بنظره أن كلّ إنسان يستطيع تحديد وظائف للشعر فللشعر وظائف جمالية من بينها الرقص باللغة والتزيين اللغوي , يكتب بكل أنواع الغزل ضمن أطره الجمالية البعيدة عن الاسفاف
حوارنا اليوم مع الصديق الشاعر محمد شكر
حاورته منيرة احمد مديرة نفحات القلم
= كيف تقدم نفسك للقراء ؟
في البدء أشكر هذه الدعوة الكريمة للإضاءة حول شخص مثلي مقيم في بلاد الإغتراب وتحديدًا ألمانيا منذ عشر سنوات، وكان قرار السفر سهلًا نوعًا ما للظروف المتنوعة التي مرّت بها بلداننا، حيث توجّب علي البدء بالدراسة الجامعية في إحدى الجامعات الألمانية. ولدتُ في أحد قرى محافظة البقاع اللبنانية حيث الإنتماءات المختلفة بيّنة ولأسرة متنوعة وكثيرة العدد نسبيًا وذلك في الثاني من شباط من عام ثمان وثمانين. درست المراحل الأولى في زحلة ومدن البقاع وفي النهاية أخذت دورات في اللغة الألمانية لسبب حاجتها لدى اتخاذ نية السفر إلى ألمانيا.
=ما وظائف الشعر لديك ؟
في نظري أن كلّ إنسان يستطيع تحديد وظائف للشعر وقد تختلف هذه الوظائف بين شخص وآخر لاختلاف الأذواق والنظرة الإجمالية للحركات الفنية وأسلوب تحديد الجمال. ولا يستطيع حسب ظني أي كتاب أو كاتب أن يدعي الإحاطة بكل وظائف الشعر ولو ذكرًا فقط، لذلك وجدنا كثيرًا وظائف للشعر عند أحدهم غير التي قرأناها عند الآخر. لكن حسب رأيي فإن للشعر وظائف جمالية من بينها الرقص باللغة والتزيين اللغوي حيث لا يستطيع أي كلام آخر أن يستعمل أو يستفيد من اللغة كالشعر تحديدًا وللشعر دور في إثارة الخيال لدى الكاتب للشعر والقارئ في ذات الوقت والمساعدة على الخروج من إطار المحسوسات إلى فضاءات ربما تكون أرحب وأكثر إضاءات برغم الضبابية والغموض الذي يكتنف هذه المرحلة أحيانًا، أتمنى أن أكون قد وفّقتُ للإجابة بما سنح لي من كلمات.
=بأي انواع الغزل تكتب ؟
– أشكرك سيدتي على هذا السؤال وعن السؤال نفسه : ) للغزل أنواع طبعًا كما لكل لشيء في عالمنا أشكال وظواهر مختلفة، لكنني لا أحبّ حصر نفسي في إطار ولون هوموجيني واحد، ربما لأشياء تتصل بتكوين طبيعتي، لذلك أراني مهتم بالغزل على أنواعه من عذري إلى ما فوق ثم ما فوق لكن دون الوصول إلى حافة الصراحة والمباشرة الفجة أو الإعتماد بالشكل الكامل على التعبير بالأدب الأيروتيكي برغم أنه منتشر حاليًا للدلالة على الحريات والإنفتاح الغربي مع معرفتنا أن العرب هم من رواد هذا الأدب الأيروتيكي إذا توقفنا عند معلقة امرئ القيس أو أبو نواس أو ولادة بنت المستكفي إحدى النساء البارزات في الأندلس وغيرهم كثير.
=مشاركاتك في مهرجانات أدبية …. ؟
بصراحة إن السؤال عن مشاركاتي في مهرجانات أدبية قد يكون مناسبًا للطرح على شخص آخر، وليس المقصود أن السؤال في غير موضعه، لكن وجودي في الإغتراب يحدّ من وصولي إلى الندوات الأدبية المختلفة بين العرب ومن الإختلاط برواد هذا المجال أو حتى هواته، ولا أعرف كثيرًا عن مجهودات كبيرة في ألمانيا أو دول الجوار الأوروبي فيما يختص باللغة العربية وطرق الإستفادة منها وتعزيز تبادل محتواها المختلف.
=برأيك متى وكيف يصل الشاعر إلى العالمية ؟
– الوصول للعالمية برأيي ليس بالأمر العسير على قلة من وصلوا إلى العالمية من العرب ولكن دراسة ظروفهم وسيرة محطاتهم في الحياة قد يضيء في الإجابة شمعةً أو ربما أكثر، فالعالمية بذاتها ليست هدفًا، بل الهدف من العالمية هو الهدف! بمعنى هل ستضيف شيئا إلى العالم الآخر الذي سيطلع على تجربتك؟ هل ستلفت إنتباههم إلى معتقداتك وتشد أفكارهم نحوك؟ هل ستستطيع التأثير؟ أم أنك تريد مجرد الإنتشار والشهرة العالمية فقط والتواسع دون النظر إلى المضمون والهدف، وليس كل ما هو عالمي ممتاز كما تعرفين سيدتي، لأن ثمة شهرة تأتي من بعض الرداءة أو الرعونة أو اختلاق القضايا وإثارة الأحوال.
=ماهي الظروف ومن هم الأشخاص الداعمون لك؟
– في الحقيقة الحديث عن داعمين لي يضعني كما لو كنت بصدد أشياء مختلفة، لكن الواقع أن وسائل التواصل وضعتني مصادفة على طريق بعضهم ووضعتهم على طريقي وقد كان دعمهم واضحًا لي رغم غياب المعرفة المباشرة على أرض الواقع وأذكر منهم أقارب أو متابعون أوفياء أو متعلمون وأساتذة في مجالات مختلفة أو دكاترة في الآداب أو كل من يبدي الرأي ليس فقط المشيد بل حتى النقدي الذي هو ضروري جدًا لشخص مثلي ولا يمكنني تصور التخلي عن النقد وغيرهم من الأصدقاء الذين هم نعمة تستحق الشكر قيامًا وقعودًا وعلى الجنوب
=برأيك متى ينتهي الكاتب فنيا؟
أسئلتك عميقة وتكاد تتصل بالعوامل النفسية والفلسفية وهذا النوع منها يجذب عادة الفئات المطلعة على المجالات الفنية ككل. الحديث عن نهاية كاتب ما أمر مؤسف وتراجيدي بالفعل يصلح لأن تُكتب سيرته، لكن قد يصل أحد الكتاب إلى نهاية فنية ليس بالتوقف عن الكتابة أو إصدار الكتب والمطبوعات والمواقف ولكن عندما يعجز عن التنويع والإتيان بالجديد ويتكئ على نجاحات ماضية معينة مستحقة، وهذا ما يدفعه إلى التكاسل وتحقيق شيء من الرضا الذاتي يظهر في ترفية منتوجاته الكتابية التالية. لكن كلمة النهاية لكاتب كبيرة أيضا ، لأن الكاتب الحق يستطيع أن يكمل السير حتى ولو بحذاء ورداء واحد ولكن الشمس الحارقة وعوامل الطقس المتقلبة المختلفة ستأثر حتما على خلاياه وتفكيره وبنيته.
=أجمل قصائدك كانت عن …… ؟
ههه سؤال جميل، لكن أجمل قصائدي كانت عن المرأة والسياسة والوطن والأم والمجتمع والدين والهجاء والمدح والرثاء ووو هههه برغم أنه ليس لدي نصوص كثيرة ولكن حاولت التنويع في الأمر وربما ظهر ذلك لأحدهم على صفحتي على الفيسبوك التي هي تعتبر ربما المنبر الأول لي للتعبير عن بعض المكتوبات.
=كبف تقيم الحالة الشعرية العربية بشكل عام ….. ؟
– سؤالي عن تقييم الحالة الشعرية العربية ربما كسؤال عالم ذرة عن خبرته في تحضير طنجرة المجدرة ههه، ليس إغفالا لوجاهة السؤال ولا لطبيعته المميزة الكاشفة، ولكن أستطيع التعبير عن رأيي الشخصي الذي لا يهم أحدًا أن الساحة الأدبية مزدحمة بالخير والبركة ومكتظة بالمواهب الواعدة التي تستحق فعلا كل دعم وتوفيق خصوصا من السابقين في هذا المجال وذوي الخبرة.
=هل استطاع الشاعر العربي الوصول إلى الوجدان العربي من خلال معالجة قضاياه ..؟
– ربما كان هذا السؤال امتدادًا لما قبله، لكن الشاعر العربي كلمة تشمل الجميع وهو كغيره يستطيع أن يلم بالهموم والقضايا والأسباب والأفراح ويبتعد قليلا في أحيان أخرى، كما يجب التفريق بين القضايا العربية الحالية والمتصدون لها من شعراء والقضايا المنصرمة التي انتبه لها كتاب آخرون، لذلك فالسؤال واسع جدًا لكن الجواب المؤكد أن لكل فترة زمنية أشخاص مختلفون وأصحاب رؤية وعقل منشرح وسجية طيبة تمكنهم من الإحساس.
=هديتك لموقعنا نفحات القلم …..
كنّا نقولُ عن السماءِ بعيدةً حتى بلغتُ سماءكم متبخّرًا
عن قطرة الأشعار محدود الهوى ما كان مثلي ناظرًا رمش الذرى
حتى ذُهلتُ بما رأت عينايَ من حبٍ كبيرٍ في حوارِ المشترى
! كنتُ المجيبَ وكان صنوَ سحابةٍ بيضاءَ ما بخلتْ عليّ ومنبرا!