منيرة احمد – نفحات القلم
تتصارع أصواتهم وهم يتراكضون خلف الكرة او يتبادلون التهم من الركض وبعض السباب الطفولي , لم يعد صراخهم يربكني او يزعجني او يمنعني من العمل , صرت اخجل مني حين احاول ابعادهم عن المكان , بل بت أتمنى وجودهم من كل الصخب والضجيج وحرماني من اوقات الراحة والنوم .
بت انتظر تلك الضحكات ودندنات اغانيهم المتقطعة الكلمات المتنوعة بما حفظ ذاكرتهم من مقاطع اغان قد لا تناسب اعمارهم الغضة .
كانو يترقبون حضوري ليبتعدوا قبل ان انبههم وامنعهم من اللعب تحت النافذة , واضطراري احيانا كثيرة للخروج وفض بعض اشتباكاتهم وخلافاتهم حول لعبة او تشكيل لفريق لعب .
انا لم اتغير فما زلت احب الهدوء والسكينة , واعمل وفق هذه الشروط التي كانت طقوسا احرص عليها ,ما تخليت عنها حبا بذلك , لكن صراخا اقوى ووجعا اكبر انساني ما احب , ففي الاذن والقلب لا بنفك صراخ اطفال ذبحهم حقدهم الشيطاني وهمجيتهم العمياء وموروثهم المجرم , احاول التناسي لكن تلك الصرخات تصم اذني وتقتل الابتسامة قبل ان تولد وانا احاول ايهام نفسب والاخرين بها ,
فكيف لي ان اعرف طعما لفرح واو ابتسامة بيضاء او حمراء او …… واطفالنا يئنون تحت نصل حقدهم , صرخاتهم , خوفهم ,,, طفولتهم لم تشفع لهم عند ابناء الظلامية الحاقدة .
(يا ولادنا … يا فرحة عمرنا
يا بسمة وطن … يا زهرة ايامنا الجايي
ضلوا العبوا وتشيطنوا
وعبوا الدني بضحكات
ترقص بقلوبنا
متل فرحة عيد
ورجعونا معكن ولاد صغار
بلكي بترجعلنا البسمات
وبلكي يا عمرنا الجايي
مننسى القهر والأه )
لا اكاد اغفو إلا ويطاردني صوت من أعماق التاريخ إلى امتداد النهاية يصرخ وانهض مع صوته اصرخ , بصوت مبحوح ودمعة يهدر صراخها , ما ذنبنا , ما جرمنا , ما رثتموه لا يعنينا , فاي الاء كفركم نذبح ويتشقق ضرع الأرض قهرا على جماجمنا ودموعنا وأأأأأأأأأأأهاتنا …. وما زلنا نسأل …, وما من مجيب إلا صوت ذلك الجزار ينعق …. ينعق …
اقتلوهم … اذبحوهم …. هي الاوامر . هي التوجيهات …ز. كي لا يبقى على فظائعنا شهود
ومن دموعهم وقطرات دمهم المقدس —- تنبت زهرة… تتكاثر ….. نلاحق انفاس قاتليها …تلاحق طرف العين في سكناتها …
وسجل يا تاريخ سجل …. سجل واكسر كل الاقلام ,,, فأنا الطفل الشاهد والشهيد … انا التاريخ … أنا القاضي …. انا الذبيحة التي ضحيتم … لكني عليكم وعلى حشودكم وجمود ضمائركم وجنودكم الوحشية انتصرت
أنا وفقط انا من يحق له تقرير وجودكم …. خط السطور والصور والشواهد التي تلعنكم .
أنا طفل سورية التي عليها تكالبتم وبدمعي وصراخي أنا من هزمكم
(لم يعد صراخ الاطفال في حينا وهم يلعبون يزعجني
بل صار نغما جميلا اتمناه
بعد ان ضج قلبي بصراخ اطفال الزارة)