الشاعر -أحمد عثمان
يوم الميلاد
تمرُّ الأوقاتُ والأعوامُ …
يأتي كانونُ …
يأتي شباط ُ…
يأتي تشرينُ …
وغَيرهم يذهب ُ …
وأنت ِ …
في اليومِ الثالث ِ …
ممتدة ٌ بقربِ جذع ِ سنديانٍ …
يحرسُكِ ويحميكِ …
والليلُ يمضي …
مع حكايةٍ يرويها لكِ …
عن أناسٍ عاشوا فوقَ تراب …
بالأمسِ…
داعبَ الحُلمُ أشجاني …
كنتِ تضحكين …
كَمْ كنتِ بالغة َ الروعةِ …
شديدةَ الحُسن ِ…
يومَ أشرقتِ الشمسُ …
على وجنتيكِ…
وفي الشهرِ العاشر ِكنتُ مع القادمين …
تخَضَّبَ الغدرُ من قدومكِ …
وزغردتْ الأنوثةُ في عينيكِ …
كَمْ كُنْتِ إشراقاً …
في قوتِكِ …
وفي خروجِ الآهِ من صدرِكِ …
وخلوت ِ من تمادي الإشراكِ …
بجانبيكِ …
كنتِ برقاً …
حتى في رحيلكِ …
إلى جانبِ الحقِ …
ما أقصرها تلكَ المسافة ُ …
بين البياضِ والسوادِ …
بين الصَّمتِ والكلامِ …
بين الهواءِ والترابِ …
بين البردِ والدفءِ …
لم أدركْ …
أنكَ بين أضلعي …
منذ الولادة ِ…
كالدفءِ حُبٌ وعِشْقٌ …
وكنتُ فيكِ كالرياضِ …
عندما طلَّ التاسع ُوالستون ْ …
من الألفِ الثانيةِ …
باتتْ النجومُ نائيةً …
لأنكِ قد أعلنتِ …
وبشرَتْ الصباحاتُ أنكِ آتية …
أنتِ مثلُ نيسانَ …
قادمة ٌ بربيعٍ وعيونٍ …
كلُّ الأملِ يحملون ْ…
ويفتنون َ…
حبيبتي …
بركانٌ أنتِ .. مَهلاً …
كثورةٍ عارمةٍ …
رجالهُا للحقِ يغنونْ …
اسمُكِ الصبحُ يستقبلُه …
وخيوطُ الشمسِ الذهبية ِ…
خمارٌ لوجهكِ … يَحيكونْ …
باسمكِ يلهجُ …
آلافُ آلافُ الأوردةِ …
وبهواكِ يتكلمونْ …
انتظري …
من هنا طريقُ القريةِ …
من هنا يومَ ولدتِ …
بدأ الربيعُ يزهرُ …
كذلكَ أركان ُ بيتيَ الترابيَّ …
وداليةُ العِنَبِ …
والأماكنُ …
رقدتْ بسلامٍ…
هناك َ.. لا مرضٌ .. ولا طبيبْ …
لا دواءٌ .. لا صيادلة …
هناك يتغنى البشرُ بالبراهينِ …
كلُّ شيءٍ .. حتى الترابُ …
بلا أنت …
هُم ْ …
مساكينُ .. هناك …
القلمُ يَهجرُ أصابعي …
الخطوطُ و الأوراقُ كرهَتْني …
تعاريفُ الحروف ِ هربتْ …
من خاطري وذاكرتي …
حتى شِعابُ الهوى …
مني تاهتْ …
وأوهَّنتْ أَرجلي …
وهمي وحلمي …
قد أودَعْتهم بصدرٍ حنونِ …
آه ٍ…
تريحُ الصدرَ عندَ تنهداتِه …
عندما يَحكونَ عنكِ …
ألا يخجلونَ …
أنا خجلٌ لأني …
لم أقبّل ِ الوجنتين …
في وجه ٍ …
خطَّ الزمُن عليه …
تعاليمَه …
في جسدٍ سِره …
أعمقُ بكثيرٍ من حنيني وأنيني …
لا تخالي ِ أني نسيتُكِ …
أو أنساكِ …
إني بعذابي راضٍ …
سأقومُ من جديدٍ ولن أفكرَ وأحملَ معي …
من ماضٍ …
سرقَ سنينَه أيّ حبيبٍ …
أو سكنَ بقلبي غيرَك …
وتملَكَ حبُّه في الروحِ …
فأينَ رضاكِ …
أحلامي باتتْ …
سراباً …
هجرْتنِي …
رحلتِ تركتِني …
وكلماتٌ أسكنِتني …
ألماً وحزناً …
وبقيتْ بداخلي ذكرى …
تَحسُ وجداني …
مذ سكنت ِ الصدرُ و خاويتِ الروحِ …
وقد أشفيتِ الجروح ِ …
لا لن أسكنْ …
سأفردُ جناحيّ َ …
كنسرٍ يطيرُ بلا قيدٍ …
ينشر الفرحَ يصنع الآمالَ أبداً …
يشيّدُ للحب الصروح َ …
وخفقات ُ قلبي مبتهجةٌ …
تعشقُ الحبَّ دائماً …
تُرممُ بحياتكِ ما بقي …
من جروح ٍ …
حيث ُ كنتِ امرأةً أضرمتِ النار َ…
برمادِ ناري …
وأصابعي …
وتركتْ خلفها دروبٌ …
جميعُها …
عبثٌ صنعتْ …
بأصقاعِ الخيالِ …
على أيَّ المشارفِ …
اتكأتْ كلماتي …
فأنت ِ منَ المتقينَ …
حبيبتي …
تعالي يا عصفورَ الأبديةِ …
شاطريني تُرهاتي …
أنا قد نامَ في أجفاني …
عِشْقُكِ …
ورقدَ على شموع ِ طُرقاتي …
الشقاءُ …
آه ٍ ألا تتعب يا شقاءُ …
حبيبتي …
خذي يديَّ ياسمينٌ يتفتح …
وقلبي يَحتضرُ …
وحزني يَحتضرُ …
وموتٌ يحتضرُ …
ما عرفتُ أيَّ امرأةً أضرمتْ النارَ …
في جُملي المعلقةِ …
وعلى شفاهِ الماضي كَلماتي يسكنونْ …
وقد تُنصب ُ من أجلِها المقصلة َ …