.
ولد فيودور تيوتشيف في 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 18033 في ضيعة افستوغ بمقاطعة اوريول في اسرة من النبلاء. وامضى فترة الطفولة في افستوغ بينما امضى فترة اليفاع في موسكو. وتلقى تعليمه البيتي على يد الشاعر والمترجم س . رايتش الذي اطلعه على اعمال الشعراء وشجعه على وعندما بلغ تيوتشيف سن 12 عاما ترجم اعمال هوراسيو بنجاح.
وفي عام 18199 التحق بقسم الاداب في جامعة موسكو وشارك فورا في الحياة الادبية فيها. وفي عام 1821 تخرج من الجامعة وحصل على شهادة دكتوراه فلسفة في اللغة والادب، وفي مطلع عام 1822 التحق بالعمل في وزارة الخارجية الروسية. وبعد عدة أشهر عين موظفا في البعثة الدبلوماسية الروسية في ميونيخ (بافاريا). وخلال فترة طويلة انقطعت صلته بالحياة الادبية الروسية. لكنه مارس الترجمة الى اللغة الروسية خلال 22 عاما من حياته في الغربة .
وذاع صيت الشاعر في عام 1836 حينما نشرت 166 من قصائده لأول مرة في المجلة الادبية " سوفريمينك " التي كان يصدرها شاعر روسيا الاكبر الكسندر بوشكين.
وفي عام 18377 عين تيوتشيف في منصب السكرتير الاول للبعثة الروسية في تورينو(ايطاليا). ونكب هناك بوفاة زوجته. لكنه تزوج مرة أخرى في عام 1839. بيد ان سفره الى سويسرا للزواج من ي. دينربرغ بدون موافقة رؤسائه كانت سبب استقالته من السلك البدلوماسي. وسافر الى ميونيخ حيث عاش فترة خمسة اعوام وحاول العودة الى الخدمة الدبلوماسية دون ان يفلح في ذلك.
في عام 18444 عاد مع اسرته الى روسيا. وبعد نصف عام اعيد مرة أخرى الى العمل في وزارة الخارجية الروسية.
وفي فترة 1843 – 18500 نشر عدة مقالات سياسية منها " روسيا والمانيا" و" روسيا والثورة" و" البابوية وقضية روما" ، وخلص الى استنتاج حول حتمية حدوث صدام بين روسيا والغرب وانتصار "روسيا المستقبل" التي تمثل حسب رأيه " امبراطورية جميع السلافيين".
وفي فترة 1848 – 18499 نظم تحت تأثير الاحداث السياسية العديد من القصائد الرائعة مثل " لا برغبة ولا بجرأة .." في زحمة الهموم الشديدة.."و"الى امرأة روسية" وغيرها .
وازدادت شهرة تشيوتشيف كشاعر بعد نشر مقالة الكاتب نيكولاي نيكراسوف "شعراء روسيا الثانويون" المنشورة في مجلة " سوفريمينك" . وقد اشار الكاتب فيها الى موهبة هذا الشاعر الذي اغفله النقاد ، وبعد ذلك نشرت 24 قصيدة لتيوتشيف. ومن ثم حاز الشاعر على شهرة كبيرة.
صدر في عام 18544 أول ديوان شعري له كما نشر عدة قصائد في الغزل كرسها الى حبيبته يلينا دينيسيفا. وقد استمرت علاقته"غير الشرعية" وهو كهل بفتاة في عمر ابنته طوال 14 عاما واتسمت بالدراماتيكية (اذ كان تيوتشيف متزوجا).
في عام 18588 عين تيوتشيف رئيسا للجنة الرقابة على المطبوعات الاجنبية وكان غالبا ما يدافع عن الكتب المحظور نشرها في روسيا.
في عام 18644 فقد تيوتشيف حبيته دينيسيفا بعد اصابتها بالسل وبعد عامين فقد اثنين من ابنائه ووالدته. وفي الاعوام الاخيرة من حياته فقد ابنه الاكبر وشقيقه وابنته ماريا. وفي 15 يونيو/حزيران عام 1873 توفي تيوتشيف في قرية القياصرة"تسارسكويه سيلو".
إعداد : محمد عزوز