ولد محمد حسنين هيكل عام 1923 في إحدى قرى محافظة القليوبية (شمالي القاهرة)، عمل في مجال الصحافة منذ عام 1942، بالتحاقه بقسم الحوادث في صحيفة «إيجيبشان جازيت»، ورأس تحرير عدد من الصحف والمجلات المصرية، أبرزها «آخر ساعة».
هو أيضاً رئيس تحرير «الاهرام» (منذ 1957 إلى أن أخرجه منها السادات عام 19744)، ومؤسّس مركزها الشهير للدراسات السياسّية والاستراتيجيّة (1968). بات مع السنوات، بلغته وأسلوبه ومعلوماته وتحليلاته، مرجعاً لا يمكن تجاهله، ومدرسة في الصحافة السياسيّة، وفي الكتابة والتحليل الاستراتيجي للسياسات والصراعات.
رفض هيكل الوزارة أكثر من مرة، في سبيل البقاء كرئيس تحرير للـ«الأهرام»، إلى أن اضطر لقبول وزارة الإرشاد، قبيل وفاة جمال عبد الناصر. وبعد وفاة عبد الناصر، تركها حين اشتُرط عليه ألا يجمع بينها وبين «الأهرام»، ليرفض بعد ذلك أي منصب يبعده عن الصحيفة.
تنقّل بين مناصب سياسيّة عدّة، في منعطفات حاسمة من تاريخ مصر، وكان صديقاً ومستشاراً (وخصماً شرساً أحياناً) لرؤساء مصر، منذ الزعيم جمال عبد الناصر، ولأهم رجال السياسة الدوليّة والدبلوماسيّة الغربيّة في القرن العشرين.
ويعدّ هيكل الشاهد الأكبر على تاريخ مصر الحديث منذ ثورة يونيو، بل منذ عهد الملك الفاروق، إذ بدأ رحلته مع الصحافة في مطلع الأربعينيات. وتكفي مراجعة مؤلفاته التي لا تحصى لقراءة تاريخ مصر والمنطقة العربيّة برمّتها، بقضاياها المصيريّة، وصراعاتها السياسيّة، وطبيعة أنظمتها، وقضيتها المركزيّة، فلسطين، والصراع مع العدو الاسرائيل..
صدر أول كتاب لهيكل بعنوان «إيران فوق البركان» في العام 19511، وكان لبعض مؤلفاته صدى كبيرًا بين قرائه ومنها «ما الذي جرى في سوريا»، و«نظرة إلى مشاكلنا الداخلية»، وصدر له كتب عدة عن مؤسسة «الأهرام» منها «نحن وأمريكا» في العام 1986.
أسس هيكل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بتشجيع من الرئيس عبدالناصر، وهو واحد من أهم 11 صحفيًا في العالم، حيث تُترجم كتبه إلى 31 لغة، وصدر له كتاب باللغة الإنجليزية هو « The Cairo Documents» عام 1971.
وبذلك كان هيكل الشاهد الملك على تاريخ العرب المعاصر .
توفي هيكل صباح الأربعاء 17 شباط 2016 عن عمر يناهز 93 عاماً، بعد صراعٍ مع المرض.
وذلك بعد أن تدهورت حاله الصحية، بشكلٍ كبير إذ كان يعاني من فشل كلوي حاد.
وانتهت برحيله مسيرةً طويلة حافلةً وشاقّة، كواحد من أشهر الصحافيين العرب في القرن العشرين
إعداد : محمد عزوز