Washington Post
اشارت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية إلى دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وخاصة ما يتعلق بتجنيدها بعض الجهات المحلية في الحروب والاضطرابات التي تشارك بها، ثم تخليها عنهم. وتساءلت "لماذا لا يثق الشرق الأوسط بأميركا؟".
فقد نشرت الصحيفة مقالاً للكاتب ديفد إغناشياس قال فيه إن لدى الولايات المتحدة عادة سيئة أثناء حروبها بالشرق الأوسط تتمثل في تخليها عن القوى المحلية التي جندتها لصالحها، والابتعاد عنهم عندما تتفاقم الأزمة أو تحدث تدخلات إقليمية.
وأضاف إغناشياس أن نمط ما يعرف بـ"الإغواء والتخلي" يُعد من الخصائص غير المحببة لدى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا النهج هو أحد الأسباب التي لا تجعلها تحظى بالثقة في الشرق الأوسط.
وقال كذلك إن الأميركيين لم يواصلوا التزامهم مع الناس الذين تعرضوا للمخاطر بالنيابة عنهم في العراق ومصر وغيرها من الدول.
وأضاف أنه يخشى ألا تلتزم أميركا أيضًا بالوقوف إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تتعرض للقصف من جانب الجيش التركي، بعد أن شكلت أفضل حليف للولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".
ونوهت الصحيفة الاميركية بهذا الصدد إلى التدخل العسكري لتركيا وإلى أهدافها في شمال سوريا بما يتعلق بالأكراد، وإلى تعرض مناطق واقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية للقصف من جانب الجيش التركي، وإلى رغبة أنقرة في منع الوحدات الكردية من لعب دور قيادي في استعادة مدينة الرقة.
وذكر إغناشياس أن الولايات المتحدة كانت تحالفت مع وحدات حماية الشعب الكردية أثناء محاولة استعادة مدينة عين العرب (كوباني) السورية الواقعة على الحدود التركية من سيطرة تنظيم "داعش" أواخر 2014.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تبنت وحدات حماية الشعب الكردية لدورها في استعادة هذا المدينة التي شكلت أول نصر كبير على تنظيم "داعش" في الميدان.
وقال أيضًا إن تعامل الولايات المتحدة مع الأكراد يعد مثالاً، مضيفاً أن الناس بالشرق الأوسط تعلموا أن يكونوا حذرين إزاء الوعود الأميركية، وضرب مثالاً برفض أحد رجال الدين المسيحيين البارزين بالعراق مؤخرًا اقتراحًا بشأن مساعدة أميركية جديدة في مرحلة ما بعد تنظيم "داعش".
بيروت نيوز – نفحات القلم