انطلاق معرض خان الحرير
الياسمين يبقى أبيضاً نقياً مهما خانته الفصول.. هكذا حلب بقيت نقية رغم كل الدمار والإرهاب الذي حلّ بها بقيت صامدة رغم كل المصاعب، واليوم جاء صنّاع حلب إلى دمشق متفائلين بياسمينها ليثبتوا للعالم كلّه أن حلب والصناعة الحلبية لازالت موجودة ومستمرة في العطاء والإنتاج، حيث أقامت غرفة صناعة حلب المعرض التخصصي "خان الحرير" بدعم من هيئة تنمية وترويج الصادرات وبرعاية وزارة الصناعة ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية وذلك من /6- 8/ ذار2016 في فندق الدما روز بدمشق.
افتُتِح المعرض بكلمة من رئيس غرفة صناعة حلب المهندس فارس الشهابي: "هذا المعرض هو باكورة لسلسة من المعارض التي تنوي غرفة صناعة حلب اطلاقها خصيصاً لدعم الصناعات النسيجية الحلبية لتتعافى بأسرع ما يمكن ولتجد أسواقها بسرعة كما يجب.
ففي تعافي الصناعة النسيجية الحلبية العريقة تعافي لحلب وللاقتصاد الوطني لأن هذه الصناعة هي الأوسع انتشاراً والأكثر تشغيلاً وعمالة وهي جيدة المدخول وسهلة التصدير إلى الأسواق العالمية بسبب شهرتها التقليدية الواسعة. ونأمل أن ينال هذا المعرض إعجابكم ونعدكم بالمزيد من المعارض والمنتجات التي تلبي حاجات الأسواق المحلية والعالمية بالجودة والسعر"
معرض خان الحرير اليوم يعج بالمنتجات المنوعة ويتضمن حوالي 65شركة, بالتعاون مع تجمع مصدري الصناعات النسيجية الذي تُعتَبر أهم أهدافه تمثيل مصدري الصناعات النسيجية ورعاية مصالحهم والدفاع عنها ضمن القوانين المتبعة داخل القطر وفي البلدان الخارجية, وتحقيق أرقام حقيقية في زيادة الصادرات وفتح الأسواق وترويج المنتجات إلى جميع أنحاء العالم, ودعم المنتجين للحصول على شهادات الجودة والارتقاء بالمواصفات إلى المستويات العالمية.
وفي كلمة لوزير الصناعة الدكتور كمال الدين طعمة : "هذا المعرض هو تظاهرة اقتصادية يجتمع فيها الصناعي مع المستهلكين ويتعرف على أذواقهم وعلى عيوب المنتج فيستطيع المستهلك بذلك الحصول على السلعة بأخفض الأثمان, وهذه التظاهرة الاقتصادية تعطي رسالة للعالم بأن الصناعة السورية موجودة وفي حالة جيدة وسورية ستعيد بناء نفسها بفضل إرادة شعبها الذي يسعى للحياة, والصناعيون اليوم يختزلون الزمن في إعادة بناء الصناعة."
وأكد ووزير الاقتصاد الدكتور همام الجزائري أن تعافي الصناعة في سورية لا يكتمل بدون صناعة حلب, وهذا المعرض يضم أصناف حلبية كانت غائبة عن الأسواق السورية فالصناعات الحلبية رغم كل الصعوبات استطاعت أن تحتفظ بنوعية من المنتجات القابلة للتصدير وهذا مؤشر مهم لأن الشطارة ليست أن تُنتج في ظروف الاستقرار إنما الشطارة أن تعمل وتُنتج في الظروف الصعبة وحلب كانت رمز لذلك.
وخان الحرير سيكون البداية لسلسلة من المعارض التي ستتجه إلى الخارج وسنختار الصناعيين القادرين على إخراج المنتج ونحن مسؤولون عن تأمين المستلزمات اللازمة لهم حتى نتمكن من النهوض مجدداً في أسواق لبنان والجزائر وإيران وروسيا أيضاً.
وعلى هامش المعرض كان لنا اللقاءات التالية:
سامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق:
" رغم أننا صناعيون في دمشق لكن في نفس الوقت نريد أن تعود صناعة حلب العاصمة الاقتصادية من جديد وسنساعد الصناعيين في حلب لِينجح هذا المعرض, فبالرغم من هذه الأزمة يُمكن للصناعة أن تنشط فلولا صمودها لَما استطعنا الاستمرار ولهذا فإن دعم الصناعة هو هدفنا الأول."
علي كاظميني الملحق الاقتصادي في السفارة الإيرانية:
"أبارك لكم إقامة مثل هذا المعرض فهو يشكّل نشاط خاص ويساعد على تفاعل الشعب السوري مع مثل هذه النشاطات, ونحن بدأنا بمحاولاتنا لإقامة معارض خاصة بالمنتجات السورية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية"
غسان كالقلاع رئيس اتحاد غرف التجارة السورية-رئيس غرفة تجارة دمشق
"هذا المعرض يدل على حيوية الشعب السوري وتصميمه ورغبته في العمل فهنالك شيء يغلي في بدن المواطن السوري لينطلق إلى عمله صباحاً ويُنتج ليأكل بعرق جبينه ويضع إنتاجه بين أيدي المستهلكين في كل أنحاء سورية إضافة إلى الصادرات التي تذهب إلى الدول المجاورة"
بسام سلطان عضو مجلس إدارة غرفة تجارة ريف دمشق:
"هذا المعرض متميز فالصناعة سورية حلبية بحتة, وتفاجئنا بوجود هذا العدد الجيد من المُنتجين الذين لديهم تغطية كبيرة لكافة المنسوجات والأقمشة الرجالية والنسائية والولادية التي تمتاز بالجودة"
والتقينا مع عدد من الشركات والتجار المشاركين في المعرض:
علاء الدين مكي تاجر وصاحب شركة بهاء مكي:
"الشعب الحلبي شعب جبّار ومحب للصناعة, فشركتنا تأسست منذ عام 1978 وكان لدينا منشآت صناعية لكن تم نهبها من طرف تركيا لذلك وبسبب الظروف الصعبة التي تمر بها حلب قمنا بإنشاء معامل صغيرة في أحياء سكنية لنستمر في العمل فالمحافظات السورية تعتمد على الصناعات الحلبية وبدونها تكون الأسواق خالية"
سوسن خرفان شركة مينت فام:
"مشاركتنا في المعرض هي إثبات وجود أمام الحكومة السورية لأن الحكومة للأسف تعتقد أن الصناعة الحلبية توقفت وذلك بسبب قلّة زيارتهم لحلب, وغرفة الصناعة في حلب تعمل قدر الإمكان لكننا بحاجة لدعم أكبر من الحكومة وبحاجة لفتح أسواق حرة سواء مع إيران أو روسيا"
خان الحرير له رمزيته التاريخية التي تلامس عراقة حلب, كان كذلك وسيبقى إلى الأبد.
راما قضباشي – هزار سليم داؤد