جاء في راي الوطن العمانية
كما في كل مرة ينجح فيها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في إخماد نيران الإرهاب التي يسعرها داعموه، تعود إلى واجهة الأحداث الفورة الغربية المفتعلة حيال المدنيين السوريين، وكأن الهمَّ والشغل الشاغل حقًّا هو وضع المدنيين وتوفير الحماية لهم واحترام حقوقهم.
لقد بات أمرًا مألوفًا إبداء الانزعاجات وفتح خطوط الاتصال المباشر وغير المباشر مع حلفاء سوريا والوقوف أمام المنابر الصحفية، وتبادل الأدوار بين معشر المتآمرين، وغيرها من أجل التدخل السريع ومنع الانهيارات الميدانية، وإيقاف زحف الجيش العربي السوري عن مطاردة فلول الإرهاب من جهة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعمل على ترتيب صفوف التنظيمات الإرهابية وتجميعها ودعمها بما يلزم من عتاد عسكري ومؤن غذائية ودوائية من جهة أخرى.
اليوم حالة الهستيريا التي أصابت معشر المتآمرين على سوريا ـ جراء الإنجازات اللافتة للجيش العربي السوري وحلفائه في مدينة حلب ـ تقدم دليلًا إضافيًّا آخر على حقيقة التباكي وذرف دموع التماسيح على المدنيين السوريين، فلو كانت ثمة ذرة مصداقية لدى هؤلاء المنافقين لطلبوا من تنظيماتهم الإرهابية عدم اللجوء إلى اتخاذ هؤلاء المدنيين دروعًا بشرية في الأحياء الشرقية من المدينة، واستهداف كل من يحاول الخروج بحثًا عن مأوى آمن، ولكن كان من الواضح أن ذرف دموع التماسيح كان بمثابة قنابل دخانية للغطية على محاولاتهم إنقاذ عملاء الاستخبارات والضباط الغربيين والعرب والإقليميين الذين كانوا في شرق حلب يخططون للعمليات الإرهابية ضد الدولة السورية وضد الجيش العربي السوري، وبتوجيه من هؤلاء العملاء والضباط ولحماية أنفسهم اتُّخِذَ المدنيون دروعًا بشرية، وهو ما جعل الدولة السورية تتوقف عن العمليات العسكرية عبر الطيران خشية على حياة المدنيين. كما أن الدليل الآخر على حقيقة التباكي وذرف الدموع يظهر من خلال الامتناع اللافت من قبل معشر المتآمرين تجار الحروب وحقوق الإنسان عن تقديم ولو كسرة خبز واحدة، أو حبة دواء واحدة للسوريين الذين هربوا إلى حضن الدولة السورية من تلك الأحياء الموبوئة بالإرهاب، بينما كانت الحكومة السورية والجيش العربي السوري يعملان على إيواء هؤلاء في مناطق إيواء آمنة في الأحياء الغربية وغيرها الخاضعة تحت سيطرة الدولة السورية، في حين تكفلت الحكومة السورية بتوفير كل ما يحتاجه هؤلاء المدنيون الفارون من جحيم الإرهاب الذي يدعمه ذارفو دموع التماسيح ويدافعون عنه، بل إنهم مارسوا وسائلهم القذرة بتشويه هذه الجوانب الإنسانية المضيئة للحكومة السورية والجيش العربي السوري، ووظفوا جيوشهم الإلكترونية وماكيناتهم الإعلامية للتشويش والتحريض والتأليب، وبدأوا حملة فبركة وتدليس ودجل وكذب مسعورة بتركيب صور ضحايا معشر المتآمرين في أصقاع المعمورة في أفغانستان وباكستان وليبيا والعراق واليمن وغيرها، وتقديمها لعوام الناس وبسطائهم على أنها جرائم وحشية وجرائم إبادة يرتكبها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ضد المدنيين ومن يسمونهم “الثوار” أي الإرهابيين.
على أن مستجد جرائمهم الدالة على كذب بكائهم وخبث نياتهم تجاه سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها يبرز من خلال حرق التنظيمات الإرهابية الحافلات التي كانت معدة لنقل الجرحى والمرضى ـ وهم سوريون كأبناء حلب ـ من بلدتي كفريا والفوعة بمحافظة إدلب اللتين يحاصرهما “تنظيم جبهة النصرة” الإرهابي ومن معه من التنظيمات الإرهابية، في الوقت الذي تواصل فيه الحافلات التي وفرتها الحكومة السورية لنقل الإرهابيين وعوائلهم من شرق حلب دون أن يتعرض لهم أحد بأي مضايقة ولو كلامية، وهو ما يعزز مصداقية مواقف الحكومة السورية والجيش العربي السوري، ويفنِّد فرية أن هذا الجيش يقتل شعبه، مع أن هؤلاء الإرهابيين قتلوا ودمروا وعاثوا فسادًا بحق الدولة والشعب والجيش، وفي مقابل ذلك كان العفو الذي رفعته القيادة السورية أكبر مكافأة تقدمها لمن لا يستحقها بحكم القانون.
الحقيقة هي أن تحرير حلب وتطهيرها من رجس الإرهاب كشف الغطاء عن الذين ظنوا أن الحضارات تمحى بزوبعة تهب من رمال المخاتلة والكذب والنفاق، وسيفضح عن أن البكائيات ودموع التماسيح كان لا بد منها لإنقاذ مجموعة من عملاء الاستخبارات والضباط العسكريين لعدم وقوعهم بيد الدولة السورية، أو قتلهم.