عن الأم كتب الاستاذ محمد محسن يقول :
.الأم ليســــــت عــــورة ……………………………….
…………………….الأم أطـهر مخـلوق في الدنـيا………………………………
هل يجوز أن نحدد يوماً واحداً فقط كل عام للأم ؟؟!! وهل هناك شيء في الوجود أقدس من الأم ؟ كل الأيام وكل الدهور هي للأم ، منذ أن يكون المخلوق نطفة تكون الأم الحاضنة ، والحانية ، والحاملة ، من اللحظة الأولى لانبثاقة الحياة ، ومنذ تلك اللحظة ، والأم في نومها وفي يقظتها تحنو ، وتحلم ، وتوظف كل مناحي حياتها ، على ضوء مصلحة هذا الذي ينمو في أحشائها ، وتقيس كل حركة ، أو فعل على ما يتناسب ونمو هذا الوافد المنتظر بسلام ، وكأنها تعيش من أجله ، فتنسى نفسها مصلحتها ، بل حتى أكلها وشربها وتنفسها يجب أن يتواقت ويتواءم مع مصلحة هذا المنتظر ، كل شيء بات مرهوناً للقادم الجديد ، فلا حياة شخصية للأم الحامل ، وينصرف تفكيرها وكل نشاطاتها الحيوية لرعاية المخلوق الابن . وتحمله تسعة اشهر .
.
تضعه ، تُرهن له ، فمتى يرضع ، ومتى ينام ، ومتى ينظف ، هي تضحك من قلبها عند كل حركة من حركاته ، وتبدأ تفسر مناغاته محبة وحبوراً فتنام بجانب السرير ، لتهزه ، وتهدهده ، ولا يفارقها حتى في سهادها ، ويصبح نومها متقطعاً يتناغم مع نومه واستيقاظه ، مع حاجاته ، الويل لها ان مرض يهرب منها هناؤها ، وياويلها ان لم يرضع ،همها الأوحد في النهار والليل وتغني له ، "" ياالله تنام يالله تنام لدبحلك فرخ الحامام " وغيرها وغيرها من الأغاني التي سمعتها من جدتها ، أو من أمها .
يحبو الطفل فتتحدث عنه لوالده ، ولأهليها ، عن كل حركة وعن كل فعل ، كل شيء تحت المراقبة ، والإهتمام ، تقبله كل يوم ألفاَ ، وتضمه إلى صدرها ألفاً ، وتضاحكه ألفاً .
يكبر ، يتشيطن ، يلعب ، يصرخ ، كل هذه التبدلات والتغيرات تتم تحت اشرافها اللصيق ، يكبر الولد أو تكبر الطفلة ، آه ما أجمل الأم وهي تمشط شعر الطفلة الجميلة ، وتلف جدائلها التي تنسرح على كتفيها .
.
أجمل الساعات عندما تذهب الطفلة إلى المدرسة ، وتعود برفقتها أو تحت مراقبتها ، تبدأ تعلمها الحرف قراءة ، وكتابة ، تزعل منه أو منها " فتلطشه طيارة " تبتعد عنه دقيقة أو أكثر ، ثم يحترق قلبها عليه فتضمه إلى قلبها ، وتقبله وكأنها تعتذر له عن فعلتها .
يكبر، يعشق ، يتزوج ، في كل هذه المراحل هو ابنها ، هي الوحيدة في العالم التي تفرح لفرحه ، وتحزن لحزنه ، حتى وبعد أن يصير أباً فأحفادها لها وهي المعنية بتربيتهم أو الاهتمام بهم ، فهي المربية وهي الجدة الحنون ، وتبدأ رحلتها مع أحفادها أيضاً مستفيدة من تجاربها في تربية أبنائها .
.
…………… أجلس بين يديك يا أمي ، واقبل يديك معتذراً ، لأنني لم أستطع الاحاطة بكل حركاتك وسكناتك ، بكل فرحك ، وحزنك ، بكل جهودك وتعبك ، يكفي أن اقول أنك أمي ، حتى تزغرد الدنيا وتفرح السماء ، وأنا أهيم في أعماق حبك ، الذي لم تسعه الأرض فذهبت إلى السماء حيث يليق بك المقام ، ومن هناك تتمكني من الاشراف علي ، كل ما أبغيه ياأمي أن أكون كما رغبت . آه يا أمي الآن أحلم وأتذكر كيف كنت أتكور وأنام في حضنك ، وأنت تلعبين في شعري ، كنت حينها ملكاً محاطاً في كل حنان الدنيا وحبورها .
………………….يكفيني أنني تربيت في حضن أم
………………………..أمي هي فرح الدنيا .