كان الملك العظيم الأموري السوري سرجون الكبير_ الالف الثالث قبل الميلاد_ اول ملك سوري يوحد ارجاء واقاليم المنطقة التي يطلق عليها اسم الهلال السوري الخصيب اي ما هو اليوم لبنان وجزيرة قبرص وجزيرة كريت والاردن وفلسطين وسورية والعراق ومقاطعة كليكيا التي تحتلها تركيا وكل اعالي الجزيرة السورية والاناضول ارض الامبروطورية السورية الحثية_الحورية_الميتانية الاولى والثانية_ الالف الثالث والثاني قبل الميلاد.
وكان حمورابي الملك المشرع_ الالف الثاني قبل الميلاد_ الملك الاموري السوري الثاني الذي اعاد توحيد سوريا الكبرى. وجاء بعده عصر الامبروطورية السورية الاشورية_ الالف الاول قبل الميلاد_ حيث اعاد الملوك السوريون في ذلك العهد توحيد كل ارجاء الهلال السوري الخصيب في امبروطورية واحدة جمعت كل المجموعات السورية من امورية وسومرية وحثية _حورية_ميتانية وكنعانية او فينيقية كما سمى اليونان كنعاني ساحل البحر المتوسط من لبنان الى سوريا الى فلسطين ومن بابلية واكادية ارامية واشورية اوسريانية، أي كل المجموعات المشرقية والارية التي اختلطت عبر الزمن في حياة واحدة وثقافة واحدة وروحية واحدة ولغة واحدة رغم تعدد اللهجات حسب الاماكن وبعدها او قربها عن بعضها البعض واختلاط سكانها مع شعوب متنوعة وبشكل خاص اليونان (علاقة قديمة جدا كان فيها تبادل كبير على كل المستويات) ومن ثم ايطاليا اوالرومان(علاقة ايضا قديمة وطويلة الامد وعلى كل المستويات) وعلى عكس ما يفكر البعض. وقبل ذلك علاقة خاصة جدا ايضا مع مصر في العهد الفرعوني على زمن دخول السوريين الذين عرفوا باسم (الهكسوس) الى مصر والذين حكموا مصر على مدى ثلاثة قرون والذين كانوا اول من ادخل الحصان الى مصر وكل انحاء سوريا. واسم هيكسوس يأتي من اسم الحصان ويدل على الفارس. وكان اسم الحصان بالسورية القديمة (ساس) وهي كلمة بقيت الى اليوم في بلادنا في صيغة (سايس) يعني الذي يهتم بالحصان.
وكل هذه الارتباطات والعلاقات ندر من يعرفها او يتحدث عنها مع ان انعكاساتها على التاريخ والثقافة كبيرة جدا كما يتبين لمن يدرس التاريخ القديم على صورة صحيحة، ليس فيها تأثير ديني أو عقائدي معين، مثل الذين لا يرون في تاريخنا القديم سوى قبائل جزيرة العرب وحسب. وكأن تاريخنا بدأ في القرن السابع للميلاد وليس بالاف السنين قبل الميلاد. ونلاحظ هنا شيئًا مهما وهو ان تاريخنا لا يقوم على العلاقات القبائلية كما هو حال العرب في الصحراء او حال القبائل اليهودية العبرية التي دخلت ارض كنعان كما تروي التوراة، ولا على الانساب كما هو حال العبرانيين والعرب القدماء، بل على بناء ثقافي فكري فلسفي مادي روحي عز نظيره وكان اساس الحضارة العالمية، دون ان ننسى ان السوريين والمصريين القدماء ابتكروا الكتابة في اول اشكالها ودونوا تاريخ حضارتهم واعطوا العالم اعظم اكتشاف عرفته الانسانية. ولم يعتمدوا على النقل الشفهي كما كان حال العرب حتى بعد الاسلام، وقبلهم حال قبائل اليهود. بل على وثائق مكتوبة ومدونة. وفي التاريخ القديم لسوريا الكبرى ولمصر ايضا فالحديث يتم عن شعب ونظام حكم ومؤسسة دينية قائمة على اسس حضارية وليس على قبائل وعشائر متفرقة وبدائية تحكمها العادات والتقاليد والكلام الالهي. ونلاحظ ايضا ان القوى الالهية في الدين السوري والدين المصري ليست قوى متعالية على الانسان وبعيدة عنه وليست شديدة المحال بل تسكن الارض والسماء وليست بعيدة عن الانسان بل تسهر على راحته وتامين ضروريات حياته على الارض. ونلاحظ انه في نصوص سورية قديمة قدم التاريخ يعتبر الانسان نفسه ابنا لله وينادي الله بلقب (أبي) وهو ما نستطيع قراءته في نصوص مملكة اوغاريت السورية القديمة_ الالف الثاني قبل الميلاد. ولكن ابن او اب لا تدل على القرابة كما هي اليوم بل على الصنع والخلق. يعني ابن الله تعني مخلوق الله. وحيث يقبل الله ملك السماء ان يضحي بمخلوقه ابنه الذي يتراءى للناس من خلاله في سبيل البشرية ثم يبعث هذا الابن من الموت بتدخل السيدة المرأة السماوية السورية إيننانا أو عشتار أو عنات أو عشتروت. ثم افروديت وفينوس (وايزيس في الدين المصري) التي تنزل الى اعماق الارض (الجحيم) لتستعيد ابنها وحبيبها دموزي او تموز او البعل حدد او ادونيس الذي مات، وتعيده الى الحياة بعد تغلبها على الموت. ونرى هنا صورة للمرأة لا مثال لها في التاريخ، وغير موجودة في منقولات القبائل البدوية والعبرانيين التي تجعل المرأة مسؤولة عن فقدان الجنة وعن شقاء الرجل. والتي لم تكن تتمتع باي حق من الحقوق انذاك.
ونلاحظ ببساطة ان المسيحية السورية الحقيقية كما علمها المسيح قد ورثت كل ذلك قبل ان يحورها اباء الكنيسة ويجعلوها موروثًا عبرانيًّا.
اما الحديث عن تداخل الثقافة السورية القديمة مع ثقافات اليونان وروما وانتقال الفكر السوري الى هاتين المنطقتين على ساحل المتوسط،
وتغلل الثقافة السورية فيهما فهو امر يحتاج الى بحث خاص ارجو ان اكتبه قريبا.
والى القارئ نص الوثيقة التاريخية التي عثر عليها في العراق، وهي تعود للعهد السوري الاشوري، وتأتي على لسان الملك السوري الاشوري الشهير اشور_ناصر_بعل (القرن التاسع قبل الميلاد) الذي حمل لقب ملك الاركان الاربعة . وبالاشورية القديمة
SHAR _KIBRAT_ERBETTI
شار ملك
كبرات كبيرة
اربعتي اربعة
وحرفيًّا
ملك أكبر الأركان الأربعة
أي كل ما نسميه اليوم سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب
والوثيقة تبين ان توحيد الاقاليم الاربعة الكبرى كل سوريا كان الشاغل الاكبر للملوك السوريين الاقوياء والذين لم يكونوا يجهلون تاريخهم
او يتنكرون لماضيهم.
أنا آشور ناصر بعل
ملك آشور
في الأصل اشار_مت_اشور
أنا الملك العظيم
الملك الجبّار
الملك الذي لا يضاهيه أحد من الملوك
أنا ملك العالم وملك الأركان الأربعة
أنا شمس شعبي
وأنا الساهر على راحة شعبي
السماء اختارتني ملكًا
قمت بالحملات
قهرت أعدائي
وتسلّقت الجبال الشاهقة
جبال البلاد البعيدة
ومضيت إلى حيث لم يمض ملك من قبلي
قهرت القبائل وجعلتها تخضع لي
أنا الملك الذي باركت السماء أعماله في أرجاء أركان العالم الأربعة
مملكتي امتدت من ضفاف نهر دجلة ونهر الفرات
إلى جبل لبنان وحتى البحر الكبير المتوسط
أنا ملك الكون
ملك الكون في الاصل
SHAR_KISHATI
شار_ (يعني شرعي) كيشاتي يعني كلشي أو كل شئ
يعني الكون
فايز مقدسي