الباحث والروائي والشاعر : احمد يوسف داود
………..أنا..وما شابه ذلك!……………
لاأريدُ الجداوِلَ..
ليس اعترافاً إذا قلتُ:
– أستدرِجُ الياسمينَ..
وأعرفُ أني بَعيدُ!.
لاأريدُ الجداوِلَ..
ضيَّعتُ نبعاً
بما فيهِ من قَصَبٍ ومزاميرَ..
ضيَّعتُ..
لم يَبْقَ من فرحِ الأرضِ إلّا صدىً
أو بَريدُ!.
كيف لي أن أُعيذَكِ منّي؟!..
أنا أكشِفُ البحرَ عن أُفُقي
فأرى سهْوةً عن لآليهِ!..
والبحرُقارورةٌ من بكاءٍ وعِطْرٍ..
وصيّادُهُ ينصِبُ الآنَ خَيْمتَهُ
في شواطئَ من لُغةِ البَوْحِ..
(لا ماءَ في البحرِ)..
أحسَبُ أني تمهّلْتُ
حتى انتَهَيتُ الى شُبْهةٍ..
ثم هذا أنا:
رجُلٌ من حَنينِ غِناءٍ..
بقيَّةُ تفّاحةٍ من خطيئةِ أنْ (كُنت!ُ)..
هذا أنا:
آخِرُ الزيْتِ حيثُ السِّراجُ يُضيءُ
قبورَ السلالَةِ..
ثم أرى مَيّتاً يتَمَلْمَلُ فيَّ:
– (أما آنَ أنْ يُوثَقَ العَبَثُ المُخْمليُّ؟!..
متى تتْرُكُ الروحُ أشْلاءَها
وتعودُ؟!).
فأُجازِفُ حيثُ الشُّطوطُ شُطوطٌ..
وحيثُ الغِناءُ جَناحُ الأباطيلِ..
كيما أقولَ:
ـ أُريدُ..!.
وإذا،ً ها أنا:
مايزالُ الفؤادُ يغَرّدُ..
والأرضُ صمّاءُ مَذعورةٌ..
والتُّرابُ غريبٌ..
وعُرسُكِ أُكْذوبةٌ..
فلماذا إذاً هذه الصَّبَواتُ؟!..
لماذا ـ وقد ضاقَ بي زَبَدُ القَوْلِ ـ
أرمي السماءَ بأُغْنيةٍ عن حنينِ الرّحيلِ
وأعلمُ أنّي بلا مَركِبٍ..
فأَزيدُ؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
11 نيسان 2013