إيلي حنا, حسين الأمين – الأخبار
![](http://beirutpress.net/static/images/992bc7bff06d1df1051bc29911c2c16c.jpg)
خطت واشنطن مع حلفائها خطوتها الأولى في سياق قرارها إقامة حزام أمني على طول الحدود السورية ــ العراقية. حراك عسكري في البادية السورية لمجموعات مدربة ومجهزة أميركياً وأردنياً أفضت إلى الوصول إلى حدود محافظة دير الزور الإدارية. «نموذج مصغّر» مما تخطط له الإدارة الأميركية ظهرت فصوله، فيما معلومات «الأخبار» توضح أن التجهيزات أُتمّت لعملية الإطباق على كامل الحدود
تدير واشنطن مع حلفائها بإتقان ملف إمساك الحدود السورية ــ العراقية والسورية ــ الأردنية، بعيداً عن الصراع «العلني» في محاور الحرب السورية، وعن معركة الرقة التي تقودها بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية» وما تُفرزه من اشتباك كردي ــ تركي. وفي هذا السياق، برز في الأيام الأخيرة حراك عسكري في البادية السورية ومحيطها، أظهر نموذجاً مصغراً لحجم العملية التي تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى تنفيذها بأسرع وقت ممكن في سباق نحو الحدود العراقية ــ السورية. إذ تعمل الإدارة الأميركية على عرقلة أي تقدّم لـ«الحشد الشعبي» العراقي نحو الحدود، وفي الوقت ذاته للتوجّه نحو المنطقة وتثبيت وجودها فيه.
في السابق، كانت الخيارات محدودة لإمكانية وصل الحدود العراقية ــ السورية بالنسبة إلى قوى «محور المقاومة»، أما اليوم بعد عمليات الحضر (جنوب الموصل، تبعد نحو 120 كلم عن الحدود السورية) و«الخيارات الأخرى المفتوحة» ـ حسب مصادر في «الحشد الشعبي»، عادت لتتمظهر إمكانية التوجّه نحو الحدود.
لكن هذه «الإمكانية» دونها عقبات سياسية ولوجستية، وتحتاج ــ في حالة السباق ــ لوقت أطول من الخصوم. كذلك إنّ الخط العراقي الأساسي للوصول نحو الحدود السورية لم تحرّك جبهاته بعد، وهو يعني السيطرة على بلدتي «عنه» ثمّ «راوة»، وصولاًَ إلى مدينة القائم الحدودية المواجهة للبوكمال.
حلفاء دمشق: مخطط واشنطن لن يمرّ بالسهولة التي يفكّرون بها
في هذه الأجواء، يسعى الأميركيون سريعاً لإقامة حزام أمني على طول الحدود عبر نشر قوات من المسلحين الموالين لهم وللأردن.
وفي أولى الخطوات العملية، أقدمت مجموعات من «مغاوير الثورة» (المولود من رحم «جيش سوريا الجديد»، انظر «الأخبار» العدد ٢٧٣٦) على التسلل في البادية السورية، ليتمكنوا من السيطرة على عدد من القرى والنقاط والتلال في بادية التنف وريف دير الزور الجنوبي (تروازية الوعر ــ سرية الوعر ــ جبل غراب ــ قرية حميمة ــ بادية الصواب… )، كذلك أظهرت صور بثّها «المغاوير» نشر دوريات عسكرية شمال بادية التنف. هذه التحركات جاءت في سياق الرغبة الأميركية في السيطرة على كامل البادية المتصلة بين محافظتي حمص ودير الزور، ثم الانطلاق نحو المعركة الأهم في مدينة البوكمال. واستطاعت القوات المدعومة من القوات الخاصة الأميركية والبريطانية من دخول محافظة دير الزور عبر السيطرة على قرية حميمة «بوابة البوكمال»، لتصبح على بعد نحو 40 كيلومتراً من البوكمال. وعبر هذه التحركات وتثبيت نقاط عدة في البادية، أضحت القوات المدعومة أميركياً تغطي عشرات الكيلومترات على طول الخط الموازي للحدود العراقية.
«هذه العمليات محدودة نسبياً» حسبما يروي قيادي في «مغاوير الثورة» لـ«الأخبار»، وهي تتعلّق في تثبيت نقاط ورصد قوات «داعش» قبل «المرحلة المقبلة».
وعن هذه المرحلة، وتحديداً جنوباً عند الحدود السورية ـ الأردنية، رُصدت تحركات عسكرية ضخمة تشي باقتراب «الساعة الصفر» للعملية المتّفق عليها. وقد علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أنّ «حشوداً عسكرية أميركية وبريطانية وأردنية تجمّعت على الحدود الجنوبية لمحافظتي السويداء ودرعا». وفي التفاصيل، تضيف المصادر أن «الحشود تمركزت في الخط المقابل للمنطقة الممتدة من تل شهاب إلى معبر نصيب في محافظة درعا، وصولاً إلى منطقة الرمثا وانتهاءً في خربة عواد». وقد توزّعت هذه القوات على كتائب دبابات بريطانية ثقيلة من نوع «تشالنجر» كان قد تزوّد بها الجيش الأردني سابقاً، بالإضافة إلى نحو 2300 مسلّح ممن يطلق عليهم اسم «جيش العشائر»، موجودين حالياً على نحو جزئي في الأراضي السورية بإدارة الجيش الأردني. وأشارت المصادر ذاتها إلى «تمركز عدد من الطائرات المروحية من طرازي كوبرا وبلاك هوك في قاعدة المفرق الجوية داخل الأراضي الأردنية تمهيداً لتأمين غطاء جوي للعملية».