رصيف 22
ستة أمتار فلسطينية ستتصدر واحداً من أهم المزادات الفنية في العالم.
إنها لوحة "مسيرة شعب" العملاقة للفنان التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط (1930 – 2006). رسمها على القماش لترصد تاريخ الشعب الفلسطيني ومأساته، وجانباً من حياته اليومية وتجاربه الفنان الشخصية، وأنهاها عام 1980.
المزاد تقيمه مؤسسة كريستيز Christies يوم 18 آذار، في فندق جميرة أبراك الإمارات ويفتتح موسم المبياعات الحادي عشر لكريستيز في مدينة دبي.
تصوّر هذه اللوحة الأحداث التاريخية التي شهدتها فلسطين في القرن العشرين، من "النكبة" إلى حروب الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، وقيام منظمة التحرير الفلسطينية، والشعور المستمر باليأس بين الفلسطينيين وما يقابله من أمل ووحدة، تحت رموز أبرزها علم البلاد والكوفية، متطلّعين نحو التحرير والحرية والسلام.
أصدق من عبر عن المأساة
ولد شموط خلال الانتداب البريطاني لفلسطين، ورحل مع أسرته وحوالى 25 ألف فلسطيني عن اللّد في نكبة عام 1948. لجأ مع أسرته إلى مخيم خان يونس في غزة، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى مصر المجاورة، ومنها إلى إيطاليا لدراسة الفن.
استقرّ فيما بعد في بيروت، حيث انضمّ إلى منظمة التحرير الفلسطينية كمدير للفنون والثقافة الوطنية في العام 1965، وبقي في الوقت نفسه في منصبَيْه الآخرين، أميناً عاماً لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين وأميناً عاماً لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب.
يُعدّ شموط أحد أهم فناني العالم العربي، وأصدق من عبر عن مأساة الفلسطينيين وآلامهم. أسَّس مجلة Art in Palestine التي تُعدُّ في طليعة المجلات الناطقة باللغة الإنكليزية والمتخصّصة في الفنون الفلسطينية.
وبعد اجتياح إسرائيل لبيروت في العام 1982، انتقل إلى الكويت التي اضطُرّ إلى مغادرتها لاحقاً بعد اندلاع حرب الخليج، ليستقرّ في عمَّان حتى وفاته في العام 2006.
حلم لم يتحقق
أراد شموط أن ترصد اللوحة حلمه الذي لم يتحقق بالعودة إلى فلسطين. فأنتج أحد أهمّ أعماله على الإطلاق، برأي النقاد.
يعتبر عرضها هذا إطلالتها الأولى في مزاد علني، بعد أن سكنت عند شموط ومن ثم في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة".
وكان أعارها استثنائياً في العام 1981 لتعرض في "دار الكرامة" في العاصمة اللبنانية بيروت، ثم عرضت لاحقاً في دمشق وماليزيا والكويت وأبوظبي ثمّ رام الله.
العودة لكنف العائلة
مع بداية اجتياح إسرائيل لرام الله في العام 2002، أخفى مدير المتحف اللوحة في كيس وسادة، ولم تُعرض منذ ذلك الحين. وبعد أن فقدت اللوحة صانعها في العام 2006، ووفاة مدير المتحف في العام 2008، شعرت زوجة شموط، الفنانة التشكيلية الفلسطينية تمام الأكحل، أن الوقت قد حان ليعود هذا العمل إلى داره. فتواصلت مع زوجة مدير المتحف واستعادتها وبقيت اللوحة في كنف العائلة التي أقامت في العاصمة الأردنية.
التعرف عليها عن كثب
ستقوم "كريستيز" بعرض اللوحة للعامة من 15 إلى 17 آذار في فندق جميرا أبراج الإمارات. ثم يبدأ مزاد الفن الحديث والمعاصر مساء يوم 18 آذار 2017 في الفندق نفسه، حيث تعرض اللوحة للبيع. وتراوح قيمتها بين 800 و900 ألف دولار أمريكي.