Washington Post
كتب "Josh Rogin" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أشار فيها الى أن المخططين العسكريين يعززون الاستعدادات لعملية طرد "داعش" من مدينة الرقة السورية مع بدء عملية تحرير الموصل.
الكاتب الذي يعد من أبرز الصحفيين المنتمين لتيار المحافظين الجدد والمعروف بعدائه للنظام في سوريا، تحدث عن وجود قلق عند بعض الجهات في إدارة أوباما من أن التخطيط العسكري لاستعادة الرقة يجري بوتيرة سريعة دون أن يعطي الاهتمام بضرورة منع المدينة من الانزلاق الى الفوضى او النزاعات بعد تحريرها.
ونقل الكاتب عن مسؤولين في الإدارة الأميركية انه لا توجد أية خطة حكم في المدينة بعد تحريرها، كما لا توجد أيّة خطة إغاثة انسانية شاملة أو إجماع حول الجهة التي ستتولى توفير الامن بعد طرد الإرهابيين، إلّا أنه كشف في الوقت نفسه أن عددًا من المسؤولين الاميركيين الكبار يعتبرون أن ضرورة البدء بعملية الرقة تتفوق على الاعتبارات الاخرى، إذ يقول هؤلاء أن "داعش" ربما تخطط حاليًا من الرقة لشن هجمات إرهابية على الغرب.
وفي هذا السياق، نقل الكاتب عن مسؤول اميركي رفيع انه من الضروري البدء بعملية الرقة، محذّرًا من أن عناصر داعش "سيضربوننا وشركائنا" في حال عدم ملاحقتهم.
الكاتب اوضح أن عملية طرد "داعش" من الرقة ستنفذ على مرحلتين: مرحلة عزل المدينة والتي ليس لها زمن محدد، ومن ثم مرحلة الهجوم، غير أنه نقل عن المسؤولين أن العملية ليست وشيكة ولكن من المفترض ان تاتي بعد فترة وجيزة من عملية تحرير الموصل كي لا يتمكن الارهابيون من الفرار من العراق الى سوريا.
وكشف الكاتب أن الاستعدادات قد بدأت حيث يقوم الجيش الاميركي بتسليح وتدريب الوحدات الكردية وكذلك تجنيد من أسماههم "المتمردين العرب" المستعدين للمشاركة. كما أشار الى أن الادارة الاميركية تدرس تسليح وحدات حماية الشعب الكردية بشكل مباشر رغم الاعتراض التركي، غير أنه نقل عن مسؤول كبير بالادارة الاميركية أن القوات الكردية لن تسيطر وتمسك بالرقة بعد تحريرها وأنه يجري تجنيد قوة عربية من اجل "مشاركة اكبر عدد ممكن من العرب"، على حد تعبيره.
وعاد الكاتب ليلفت الى ان بعض المسؤولين في الادارة الاميركية "لا يؤيدون تحرير الموصل من داعش باسرع وقت ممكن". وهنا نقل عن الباحث في معهد الشرق الاوسط "Charles Lister" الذي لديه علاقات وطيدة مع المجموعات المسلحة في سوريا المعادية للنظام، أن هناك بعض الجهات في الادارة الاميركية التي تفضل أخذ المزيد من الوقت قبل التحرك ووضع خطة لمرحلة ما بعد تحرير الرقة. كما نقل عن "Lister" ادعاؤه بأن "التسرع" بالدخول الى الرقة يهيّء لكارثة.
الكاتب قال إن النقاش الذي يجري داخل إدارة أوباما حول عملية الرقة هو جزء لا يتجزأ من الانقسام الداخلي الاميركي العام بين الذين يريدون وضع أولوية على الحرب ضد "داعش" من جهة، والذين يعتقدون انه لا يمكن هزيمة "داعش" سوى في إطار حل شامل في سوريا من جهة اخرى، غير أنه رجح في الوقت نفسه أن ينتصر الفريق الاول الذي يضع اولوية على محاربة "داعش".
وفي الختام، أشار الكاتب ضمنيًا الى تأييده للفريق الثاني، قائلًا إن الانتصار في المعارك ضد الارهابيين هو "الجزء السهل"، وإن بناء الاستقرار في أماكن مثل الرقة هو "التحدي الحقيقي"، وإن ذلك يعني بالتالي ضرورة أخذ الوقت قبل التحرك، بحسب تعبيره
بيروت نيوز – نفحات القلم.