هَرِمْتُ لأني لا أُحابي
وقد ذهبٓ البريقُ من الشبابِ
وإنيَٰ في الخمسين أبدو
كباسقةٍ تحنُّ الى الترابِ
وأني في العشرين كنت
افرُّ من السرابِ الى السرابِ
وأقطفُ من مُحيّا الحلمِ حلماً
كمن يرجو من الاثمِ الثوابِ
وكان في جيبي يلوذ فرداً
نديُّ الفلسِ لايهوى اقترابِ
وكان تشخيصُ الهواةِ له غريبٌ
بأنهُ لا يداني ولا يرابي
وكم دانيتهُ سراً وجهراً
وكان يفرُّ مني بلا اقترابِ
وكنتٌ اعاقرُ ذكرهُ ليلاً واشدو
ببارقةِ الشُعَاعِ من الخوابي
وكان يَقُولُ في صلفٍ وغنجٍ
نديُّ الحرفِ والفلسِ اغترابِ
………………
حيدر علي / الجيب المفقوعه /