ترجمة مروة الشامي – بيروت برس –
اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك أنّ "أمير الكبتاغون"، عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز آل سعود، محظوظٌ إذ ألقي القبض عليه في بيروت، وليس في مكانٍ آخر.
وفي مقالٍ له نشرته صحيفة الاندبندنت اليوم، قال فيسك "إنّ اعتقال أميرٍ سعودي لا يحدث كل يوم. خمسةٌ وعشرون صندوقًا، وست حقائب أمتعة، ممتلئة جميعها بالأمفيتامينات – وفقًا لصور وفيديو – قد خُتمت بشعار المملكة العربية السعودية، ليتم شحنها على متن طائرة سعودية خاصة".
وسخر الصحافي البريطاني من علاقة بريطانيا بالمملكة العربية السعودية قائلًا: "على الصناديق، يمكن قراءة اسم أميرٍ لإحدى الدول التي ينكس ديفيد كاميرون بنفسه العلم البريطاني عندما يموت ملكها. وحتى هذا الأمر قد يؤدي الى – لا تخافوا – رفع حاجبي السفير السعودي في لندن، لا أكثر، الذي حذّر البريطانيين من أنّ 50000 أسرة بريطانية قد تكون عرضةً لخطر فقدان سبل عيشها إذا لم نتوقّف عن النحيب على حقوق الإنسان في مملكتهم السلفية الوهابية".
وتابع فيسك قائلًا "لكن مهلًا. فإنّ عبد المحسن بن الوليد بن عبد العزيز آل سعود (المولود في 18 تموز/يوليو 1986، وفقًا لجواز سفره الدبلوماسي) كان يحاول السفر من مطار بيروت الدولي يوم الأحد، مع أربعة من أصحابه السعوديين على متن طائرته الخاصة، حين ألقي القبض عليه. يجب على اللبنانيين الذين ألقوا القبض عليهم أن يتأسفوا أنّ الماسح الضوئي للجمارك قد كشف حقيقة البضائع التي بحوزتهم، فلبنان مدين للسعوديين الذين أعادوا بناء جزءٍ كبيرٍ منه بسخاء، بعد كل اجتياح إسرائيلي. أما وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، فقد نفى معرفة أي تفاصيل عن القضية، قائلًا إنها "في أيدي العدالة"". معقّبًا "بلا شك".
وأشار فيسك الى تناقل الأخبار المتعلقة بالقضية في الصحافة اللبنانية، التي اعتبرتها أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخ مطار بيروت، والتي قدّرت قيمة البضاعة بـ290 مليون دولار أميركي. وتساءل "ولكن، لمَ كلّ هذه الكمية؟ أين سيتم بيع الطنين (المزعومين) من الكبتاغون؟ هل كانت ستستخدم لرفع الطاقات الواهنة للسعوديين للتمتع بملذات الملاهي الليلية في العالم؟".
ثمّ استطرد الكاتب البريطاني مشيرًا الى "سمعة لبنان غير المثالية بموضوع المخدرات"، مؤكدًا أنه "بلا شك،ّ كان عناصر الميليشيات يستخدمون المخدرات خلال حروب لبنان، للقدرة على القتال ليلًا. إنّ الحرب الأهلية 1975-1990 ولدت صناعة الحشيش الضخمة، التي استمرت على نحو متقطع في منطقة بعلبك – في شكل مصغر – منذ ذلك الحين"، قبل أن يعقّب قائلًا "ولكن من المؤكد أنّ هذا ليس له صلة بموضوع الأمير السعودي".
كما أشار فيسك أنّ "قناة الجزيرة، قناة الإمبراطورية القطرية، قد تفاخرت في القصة. وهو أمر غير مستغرب، نظرًا لعلاقة الأمير القطري المخيفة مع السعوديين. هذه هي نفس القناة التلفزيونية التي بثت مؤخرًا مقابلتين مع زعيم جبهة النصرة في سوريا، في محاولة واضحة لإقناع الأميركيين بأنّ هذا التنظيم هو جزء من "المعتدلين" الذين تدعمهم أميركا في الحرب الدائرة في سوريا".
ثمّ تساءل "إذا كان هناك بريطاني مسن يواجه 350 جلدة لنقل الكحول في المملكة العربية السعودية، فماذا قد يفعل السعوديون اذا ما وجدوا كل هذه الكمية من الكبتاجون في مملكتهم الخاصة؟ لا شكّ أنّ الباكستانيين والسريلانكيين وغيرهم من البلدان الفقيرة كانوا سيتعرّضون لقطع الرؤوس على أقل تقدير".
وختم فيسك قائلًا "ولكن دعونا نعوّل على القضاء اللبناني. المتهم بريء حتى تثبت إدانته. الجالية المسلمة السنية الكبيرة في لبنان تحب المملكة العربية السعودية السنية. في الواقع، اثنان من رؤساء الحكومة في لبنان (الحريري، الأب والابن) حاصلان على الجنسية السعودية. إنّ كل ما حصل هو مجرّد خطأ واحد كبير، بالتأكيد. صناديق كتب عليها خطأً. أو ربما مؤامرة وحشية من قبل أعداء السعوديين في بيروت، أي حزب الله، لاحراج العائلة المالكة الأكثر احترامًا في الشرق الأوسط".