينسى السوريون ، امتناع ألمانيا عن إشادة سد الفرات إلا بشروط ؟ وشيده الإتحاد السوفييتي بارخص التكاليف ، وبدون أي شروط . كما امتنعت ألمانيا أيضاً عن تشييد السد العالي في مصر ، وشيده أصدقاء الشعوب السوفييت .
هل يمكن أن ننسى كيف دمرالتحالف الغربي العراق ، بعد أن احتكرت أمريكا السيادة على العالم ؟
هل يمكن أن ننسى كيف خلق الغرب إسرائيل لتكون ــ خنجراً في خاصرتنا ؟ تستنذف طاقاتنا البشرية والمادية .
يجمع جميع المستشرقين ، والسياسيين الغربيين ،على وصف المشرقيين بأنهم شعوب عاطفية ، والشعوب الغربية عقلانية ، الإنسان بدون مشاعره العاطفية ، يصبح أقرب للحيوان ،
فالحيوان تحركه غرائزه ورغبته في أكل غيره ، هكذا هو الغربي فردي النزعه ، همه الربح ، ويطلب السلام لنفسه ، ولنفسه فقط ، وهذا لب فلسفة الفكر الصهيوني ،. وأما المشرقي فيعتبر نفسه فرداً من مجموعه ، أسره ، أو مجتمع .
هذه خصائص الشعب الروسي ، الذي ينتمي إلى مدرسة الشرق ، مدرسة الإنسانية ، مدرسة التعاون بين الشعوب ، وفق القوانين الدولية ، ولذلك يطالب بتغييرجذري لمنظمة الأمم المتحدة ، وكل مؤسساتها ، التي تهتم بحقوق الإنسان في الصين ، أما السعودية فلا ، ولتعبر بصدق عن مصالح الشعوب ، ويرفع عن كاهلها الوصاية الأمريكية .
…….وأفضل تعبير وتأكيد ، على صحة ما توصلت له من إستنتاجات ، بهذا المقال ، ـــ موقف روسيا الآن مع أصحاب الحق ، وموقف أمريكا الآن ودائماً مع الشيطان ، سواء أكان داعش ، أو القاعده ، أو الملك المأفون سلمان ،أو القزم عبد الله مليك الأردن . ـ