آه ..يا حبيبتي ماذا فعلوا بك ؟!!
قصيدة محاصرة بوجع الشاعر:
مهتدي مصطفى غالب
أصبح الموت معك .. سهلاً و مستحباً
وآن لقلبي : المعرَّش بالحبِّ
و الموت السهل و المستحب
الإلتحاف بحبك
الإلتقاء مع عطر موتك
هاهي ذي مدائني
تطفو على مساحة القلب
فارفقي بي في موتك
أيتها الطالعة من حزني أشجاراً و أحلاماً غريبة
أشعر بحاجتي للموت معك
و الموت في هذا الحصار الكبير سهلٌ و مستحبٌّ
** ** **
من مداخل القلب
حاصروا الحبَّ في عواصم جسدي
انهال الدم طعناً في عنق الحصار
فاندحر الحبُّ
و شبَّت في ساحة الجسد النيران
فلنشرع سباباتنا احتجاجاً أو شموع انتصار
أو فلنمت في قمة زهونا بانتحار الحبِّ في قلعة اليوم
أمدُّ يدي إلى وجهي ..
أتحسس هل تحت جلدي دمٌ أم غبار ؟!!
و أعوذ من تراكضي بالصراخ
صوتي يتراكم في القلب .. سيف انتحار
أودع الخلايا و أمضي
أودع البيوت
التي نامت فيها القنابل كلَّ مساء
أودع الأصابع
التي عشقت الزناد و اطلقت النار
و ألتحف صمتي و أقتل الصراخ
** ** **
هل خرج النهر من يباب العطش !!
و صار زيتاً و قلب
هل كان الشعر إلا مرثية !!
لففنا بها كفَّاً
حاول أن ينشب سكينه في عين الغزو ؟!!
هل كنا إلا ميثاق قهر و قوقعة محار !!
أستجير من موتي بصمتي
أخاف أن يطفر القلب
و يمشي على قدميه في الشوارع
و يصرخ في هذا الزمن القارس
(( الصامت كالقاتل))
في هذا الزمن العاهر … ((الصامت كالقاتل))
** ** **
و متعباً أشقُّ شفة الأرض بأصابعي
لأطلع من صمتي
و أصرخ في وجه العالم المدمر :
أريد أن أبقى …. و سأبقى
أريد أن أبقى … و سأبقى
** ** **
حريق يفجر أوردتي
و تسطع شمس الدخان الفوسفوري الأبيض
فوق سماء من أجساد الطفولة و الأمومة و الأبوة
و الشيخوخة المقبلة قبل آوانها
فينهال الرصاص فوق جثة القتيل
و يتوالى الدمع انسكاباً ممتعاً
فيُخْرِجُ الأطفالُ ألعابهم
و يقصفون الغزاة بموتهم الشهي و المستحب
** ** **
من يدرك ثمن الحصار !!
ثمن الموت على بوابة القلب
و التوجع في انتظار طلقة تأتي من بؤرة الصمت
و هذه البوابات المفتوحة للعبور
تتوكأ على العمر و تموت انتحاراً
** ** **
آه .. لو أن القلب رصاصٌ أو صواريخ
و الدمع صوتٌ محملٌ بالقوافل
و الخلايا حنينٌ من ماء و دواء
آه لو أنَّ الدرب الواصل إلى عينيَّ وقت الرحيل
أضلعٌ تحجب عتم الموت و الوحشية
في أعين المشيعين لجنازة القلب
و دموع كاذبة كأفكارنا
تخرج من مجلس أمن الغزاة
هيئة للأمم المتحدة على الشعوب
تسقي الأرض نفاقاً وهمجية
** ** **
آه … معك الموت سهلٌ و مستحبٌ
و الحياة معك
قافلة للضوء و الكبرياء .. و العيش الصعب
أيها الخنجر الوارد على القلب من كلِّ التكايا
من كلّ المراقص
و الأظافر و الأجساد الشهية
معك الموت سهلٌ و مستحبٌّ
** ** **
عاشق لوجه مدينة
شربت من دمعنا مواعيداً و أساطير شعر
عاشق لكفِّ امرأة
راحت تمسح عن خفقة القلب رعشة الخوف
عاشق لامرأة مدينة و مدينة امرأة
نامت على صدري عمراً
لابد لي من أن اسميه مفرحاً
حتى إغتالتها يد الدمار
** ** **
وجهي يفرُّ من أصابعي
و أنا أتوسل لدمي العاشق
افتراش الأوردة و الصراخ
كم أنت غادر أيها الصمت العذب
الموغل في اجتثاث أقدامي عن أرصفة مدينة
كانت قلب حبنا
و دمع بكائنا و ملاذنا الأخير
** ** **
كم أنا عاقرٌ
و زمن الولادات السهلة يمر بعرباته فوق جسدي
أنيناً يرحل في بؤبؤ العين رؤيا أو مسافة تشير للوصول
أيها الخارجون من أصابع الأرض و المؤامرات
شجوا رحم العقم العربي
و ابدأوا ولادة الصوت في مساحة الغفلة
إني أهوي من شفة الصراخ صوتاً
مات على بوابة الفم المحاصر و ترك المسار
أيها الواقدون مشاعل قلوبكم
أحييكم … أحييكم
و أقتل صمتي بحدِّ القصيدة
لأنه إلى الفناء طريق و خنجر
فلنقفل مداخل لغاتنا
و نموت بلا شكلٍ بلا عارٍ بلا مظهر
لأن موتنا معاً أصبح سهلاً و مستحباً