أيهم مرعي «
الأخبار»:
زحمة مؤتمرات للمعارضة السورية متوازية مع سخونة في جبهات القتال، والسعي الروسي ــ الأميركي، إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. فما بين مؤتمرات الرياض والمالكية ودمشق، تتقاذف الأطراف المعارضة الاتهامات في ما بينها، في ظل سعيها للحصول على مقاعد لها في الوفد الذي من المقرّر أن يحاور الحكومة السورية، وفقاً لمقررات مؤتمر فيينا الأخير.
وفي الرياض، قال أحد المشاركين إنّ «المحادثات سارت جيداً، إيجابياً للغاية. ناقشنا الكثير من الأشياء. سنناقش غداً وثيقة مبادئ عامة». وأضاف، بعد رفضه الإفصاح عن اسمه، أنّ «الفصائل تأمل إنهاء المحادثات غداً (اليوم) الخميس لكنها قد تستمر ليوم الجمعة». وقال العضو البارز في «الائتلاف»، هادي البحرة، إنّ هناك أجواءً إيجابية و«لا توجد خلافات بين الوفود» حتى الآن.
وفي السياق، برز بيان «حركة أحرار الشام الاسلامية»، التي أكدت المشاركة في المؤتمر، مطالبة بـ«إسقاط نظام (الرئيس بشار) الأسد بأركانه ورموزه كافة وتقديمهم لمحاكمة عادلة». وأضافت أنّها دهشت «لعدم تمثيل الفصائل المجاهدة بما يتناسب مع واقعها ودورها في الثورة وعلى الأرض»، مؤكدة «مجموعة من الثوابت» بما في ذلك «تطهير كامل الأراضي السورية من الاحتلال الروسي الإيراني ومن ساندهم من الميليشيات الطائفية».
وتابعت: «إننا لا نقبل أي مخرجات لهذا المؤتمر أو غيره تخالف هذه الثوابت ونعاهد الله تعالى أولاً ثم نعاهدكم عهداً وثيقاً على أننا لن نساوم على ديننا ومبادئ ثورتنا».
وفي المالكية، أُعلن أمس تشكيل «مجلس سورية الديمقراطية»، المؤلّف من 42 شخصيّة معارضة، كأعضاء هيئة سياسية عن تيارات سياسية واجتماعية عدّة، ستكون ممثّلة لـ«قوات سورية الديمقراطيّة». المجلس ضمَّ أحزاب الإدارة الذاتية (المحسوبة على «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي)، وكتلة المرجعية السياسيّة الكردية، والتحالف الوطني الديمقراطي السوري، وتيار قمح، وتجمع عهد الكرامة والحقوق، وحزب الحداثة الديمقراطي، وحزب البعث الديمقراطي الاشتراكي، والكتلة الوطنية السورية. وحدّد الهوية السياسية له من خلال إقرار الوثيقة السياسية، التي دعا من خلالها إلى «تغيير شكل نظام الحكم إلى نظام برلماني ديمقراطي في دولة لامركزية، ومحاربة الجماعات التكفيريّة الإرهابيّة بمختلف مسمياتها (لم يتم تسمية هذه الجماعات)، والإقرار بالتنوع المجتمعي السوري والاعتراف بالحقوق الدستورية للكرد والسريان والآشوريين والأرمن والشركس، والحفاظ على وحدة الوطن السوري على قاعدة الإقرار التنوع المجتمعي السوري بكل مكوناته.
مصادر من داخل «مجلس سورية الديمقراطية» كشفت لـ«الأخبار» أنّ «الهيئة السياسية للمجلس ستعمل على التواصل مع الدول المعنية بالأزمة السورية والأمم المتحدة من أجل تهيئة كل ما يلزم لنجاح العملية السياسية التي ستتمخض عن الإجماع السوري والدولي لشكل الحل».
المصدر لفت إلى أنّه «يرى أن الأهم حالياً هو محاربة الإرهاب، وأن لا مواجهة عسكرية مع النظام، لكون الحوار هو أنجع من إراقة مزيد من الدماء». بدوره، أكد القيادي في «حركة المجتمع الديمقراطي»، ألدار خليل، لـ«الأخبار»، أن «تشكيل المجلس هدفه لمّ شمل أطراف المعارضة السورية المؤمنة بالحل السياسي، والتي وحّدت الروئ لحل الأزمة السورية».
ورأى خليل أن «مؤتمر الرياض لن يخرج بقرارات مهمّة، لكونه أقصى القوى الفاعلة على الأرض»، مؤكداً «أنهم كمجلس سورية الديمقراطية لا يعترفون بمقررات مؤتمر الرياض مطلقاً». إلى ذلك، قال ممثل «تيار قمح» (رئيسه هيثم مناع)، صالح نبواني، أن «مجلس سورية الديمقراطية يعمل وفق أجندة سورية بحتة، بعيداً عن التدخل الخارجي». في موازاة ذلك، عقد في فندق شيراتون بدمشق، مؤتمر لقوى معارضة الداخل، بمشاركة 17 حزباً وتياراً سياسياً، لتوجيه رسالة إلى المشاركين في مؤتمر الرياض، بـ«أن أي حل سياسي يستثني معارضة الداخل، لن يتم».
الأمينة العامة لحزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية، بروين إبراهيم، قالت لـ«الأخبار» إنّ «معارضة الداخل لن تسمح بتهميشها، ولن تقبل بأي حل سعودي أو تركي للأزمة السورية».
وأصدرت القوى المشاركة في المؤتمر، بياناً، قالت فيه، إن «تحرك السعودية في انعقاد مؤتمر الرياض وسط تجاهل أصوات الداخل، هو انعكاس لتحركات منحازة وغير حيادية هدفها استبعاد الصوت الحقيقي المعبر عن الداخل السوري»