..وأخيراً اعتذرت بريطانيا عن مشاركتها بحرب العراق !!
……….فهل ستــعتذر أمريــكا عن كل جرائمـــــها في العــــــالم ؟
……….ما هــي فائـــدة الاعتــذار بعد "خـــــــراب البـــــصرة " ؟
ــــــــــــــــ المحامي الاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيلعن التاريخ غير البعيد الغرب بكل دوله ومؤسساته وشركاته واحتكاراته وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ، وسيحمله مسؤولية سرقة حضارة الإنسان ، ووزر كل المآسي والجرائم التي وقعت وتقع في كل أنحاء العالم ، والحروب والكوارث التي ارتكبها والتي لاتعد ولا تحصى في كل بقاع الدنيا .
بكل دقة وبكل موضوعية وبكل انصاف لقد حرف الغرب حركة التاريخ عن مسارها الطبيعي التطوري ، الذي كان يجب أن ترتقي فيه حياة الانسان ، وسبل عيشه ، وصولاً إلى الرفاه الجمعي العام لكل شعوب العالم صحياً ، واقتصادياً ، وثقافياً ، مواكبة لحركة العلم المتسارعة والمتصاعدة وتطور معطياته المعرفية ، وتسخيره لمصلحة صحة الإنسان الجسدية والعقلية ورفاهه العام ، ولكن الذي حدث أن وظف الغرب البربري التطور العلمي غير المسبوق لصناعة أدوات القتل والدمار ، وتوظيفه لصالح رفاه شعوب الشمال على حساب فقر شعوب الجنوب ، فبدلاً من ترسيخ قيم التعاون وحل جميع قضايا البشرية عن طريق الحوار ، كانت الحروب هي الطريق الوحيدة التي استخدمها الغرب لتركيع الشعوب وقهرها وافقارها وتجويعها واستعبادها ومن ثم سرقة خيراتها المادية والبشرية .
.
…………من أين نبدأ ؟!! فتاريخ الغرب كله حروب ودمار ودماء وقتل ومآسي وذلك منذ اكتشاف واستعمار القارة الأمريكية عام 1492م ، اي ما يزيد على خمسمائة سنة ، والغرب يغتصب الحضارة الإنسانية ويجيرها لصالح شعوبه المتكبرة المتجبرة والتي حولت العالم إلى اسياد وأجراء ، وإلى شمال غني وجنوب جائع ،
وأنا أجزم أن جميع الصراعات والتناقضات بين مكونات المجتمع الواحد في اية دولة من الدول ، والصراعات والحروب بين أي دولة وأخرى لابد وأن يكون للغرب الدور الأساسي في زرعها وتفجيرها أو يكون له اسهام جدي بها .
………. والمحزن أن بعض البسطاء أو العملاء يصرحون أن الغرب هو أس الحضارة وبانيها ؟؟!! وأنا أصرخ وأقول أن الغرب مسؤول عن فقرنا ، عن تخلفنا ، عن جهلنا ، حتى وصل به الأمر إلى تفكيك مجتمعاتنا إلى مكونات مذهبية وطائفية متناحرة ، حتي يتسيد ويسود .
.
هناك مصادر تاريخية تقول أن أوروبا الاستعمارية عندما اكتشفت واستعمرت القارة الأمريكية قتلت ما يزيد على خمسين مليونا من سكان أمريكا الأصليين ، واستخرجت الفضة والذهب من المناجم على دماء عشرات الملايين من الزنوج الأفارقة الذين " تم اصطيادهم " من غابات افريقيا ونقلوا بالحاويات كقطعان من الغنم منهم من مات ورميت جثته في البحر قبل وصوله ، ومنهم من مات تحت سياط السيد المحتل القاتل،
تلك الثروات الهائلة التي نُهبت شكلت الأرضية المادية التي مكنت أوروبا من السيطرة على العالم بالقوة ، فبريطانيا العظمى استعمرت الصين والهند وما حولهما ومدت أزرعها إلى افريقيا حتى باتت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس ، حتى الخليج العربي اصبح مرافئ ومحطات للراحة في الذهاب والإياب ومحميات للصيد واللهو ، وحذت حذوها فرنسا وايطاليا حتى بلجيكا وهولندا وغيرهما فوزعوا العالم بينهم كل بحسب قوته العسكرية ، وبات العالم بقاراته الخمس من أقصاه إلى أدناه مناجم ومزارع ومحطات لتربية الحيوانات للنهب والسلب "والحلب " تحت السيطرة الاستعمارية الغربية .
.
في القارة الأمريكية عمموا سياسة الموت ، وفي الصين اشعلوا حرب الأفيون ، وفي الهند أعملوا مبضع التمزيق على أسس دينية وعرقية ، أما أفريقيا فكانت مزارع لتربية العبيد لاستخدامهم في شبابهم جنوداً لقمع وابادة اي شعب يطالب بالحرية ، أو للعمل في مزارع اسيادهم الذين يحق له قتلهم كشاة له الحق بذبحها متى أراد وهذا الحق مسموح له بقوة القانون .
إذن الغرب مسؤول عن فقر كل شعوب العالم الثالث وسارق فرح أطفالهم مسؤول عن مرضهم ، عن جوعهم ،عن تخلفهم ،وعن كل الدماء التي سالت والتي تسيل ، انهم سفاحو وسفاكو دماء البشرية .
أما الدول العربية فكان واقعها أمر وأدهى بسبب موقعها الاستراتيجي في وسط العالم من جهة ، ولأنها صلة الوصل بين الغرب والشرق من جهة ثانية ، وما كادت لتخرج من ــ عصور الظلام ــ العثمانية التي ابتليت فيها لأربعة قرون متعاقبة ، من الاستعمار العثماني الظلامي البغيض والغاشم الذي جاء باسم الدين ، الذي أغلق العقول وحول الدين إلى طقوس ، وأوقف عجلة التقدم والتطور بل اجتث جميع المحاولات التنويرية وأعدم روادها في الساحات ، كل ذلك باسم الدين الذي حوله إلى مجرد حركات وابتهالات ومفاهيم غيبية سطحية .
.
اربعة قرون وقف فيها تاريخ المنطقة على قدم عرجاء لا تقدم بل مراوحة في نفس المواقع ، فالاستعمار التركي لم يستعمر الحجر والشجر بل استعمر العقول وجمدها عند مفاهيم القرن السابع الميلادي ، ولما كانت حركة التاريخ لا تقف تركنا التاريخ على قارعة الطريق ومشى .
ولما وصل الحكم العثماني إلى حالة الترد ي" الرجل المريض " وبدأت التململات العربية للخلاص ، جاء الطاغوت الغربي البريطاني والفرنسي فتقاسما تركة الرجل المريض ، اختصت بريطانيا العظمى بحصة الأسد فكان من نصيبها الخليج والعراق والأردن وفلسطين ومصر والسودان ، واختصت فرنسا بسورية وبالمغرب العربي عدا ليبيا فكانت من حصة ايطاليا .
نعم تقاسما الوطن العربي وجعلاه منجماً للنفط ومزرعة للقطن وسوقاً واسعة لتصريف منتجاتهما بعد تصنيعها ، كل هذا هين ومقبول أمام جريمتين سيبقى العرب يدفعون ثمنهما من دماء شبابهم عشرات السنين إن لم يكن مئاتها ولن تندمل عقابيلهما " حتى يشيب الغراب ويفنى التراب ".
.
من زرع اسرائيل كخنجر مسموم في خاصرة الشعوب العربية كقاعدة متقدمة لإشعال الحروب واستنزاف مقدرات المنطقة العربية البشرية والمادية ؟ أليس الغرب البربري ؟؟ هل يمكن لأية حالة تقدم أو تطور مادام هذا الخنجر في يعمل عميقاً في أحشائنا ؟؟.
هذه كانت الجريمة الكبرى ، ولما كان بقاء هذه الدولة العدوانية مرهون بإضعاف الدول المحيطة بها ، فكانت الجريمة الثانية التي خطط لها ورسمت تفاصيلها بقرار غربي ونفذه سفيرا فرنسا وبريطانيا " سايكس وبيكو " وهما في واحد من فنادق راحتهم في القدس ، فقسموا بلاد الشام إلى أربعة دول سورية وفلسطين والأردن ولبنان ، ورسموا حدود هذه الدول بالمسطرة ، وباتت الدولة الواحدة أربعة دول مستقلة لكل علمها واقتصادها ، فهان تأديبها والسيطرة عليها وتوظيف بعضها ضد بعض ، وذلك بخلق وتوسيع الكثير من التناقضات فيما بينها ، وهذا يريح الغرب الاستعماري ويريح اسرائيل ، ويبقي على شعوب المنطقة في حالة ضعف و تخلف .
.
أما ثالثة الأثافي فكان حماية ورعاية الأحزاب والحركات الاسلامية ، ودعم الدول العربية الرجعية على أسس طائفية ، واسناد عدد من الأدوار لها ، وكان أهمها خلق المذهب الوهابي التحريفي الظلامي بحماية وعناية مملكة بني سعود ، ليكون عامل تشويه وقتل لأية حالة تنوير تعمل لإخراج المذاهب الاسلامية من عنق الزجاجة ومن حالة الجمود الفقهي المميت ، وتشجع وتنمي الخلافات المذهبية حد الاقتتال ، ألم يكن فقه هذا المذهب "الا يدو لوجيا " الوحيدة التي اعتمدها تنظيم القاعدة في افغانستان ، لمحاربة الاتحاد السوفييتي ؟، وكانت أمريكا هي المخططة والمنفذة والسعودية الممولة مذهبياً ومالياً ، هذا الداء العضال الذي تفشى حتى كاد يعم العالم ، ألم يكن هذا الوحش قد إستولدته أجهزة الغرب الاستخباراتية ؟ أليس الغرب مسؤولاً عن ولادته وتنميته ؟ هل هناك عاقل في العالم يشك بذلك ؟؟!! أليس الآن بكل مسمياته من داعش حتى أصغر خلية ارهابية سرطانية يوظف لصالح الغرب الاستعماري ودول الخليج العتيقة المسروقة من عمق التاريخ ؟ أليس الغرب مسؤولاً عن تدمير المنطقة من ليبيا إلى اليمن إلى العراق إلى سورية وغيرها ؟ وهل الاعتذار يعيد العراق إلى سابق عهده ؟ لماذا هدموا جميع مؤسسات العراق الحكومية وتركوه نهباً للفوضى ؟
.
الغرب وبدون مبالغة هو المسؤول عن موت كل طفل في العالم الثالث لم يتمكن أهله من شراء الدواء له ، وهو المسؤول عن تخلف شعوب العالم الثالث وفقرها ، وهو المساند والمشجع والراعي لكل الحركات الدينية التي عمل جاهداً لا يصالها إلى سدة الحكم في الدول الاسلامية ، لأن ذلك هو الطريق الأمثل للإبقاء على تخلف المنطقة وعلى جزوة الاقتتال الطائفي والمذهبي مشتعلة إلى يوم يبعثون ،
….. انه الغرب الاستعماري الذي يمسك بخناق التاريخ ولا يزال ، هو الذي يساند كل أشكال الصراعات في العالم بل ويعمل على تأجيجها ، وهو الراعي والحامي لكل الحركات والأنظمة والدول الدينية الرجعية ، وهو الموظف والمستفيد من الحركات الإرهابية التي تمسك ساطور الذبح في كل أنحاء العالم ، أليس الواقف ابداً ضد جميع الدول والشعوب الساعية والمتطلعة نحو الحرية ، والمثال السوري يفقأ عين كل مكابر .
….لا خلاص لحركة التاريخ ووضعها على سكة سيرها الطبيعية ، بدون الخلاص من سيطرة الغرب السياسية والاقتصادية والثقافية والقيمية ، وهزيمة الأفكار الدينية العتيقة التي تعمي البصر والبصائر ، والدول التي تحملها وتوظفها ضد أمن الدول وعقولها وعلى راسها مملكة بني سعود ، ووضع معطيات التقدم العلمي في خدمة الانسان .
……….فهل ستــعتذر أمريــكا عن كل جرائمـــــها في العــــــالم ؟
……….ما هــي فائـــدة الاعتــذار بعد "خـــــــراب البـــــصرة " ؟
ــــــــــــــــ المحامي الاستاذ محمد محسن ـــــــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيلعن التاريخ غير البعيد الغرب بكل دوله ومؤسساته وشركاته واحتكاراته وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ، وسيحمله مسؤولية سرقة حضارة الإنسان ، ووزر كل المآسي والجرائم التي وقعت وتقع في كل أنحاء العالم ، والحروب والكوارث التي ارتكبها والتي لاتعد ولا تحصى في كل بقاع الدنيا .
بكل دقة وبكل موضوعية وبكل انصاف لقد حرف الغرب حركة التاريخ عن مسارها الطبيعي التطوري ، الذي كان يجب أن ترتقي فيه حياة الانسان ، وسبل عيشه ، وصولاً إلى الرفاه الجمعي العام لكل شعوب العالم صحياً ، واقتصادياً ، وثقافياً ، مواكبة لحركة العلم المتسارعة والمتصاعدة وتطور معطياته المعرفية ، وتسخيره لمصلحة صحة الإنسان الجسدية والعقلية ورفاهه العام ، ولكن الذي حدث أن وظف الغرب البربري التطور العلمي غير المسبوق لصناعة أدوات القتل والدمار ، وتوظيفه لصالح رفاه شعوب الشمال على حساب فقر شعوب الجنوب ، فبدلاً من ترسيخ قيم التعاون وحل جميع قضايا البشرية عن طريق الحوار ، كانت الحروب هي الطريق الوحيدة التي استخدمها الغرب لتركيع الشعوب وقهرها وافقارها وتجويعها واستعبادها ومن ثم سرقة خيراتها المادية والبشرية .
.
…………من أين نبدأ ؟!! فتاريخ الغرب كله حروب ودمار ودماء وقتل ومآسي وذلك منذ اكتشاف واستعمار القارة الأمريكية عام 1492م ، اي ما يزيد على خمسمائة سنة ، والغرب يغتصب الحضارة الإنسانية ويجيرها لصالح شعوبه المتكبرة المتجبرة والتي حولت العالم إلى اسياد وأجراء ، وإلى شمال غني وجنوب جائع ،
وأنا أجزم أن جميع الصراعات والتناقضات بين مكونات المجتمع الواحد في اية دولة من الدول ، والصراعات والحروب بين أي دولة وأخرى لابد وأن يكون للغرب الدور الأساسي في زرعها وتفجيرها أو يكون له اسهام جدي بها .
………. والمحزن أن بعض البسطاء أو العملاء يصرحون أن الغرب هو أس الحضارة وبانيها ؟؟!! وأنا أصرخ وأقول أن الغرب مسؤول عن فقرنا ، عن تخلفنا ، عن جهلنا ، حتى وصل به الأمر إلى تفكيك مجتمعاتنا إلى مكونات مذهبية وطائفية متناحرة ، حتي يتسيد ويسود .
.
هناك مصادر تاريخية تقول أن أوروبا الاستعمارية عندما اكتشفت واستعمرت القارة الأمريكية قتلت ما يزيد على خمسين مليونا من سكان أمريكا الأصليين ، واستخرجت الفضة والذهب من المناجم على دماء عشرات الملايين من الزنوج الأفارقة الذين " تم اصطيادهم " من غابات افريقيا ونقلوا بالحاويات كقطعان من الغنم منهم من مات ورميت جثته في البحر قبل وصوله ، ومنهم من مات تحت سياط السيد المحتل القاتل،
تلك الثروات الهائلة التي نُهبت شكلت الأرضية المادية التي مكنت أوروبا من السيطرة على العالم بالقوة ، فبريطانيا العظمى استعمرت الصين والهند وما حولهما ومدت أزرعها إلى افريقيا حتى باتت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس ، حتى الخليج العربي اصبح مرافئ ومحطات للراحة في الذهاب والإياب ومحميات للصيد واللهو ، وحذت حذوها فرنسا وايطاليا حتى بلجيكا وهولندا وغيرهما فوزعوا العالم بينهم كل بحسب قوته العسكرية ، وبات العالم بقاراته الخمس من أقصاه إلى أدناه مناجم ومزارع ومحطات لتربية الحيوانات للنهب والسلب "والحلب " تحت السيطرة الاستعمارية الغربية .
.
في القارة الأمريكية عمموا سياسة الموت ، وفي الصين اشعلوا حرب الأفيون ، وفي الهند أعملوا مبضع التمزيق على أسس دينية وعرقية ، أما أفريقيا فكانت مزارع لتربية العبيد لاستخدامهم في شبابهم جنوداً لقمع وابادة اي شعب يطالب بالحرية ، أو للعمل في مزارع اسيادهم الذين يحق له قتلهم كشاة له الحق بذبحها متى أراد وهذا الحق مسموح له بقوة القانون .
إذن الغرب مسؤول عن فقر كل شعوب العالم الثالث وسارق فرح أطفالهم مسؤول عن مرضهم ، عن جوعهم ،عن تخلفهم ،وعن كل الدماء التي سالت والتي تسيل ، انهم سفاحو وسفاكو دماء البشرية .
أما الدول العربية فكان واقعها أمر وأدهى بسبب موقعها الاستراتيجي في وسط العالم من جهة ، ولأنها صلة الوصل بين الغرب والشرق من جهة ثانية ، وما كادت لتخرج من ــ عصور الظلام ــ العثمانية التي ابتليت فيها لأربعة قرون متعاقبة ، من الاستعمار العثماني الظلامي البغيض والغاشم الذي جاء باسم الدين ، الذي أغلق العقول وحول الدين إلى طقوس ، وأوقف عجلة التقدم والتطور بل اجتث جميع المحاولات التنويرية وأعدم روادها في الساحات ، كل ذلك باسم الدين الذي حوله إلى مجرد حركات وابتهالات ومفاهيم غيبية سطحية .
.
اربعة قرون وقف فيها تاريخ المنطقة على قدم عرجاء لا تقدم بل مراوحة في نفس المواقع ، فالاستعمار التركي لم يستعمر الحجر والشجر بل استعمر العقول وجمدها عند مفاهيم القرن السابع الميلادي ، ولما كانت حركة التاريخ لا تقف تركنا التاريخ على قارعة الطريق ومشى .
ولما وصل الحكم العثماني إلى حالة الترد ي" الرجل المريض " وبدأت التململات العربية للخلاص ، جاء الطاغوت الغربي البريطاني والفرنسي فتقاسما تركة الرجل المريض ، اختصت بريطانيا العظمى بحصة الأسد فكان من نصيبها الخليج والعراق والأردن وفلسطين ومصر والسودان ، واختصت فرنسا بسورية وبالمغرب العربي عدا ليبيا فكانت من حصة ايطاليا .
نعم تقاسما الوطن العربي وجعلاه منجماً للنفط ومزرعة للقطن وسوقاً واسعة لتصريف منتجاتهما بعد تصنيعها ، كل هذا هين ومقبول أمام جريمتين سيبقى العرب يدفعون ثمنهما من دماء شبابهم عشرات السنين إن لم يكن مئاتها ولن تندمل عقابيلهما " حتى يشيب الغراب ويفنى التراب ".
.
من زرع اسرائيل كخنجر مسموم في خاصرة الشعوب العربية كقاعدة متقدمة لإشعال الحروب واستنزاف مقدرات المنطقة العربية البشرية والمادية ؟ أليس الغرب البربري ؟؟ هل يمكن لأية حالة تقدم أو تطور مادام هذا الخنجر في يعمل عميقاً في أحشائنا ؟؟.
هذه كانت الجريمة الكبرى ، ولما كان بقاء هذه الدولة العدوانية مرهون بإضعاف الدول المحيطة بها ، فكانت الجريمة الثانية التي خطط لها ورسمت تفاصيلها بقرار غربي ونفذه سفيرا فرنسا وبريطانيا " سايكس وبيكو " وهما في واحد من فنادق راحتهم في القدس ، فقسموا بلاد الشام إلى أربعة دول سورية وفلسطين والأردن ولبنان ، ورسموا حدود هذه الدول بالمسطرة ، وباتت الدولة الواحدة أربعة دول مستقلة لكل علمها واقتصادها ، فهان تأديبها والسيطرة عليها وتوظيف بعضها ضد بعض ، وذلك بخلق وتوسيع الكثير من التناقضات فيما بينها ، وهذا يريح الغرب الاستعماري ويريح اسرائيل ، ويبقي على شعوب المنطقة في حالة ضعف و تخلف .
.
أما ثالثة الأثافي فكان حماية ورعاية الأحزاب والحركات الاسلامية ، ودعم الدول العربية الرجعية على أسس طائفية ، واسناد عدد من الأدوار لها ، وكان أهمها خلق المذهب الوهابي التحريفي الظلامي بحماية وعناية مملكة بني سعود ، ليكون عامل تشويه وقتل لأية حالة تنوير تعمل لإخراج المذاهب الاسلامية من عنق الزجاجة ومن حالة الجمود الفقهي المميت ، وتشجع وتنمي الخلافات المذهبية حد الاقتتال ، ألم يكن فقه هذا المذهب "الا يدو لوجيا " الوحيدة التي اعتمدها تنظيم القاعدة في افغانستان ، لمحاربة الاتحاد السوفييتي ؟، وكانت أمريكا هي المخططة والمنفذة والسعودية الممولة مذهبياً ومالياً ، هذا الداء العضال الذي تفشى حتى كاد يعم العالم ، ألم يكن هذا الوحش قد إستولدته أجهزة الغرب الاستخباراتية ؟ أليس الغرب مسؤولاً عن ولادته وتنميته ؟ هل هناك عاقل في العالم يشك بذلك ؟؟!! أليس الآن بكل مسمياته من داعش حتى أصغر خلية ارهابية سرطانية يوظف لصالح الغرب الاستعماري ودول الخليج العتيقة المسروقة من عمق التاريخ ؟ أليس الغرب مسؤولاً عن تدمير المنطقة من ليبيا إلى اليمن إلى العراق إلى سورية وغيرها ؟ وهل الاعتذار يعيد العراق إلى سابق عهده ؟ لماذا هدموا جميع مؤسسات العراق الحكومية وتركوه نهباً للفوضى ؟
.
الغرب وبدون مبالغة هو المسؤول عن موت كل طفل في العالم الثالث لم يتمكن أهله من شراء الدواء له ، وهو المسؤول عن تخلف شعوب العالم الثالث وفقرها ، وهو المساند والمشجع والراعي لكل الحركات الدينية التي عمل جاهداً لا يصالها إلى سدة الحكم في الدول الاسلامية ، لأن ذلك هو الطريق الأمثل للإبقاء على تخلف المنطقة وعلى جزوة الاقتتال الطائفي والمذهبي مشتعلة إلى يوم يبعثون ،
….. انه الغرب الاستعماري الذي يمسك بخناق التاريخ ولا يزال ، هو الذي يساند كل أشكال الصراعات في العالم بل ويعمل على تأجيجها ، وهو الراعي والحامي لكل الحركات والأنظمة والدول الدينية الرجعية ، وهو الموظف والمستفيد من الحركات الإرهابية التي تمسك ساطور الذبح في كل أنحاء العالم ، أليس الواقف ابداً ضد جميع الدول والشعوب الساعية والمتطلعة نحو الحرية ، والمثال السوري يفقأ عين كل مكابر .
….لا خلاص لحركة التاريخ ووضعها على سكة سيرها الطبيعية ، بدون الخلاص من سيطرة الغرب السياسية والاقتصادية والثقافية والقيمية ، وهزيمة الأفكار الدينية العتيقة التي تعمي البصر والبصائر ، والدول التي تحملها وتوظفها ضد أمن الدول وعقولها وعلى راسها مملكة بني سعود ، ووضع معطيات التقدم العلمي في خدمة الانسان .