اللغةالآكادية– ودورها الهام في ثقافة مجتمع أوغاريت..
غسان القيّم..
لقد كان إستخدام اللغة الأوغاريتية ورموزها في حياة مجتمع أوغاريت واحداً من أهم عناصر الثقافة الأوغاريتية —
باللغة الآكادية وضع مختلف أنواع الوثائق والمراسلات الدولية والرسمية الخاصة –غير أن هذا لا يعني بأن اللغة الأوغاريتية ومعرفتها لم تكن منتشرة في أوغاريت بل كانت منتشرة انتشاراً واسعاً–فقط وصلتنا وثيقة مثيرة للجدل والفضول حقاً –تتضمن رسالة أرسلها ملك صور إلى ملك أوغاريت بخصوص سفينة أوغاريتية كانت جنحت قرب سواحل صور –فهذه الوثيقة كتبت باللغة الأوغاريتية وكنت قد نشرت عنها بحثا سابقا –ووجدت في فرن الشي حيث كانت قد وضعت قبل دمار مدينة أوغاريت المفاجئ –بوقت قليل –وقد وجدت وثائق كثيرة أكتشفت في مواسم تنقيبية سابقة وجدت اسضا في فرن الشي أغلبها رسائل مرسلة من ملوك الدول المجاورة لأوغاريت كانت كلها مكتوبة باللغة الأوغاريتية –حيث نرى أن تفسير ظهور مثل هذه الوثائق في فرن الشي –بأنه تم إعداد ترجمة لها من اللغة الآكادية التي ليس بالضرورة أن يعرفها الملك نفسه الى لغته الأوغاريتية الأم–
ولكن نحن بدورنا نسأل إذا كان الملك نفسه لا يعرف الآكادية فما بالك با لآخرين –إذا لم يكونوا قد اجتازوا دورة إعداد كتبة خاصة ؟—
وما يثير الاهتمام هنا ان الأوغاريتيتن لم يستخدموا رموز اللغة الآكادية بلغتهم الأم –ولكنهم بالمقابل كثبوا في بعض الآحايين النصوص الموضوعة بالآكادية في الألف الثاني قبل الميلاد–
إذ تبين الوثائق التي اكتشف في تل العمارنة في مصر ان اللغة الآكادية كلغة واسعة الانتشار توحّد العالم المتحضّر المعروف في ذلك الوقت–
لا شك أن أسباب هذه الظاهرة تكمن في التفوق الثقافي لبلاد الرافدين –هذا التفوق الذي اعترف به الجميع –اضافة الى العلامات الاقتصادية والسياسية الوطيدة —
ونشير أخيراً انه لم يكن لانتشار اللغة الآكادية هذا إلا أن يفضي الى ظهور وحدة دينية معينة غدت أوغاريت جزءاً لا يتجزأمنها–
أوغاريت ستبقى شاغلة الدنيا ومالئة الناس–