حدثتنا النصوص الأوغاريتية المكتشفة ..عن قوة أوغاريت العسكرية وجيشها المنظم…
…………………………………………………………………………………….
أكدت لنا الوثائق الكتابية في أوغاريت بعد الاطلاع عليها وعلى ترجماتها.. إن جيش أوغاريت قد احتل مكانة وأهمية عسكرية لا يستهان بها وكان الآداة التي ضمنت بقاءها مملكة ذات سيادة وأقتصاد وتجارة وعلوم مزدهرة فضلاً عن قدراتها على تطوير منظموتها العسكرية بطريقة حافظت على وجودها..
وقد تكوّن عتاد جيش أوغاريت العسكري من قوات المشاة والعربات الحربية في حين أن أغلب أفراد الجيش كانوا جنوداً تم استدعاؤهم من مختلف مدن وقرى المملكة بمتاع شبه كامل..
حيث دلت لنا النصوص المكتشفة في القصر الملكي ..على وجود الخوذ والدروع والتروس والرماح والسيوف والأقواس والسهام ..
كذلك العربات الحربية التي تقل الأفراد حيث يقودها رجل أو أثنان ويجرها حصانان..إذ أعتبرت الأكثر أهمية لدى الجيوش في ذلك العصر .
هذا بالنسبة لأنواع الأسلحة التي تسلح بها الجيش الأوغاريت آنذاك ..أما بالنسبة لطبيعة التحصينات والدفاعات التي استطاعت أوغاريت أن تقيمها ..فمن المحتمل إن ثمة تحصينات شبيهة بتلك التي كانت تحمي المنطقة الملكية غربي المدينة والتي كشفت عنها جزئياً أعمال التنقيب الأثري في السنوات الأخيرة..فيبدو بأنها كانت تحيط هذه التحصينات أو الدفاعات بمجمل المنطقة السكنية المترفة التي يسهل الدفاع عنها وطبيعة المكان التي كان يشكلها التل الأثري في تلك الحقبة الزمنية..
أخيراًنقول:إن ضرورة وجود أسوار متينة أمر مؤطد حتى النهاية كما أشارت إليه رسالة مرسلة من ملك قبرص الى عمورابي ملك أوغاريت
المنكود الحظ آخر ملك حكم أوغاريت سنة /1200/قبل الميلاد.
الذي كان يرى بقلق الخطر القادم من البحر وقد راح يتوضح ذلك في الأفق حيث تقول الرسالة :
"أحط مدينتك با لأسوار..
إدخل إليها الجنود والعربات..
وانتظر هناك العدو بقدم ثابتة"
لكن يبدو إن هذه النصيحة من ملك قبرص لمك أوغاريت عمورابي لم تكن كافية وقبل وقوع الكارثة أرسل الملك الحثي الذي تعرضت بلاده هو الآخر للغزو يطلب النجدة العسكرية والمعونات المادية وطلب ارسال القمح من اوغاريت ..فحصل غليها وارسل له الملك عمورابي كل ما يحتاج الى الملك الحثي ..ولكنها لم تجد نفعاً ..فالغزو كان اكبر من ان يقاوم إذ تعرضت سواحل بلاد الشام جميعها للغزو ولكن اوغاريت لم تقف مكتوفة الأيدي حياله فقاومته ودمرت أنساق الغزو الأولى وأحرقت سفنه وطلبت من قبرص إعلامها اذا كانت هناك سفن أخرى مبحرة نحوها ..ولكن يبدو ان الغزو والغزاة كانوا أقوى من اية دولة من دول بلاد الشام منفردة فوقعت الكارثة وسقطت اوغاريت ..إذ أن الكارثة النهائية التي أدت إلى دمار أوغاريت ما كان با لإمكان تجنبها…وأثبت التنقيبات الأثرية فيها ان المدينة قد أحرقت وفرّ منها سكانها ..ولم تقم لها قائمة بعد ذلك ..
وبذلك طويت صفحة مشرقة لمملكة سورية عريقة قدمت للعالم القديم كل المعارف والعلوم الانسانية والابداعات البشرية ..
..عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..