.jpg)
عيناها الخضراوان
أثارت في قلبي الأشجان
أردت أن ألتقي بهما
وعدتهما على حدود الوطن
حيث ورود الجلنار وعرائش الياسمين
حيث ضوء القمر يعطي للمكان سحراً وشاعرية
حيث تجد العشاق اثنين .. اثنين
يختبؤون في زوايا العشق
تمتزج رائحة قبلاتهم .. عناقاتهم
تمتزج أصوات همساتهم .. تمتماتهم
برائحة تراب بلادي
فترسم لوحة لاتشبهها
الغرنيكا ولا الموناليزا
هي لوحة يصل شعاع روعتها الى السماء
حيث يتجلى وجه الله
هو جميلٌ يحبُ الجمال
هو من خلق الحب .. ونبض القلب
وعشق الروح ..
وتربع على عرشه ينظر خلقه
على حدود المدى حيث الصباحات الجميلة
ورائحة عرائش الياسمين تعبق بالمكان
أعرف تحتها كانت تقبع الحدود
حدود الوطن الضائع
الحدود ليست من خلق الله
صنعها إنسانٌ لم ينبض قلبه بالحب يوماً
حيث الكراهية استوطنت أعماقه المظلمة
فدمر كل ماهو جميل
بدأت بالسير ليلاً حافي القدمين
أتحسس تراب الوطن
يدغدغ قدميَّ
ليعطيني شعوراً قلما أحسست به
أسرعت المسير
أريد ان ألتقي بذات العينين الخضراوين
مع بزوغ الفجر
حيث أشعة الشمس الدافئة تتسلل إلى القلوب
فتزيد من دفئها وروعتها
حيث زقزقة العصافير
تغني للحب والحياة
حيث الصباح يكشف ببطءٍ شديد عن وجهه
ليعطي للحياة معنىً جميلاً
أعرف المكان جيداً
كثيراً ما التقيت فيه بحبيبتي
لكن .. في ليلتي هذه المسير يطول .. ويطول
والليل تجاوز حدود الزمن
وأنا أسير .. وأسير .. وأسير
لامكان .. لاأشعة شمس ..
لازقزقةٌ للعصافير
ولا صباح
ظلمة .. تحيط بكل الأمكنة
أعرفه كان مكاناً واحداً
ووجه الله يتجلى غاضباً في السماء
الله يعشق الجمال
الله محبة
فقد شوهوا الجمال على أعتاب الوطن
وبقيت ذات العينين الخضراوين
ترفرف في السماء
تبحث عن فضاءٍ
يحميها من بطش كثيرين لا يفهمون معنى الحياة
وبقيتُ أنا أسير .. وأسير .. وأسير
أبحثُ عن المكان .. أبحث عن الزمان .. أبحث عن الإنسان
د . جهاد صباهي