كشفت دراسة جديدة أن الزبادي يساعد في مكافحة الاكتئاب، حيث تسهل البكتيريا المفيدة فيه أعراض اضطراب الصحة العقلية.
وأوضحت الدراسة أن نحو 64% من البالغين المصابين بمتلازمة القولون العصبي وأعراض الاكتئاب شهدوا تحسنًا في صحتهم العقلية في غضون ستة أسابيع فقط من تناول "البكتيريا الجيدة" يومياً، مقارنة بـ 32% من المرضى الذين لاحظوا تحسناً بعد تناول الدواء الوهمي، كما كشف المسح بالرنين المغناطيسي أن المرضى الذين تلقوا البكتيريا المفيدة بروبيوتيك حظوا بتغييرات في مناطق أدمغتهم المرتبطة بالحالة المزاجية، وقام باحثون من جامعة "ماكماستر" بتحليل 44 من البالغين الذين يعانون من القولون العصبي والقلق المعتدل إلى المتوسط أو الاكتئاب على مدى 10 أسابيع.
وتم إعطاء نصف المشاركين جرعة يومية من البروبيوتيك والمعروفة باسم Bifidobacterium longum NCC3001، بينما أعُطي الأخر دواء وهمي، ويُعثر على بكتيريا البروبيوتيك عادة في الزبادي والأطعمة المخمرة مثل مخلل الملفوف، وبعد 6 أسابيع انخفضت نسبة الاكتئاب بمقدار نقطتين لدى 64 من المشاركين في مقابل 32% للمشاركين الذين تلقوا الدواء الوهمي، كما وجدت الدراسة انخفاض في درجات الاكتئاب في خلال 10 أسابيع مع تحسن عام في نوعية الحياة بين المجموعة التي تناولت البروبيوتيك.
وتوفر النتائج أدلة أخرى على التواصل بين الأمعاء والدماغ وفقًا لمؤلف الدراسة الدكتور بريميسل بيرسيك، والذي أوضح بقوله "هذه الدراسة تبين أن استهلاك البروبيوتيك يمكن أن يحسن كل من أعراض الأمعاء والمشاكل النفسية في القولون العصبي، ما يفتح آفاق جديدة لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأمعاء الوظيفية والمرضى الذين يعانون من الأمراض النفسية الأولية، نتائج هذه الدراسة التجريبية واعدة جدا ولكن يجب أن يتم تأكيدها في المستقبل"، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Gastroenterology، فيما يأتي ذلك بعد أن كشف باحثون من كلية الطب جامعة فيرجينيا أن البكتيريا الجيدة مفيدة للإنسان بسبب التواصل بين البكتيريا والإنسان كمُضيف لها، حيث تفرز البكتيريا الكربوهيدرات التي توجه جهاز المناعة لإطلاق بعض المواد الكيميائية المفيدة.