ولد إيميه سيزر في المستعمرة الفرنسية جزر المارتينيك بالمحيط الهادي في 26 حزيران عام 1913 في بيت صغير يأوي الى جانب إخوته الستة وصخبهم عشرات الفئران ,حصل على منحة دراسية في مدرسة فوردوفرانس التي كان يدرس فيها أبناء صغار البرجوازيين ماسبب له معاناة عبر عنها بالقول:لقد كنت أختنق بكل معنى الكلمة بين هؤلاء السود الذين كانوا يشعرون بأن بشرتهم بيضاء.
بعد ذلك رحل الى باريس ليكمل دراسته في الاداب وهناك كان اللقاء مع الشاعر الإفريقي الكبير ليوبولد سيدار سنغور وكانت الصداقة الكبيرة بينهما واكتشاف إفريقيا التي أصبحت منبع طاقته يقول: «عندما عرفت سنغور قلت إنني إفريقي».
لقد حملت تلك السنوات الباريسية للشاعر تجربة ثلاثية الأبعاد: الاشتراكية والزنوجية والشعر.
وهناك أسس مع سنغور وداماس جريدة صغيرة تدعى «الطالب الاسود» جمعت طلاب باريس على أساس لونهم وليس على أساس أصلهم.
أولى أعماله الشعرية «دفتر العودة الى الوطن الأم» عام 19311 وهي المجموعة التي اطلقت صرخة زنوجية كبرى هزت أركان العالم تناوب فيها الشعر الملحمي الغنائي مع المقاطع النثرية
في عام 19400 عاد الى فوردوفرانس ليعمل كأستاذ ويؤسس مع عدد من رفاقه الشباب مجلة «مدارات» وهي مجلة ثقافية كانت تحث على النضال ضد الاستسلام واذلال المارتينيكيين
في تلك المرحلة زار السوريالي الكبير اندريه بروتون المارتينيك فالتقاه سيزر لتربطهما صداقة عميقة فيما بعد.
في عام 19455 انتخب نائبا عن الحزب الشيوعي لكنه سرعان ما تخلى عنه ليؤسس الحزب التقدمي في المارتينيك عام 1956 ويصبح زعيمه لسنوات طويلة.
أصدر الكثير من الأعمال الشعرية منها : دفتر العودة إلى الوطن 1931 – الأسلحة العجيبة 19488 – شمس العنق المقطوع 1948 – الجسد الضائع 1949 – نوريا 1976 – وعدد كبير من المقالات التاريخية مثل (الإستعمار والعبودية ) 1958 ( الثورة الفرنسية ومشكلة الإستعمار ) 1962 ومسرحيات عديدة مثل ( تراجيديا الملك كريستوف ) 1963 و ( موسم في الكونغو ) 1966 .
رحل شاعر الزنوجة وأيقونة الكاريبي في 17 نيسان 2008
رحل ذاك الذي أعلن في قصيدته (وصمتت الكلاب) :
لقد كانوا يدفعوننا بالحديد الحامي
وكانوا يبيعوننا كالحيوانات
ويعدون أسناننا ويحبسون خصينا
ويضعون في عنقنا
عنق الحيوان الخاضع
طوق العبودية والمهانة
بقدر ما يموت كل شيء, فإني.. إني اتسع
انا النار, انا البحر
العالم يتفكك ولكني أنا العالم
وقد قام الرئيس الفرنسي بعد ذلك بتكريمه وأمر بنقل رفاته إلى مقبرة العظماء ( البانتيون ) .
إعداد : محمد عزوز