كتب إيلي حنا مقالاً في جريدة الأخبار اللبنانية جاء فيه:
في نيسان 2013، كانت كاميرا «الجزيرة» تلتقط العلم السوري داخل مطار كويرس العسكري. المُراسل السعيد بحصار «الجيش الحر» للكلية الجوية في ريف حلب الشرقي تواعد مع المسلحين بقرب التصوير داخل حرم المطار.
قبل أكثر من سنة من هذه الواقعة، كان الإعلام ينقل عن «قائد عسكري في حلب» أن «الجيش الحر يحاصر ثلاثة مطارات عسكرية هي النيرب وكويرس ومنغ.
غاب «الحر» وجاء «داعش»، وتواصل الحصار. لم يكن السوريون يريدون تكرار مشهد شهداء مطار منغ العسكري في آب 2013.
مئات الضباط والجنود يحمون كليةً خرّجت آلاف الطيارين السوريين. تداعت أرياف حلب، وأصبح الريف الشرقي ملعباً لخريجي «أشبال الخلافة».
في آب 2014، حلّت الكارثة بسقوط مطار الطبقة العسكري. مشاهد عشرات الجنود الهائمين في الصحراء والمأسورين لدى تنظيم «داعش»، جعلت الكارثة مزدوجة. لم تدم، حينها، فرحة فكّ الحصار عن سجن حلب المركزي «أيار 2014». عند كل حصار، لم يتذكر الجمهور سوى «ما حصل في الطبقة». لا تُجرّعوا أولادنا من كأس الطبقة، صرخ أهالي المحاصرين في الشوارع وعلى مسامع المسؤولين. حلّت الكارثة المعنوية.
اليوم، الجيش السوري سيطر على جزء من طريق حلب ــ الرقة، وأصبح يبعد سبعة كيلومترات عن مدينة دير حافر شرقاً «بوابة الرقة»، و17 كيلومتراً عن معقل «داعش»، مدينة الباب شمالاً «وهي المسافة ذاتها تقريباً بين مدينة الشيخ نجار الصناعية وهذه المدينة».
الانتصار ليس فقط في فك الحصار عبر «كوريدور» ضيّق إلى مشارف المطار. هو جزء من التحوّل الميداني في أرياف حلب. جزء ممّا رُسم ويُرسم بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء لمرحلة ينتزع فيها الجيش زمام المبادرة.
معارك ريف حلب الشرقي أظهرت، كما المعركة المتصلة في الريف الجنوبي مع «القاعدة» وأخواتها، أنّ خُبرات العراق والشيشان تُهزم عبر خطّة محكمة وقرار حاسم.
ارموا كأسَ الطبقة… واشربوا نخب كويرس.