قمة حرب النِقّيفة بقلم: داود أبو شقرة ذكرتني قمة البحر الميت بحرب النقيفة، وحرب النقيفة يا مرحوم البي، هي الحرب التي بدأت عام ألف وتسمعية وخشبة، وانتهت بحادس والخبراء. يعني حرب القبائل التي حولت الشواعيب إلى مذاريب بدلاً من البواريد لحرب ضروس أكلت الضاحك قبل العبوس. وأوَّل ما تبادر إلى ذهني في قمَّة البحر الميت، أن هذا الفندق الرابض عند الساحل الشرقي للبحر الميت قرب الشونة الجنوبية هو أخفض بقعة في العالم، يعني أوطى من هيك ما فيه… انتبهوا يا شاطرين. وهذا الفندق لا يبعد سوى أمتار قليلة عن جسر اللنبي، وهذا اللنبي كان قائدا للجيش الأنكليزي في مصر، ثم صار نائب الملك في فلسطين، ثم صار (المنتوف) السامي البريطاني. يعني بصريح العبارة أحد مهندسي اقتطاع فلسطين من سوريا ومنحها لليهود مع هربرت صموئيل وونستون تشرشل. سامع يا أبو مازن، عطيني أذنك. ثم أسمي هذا الجسر جسر الملك حسين، وهو يقطع نهر الأردن المقطوع أصلاً بعد أن تم تحويل مياهه لإرواء المستعمرات العطشى المسكية المحاطة بـ "دول الطوق" العربي الموشكة على عضِّ اليهود قبل رميهم في البحر. طبعاُ ليس البحر الميت، لأن مياهه لا تُغرق، بل في البحر المتوسط الذي تشكلت مياهه من بكاء اليهود على مجدهم الضائع في أرض "اللبن والعسل" أرض كنعان قبل أن يعبر إليها (يوشع بن نون) على بعد أمتار أيضا شمال فندق القمة حيث تراكمت المياه كالحصى لترتفع بينما يعبر (العجل الذهبي) ترهات وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان. المهم لكي لا نثقل عليكم أصدقائي الأكارم، هذه القمة تُعَدُّ قمة الصمود وإن عقدت في أوطى بقعة في العالم، حيث على مقربة منه دارت رحى معارك قبلية وغزوات جاهلية بين بعض القبائل العربية في الماضي والحاضر، فأفرغت الأراضي من سكانها حتى يتمكن السيد صائب عريقات، أو (عريصات) حسب تسمية المرحوم عرفات له. يتمكن من بناء كازينو أريحا. أريحا هذه التي تقول عنها كتب اليهود المقدسة: "ملعونة أريحا، ملعونة أوراشيلم" ولا يسكنها اليهود لأنهم خسروا أكبر المعارك فيهما، ومع ذلك يسهمون ويتباكون ليجعلوها عاصمة "إسرائيل الكبرى"… ولكي يثبت قادة العرب الأبطال بأنهم لا يهابون اليهود عقدوا مؤامرتهم، عفواً مؤتمرهم على عينك يا يهودي، عفواً مرة أخرى، "على عينك يا تاجر" أمام أعين الجنود الإسرائيليين المرابطين على الجزء الغربي من جسر الملك حسين. وما حدا يخاف من حدا. هكذا تتبدى شجاعة (اجتماع المخاتير) أمام عيون النواطير. والدليل كلمة عباس، وكلمة تميم، و"كلمات ليست كالكلمات" على رأي نزار قباني، وزعيق ماجدة الرومي. ألم أقل لكم منذ البداية: إنها حرب النقيفة. والنقيفة لمن لا يعرف النقيفة، هي شاعوب، أي فرعين من غصن شجرة تُربط بهما مطاطتين، في نهايتهما جلدة توضع بها بحصة، ثم تشد كالقوس والنشاب لتصطاد عصـــــــــــــــــــــــــــــــــــفورة. إنها حرب قادة العرب المقبلة، ضد مفاعل ديمونا على الضفة المقابلة لمكان انعقاد قمة الميت. (الميِّت خلقة). ……………………………………………………..).