منيرة احمد – نفحات القلم
منذ سنوات طويلة خلت وفي طريقنا الىها , في نقطة هي علامة فارقة في عمر الزمن , في سجل الفكر والادب ,وعلى يمين الطريق ونحن نتجه صعودا قالوا لنا وهذا منزله , وبقي الاسم والعنوان نجمة تضيئ , سؤال لم ينفك يحوم ,متى وكيف ومع من سيكون معراجي إليه ؟؟؟؟؟
في أمثالنا نقولها ونقصدها فعلا ايجابيا (اللي ما الوا قديم ما الو جديد ) ,وهنا جاءهذا القول في عين القصد , رحلتنا كانت هذه المرة للاستماع الى محاضرة عن تراثنا والهوية , سمعنا …ناقشنا , لنقول ان حديثنا عن التراث هو حفاظ على الهوية التي تميز السوري , غابرا وحاضرا , ولنحمل مسؤولية الحفاظ على هذا الانتماء , ليس لهياكل وبقايا ابنية وبعض قطع ورثناها لنضعها على رفوف متاحف , وهوامش تفكيرنا , بل هي معلم هي هوية …….
لم تنتهي الرحلة عند هذا القول … بل صار له امتدادات , لتحقيق رجاء …. وتسجيل احتفالية من نوع عز نظيره , انطلقنا لنكمل رحلة الغوص في عمق التاريخ قريبه وعميقه , ابهاه , شاهده الحي على عتق الاصالة والانتماء السوري , في ظل اشجار وارفة وعلى بعد ومرمى عين حديقة غناء زهور لونتها الطبيعة , وعتق سنديان المكان والانسان في بيت كان ولا يزال محجة لمن اراد ان يفتح لقلبه وفكره نوافذ الضوء .
كانوا معنا … مهم كان للحديث لكل ركن وارف حكاية امجاد , وقصص جمال , آيات مما سمح لنا به الوقت لتلاوته من عذب وعمق الحديث .
في المنزل الذي بناه حجرا وانسانا من عشق وطنه , انسانا رائد في السياسة في البحث في الفكر في التآريخ , في اصالة الانتماء , في تنشئة احد البيوتات الفكرية الرائدة في سورية ,في هذا المنزل فرد الشعر جناحيه , فان للآذان مهرجانها , غرد الشعراء حسن سمعون – علي اسعد , غانم بو حمود وجادوا بجميل ما لحموه حرفا انيقا , مع اسرة ذات فرادة في عتق الانتماء وعميق الفكر بذائقة ادبية , فكرية رائعة , بقامات علمية , وسيدات عشتاريات المحبة والعطاء والفكر , وملكات حين تقول الاناقة اينهن …..رجال صاغتهم التربية والحياة رجال حين نحب وضع انموذج لمن يحق لهم هذا الوصف
في هذا المنزل العامر بكل ما يتمنى ان يجده الوافد كان يومنا الفريد , كانت رحلة سجلت على صفحات القلوب نبضا لن ينسى , وامتدادا لعمق الجذور نحن سامقات المستقبل
في رحاب حضوره كنا حيث كان ركنا كبيرا في السياسة والصحافة والادب
منزل واسرة الدكتور عبد اللطيف اليونس – صافيتا
واجزم ان ذكر الاسم هو التكريم فكيف اذا كنا قد كرمنا بما كتب عنه وجمع في كتاب ممن حفروا في جبين اللغة لواعجهم وشهاداتهم بالراحل الباقي بما ترك من بصمات
واجزم ايضا اني ما وفيتهم حقهم , اجزم ان في جعبة العقل والقلب ما لم استطع ترجمته
مباركة تلك الهامات حاضرة حاضرة , مباركة تلك العقول والقلوب التي امسكت بخيوط المجد لتنسج منه سجادة للعابرين المؤدين فروضهم لمستقبل سورية , بالتالي مستقبل العقل النير , والوطن الباقي