![](/userfiles/q20(16).jpg)
The Guardian
كتبت ميديا بنجامين مقالاً في صحيفة "الغارديان"، جاء فيه "الولايات المتحدة تقتل الشعب اليمني" تقول رسومات الغرافيتي على جدران العاصمة اليمنية صنعاء. يدرك الشعب اليمني، الذي تصيبه القنابل الأميركية التي يسقطها الطيارون السعوديون، جيداً أن الولايات المتحدة متواطئة في معاناته. تنامي الشعور المعادي للولايات المتحدة في اليمن يجب أن يكون جرس إنذار للأميركيين بأنه إذا لم تهتموا بملايين اليمنيين الذين يعانون فإن عليكم توقع ردّة الفعل السلبية في المستقبل.
اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري راند بول والديمقراطي كريس مورفي يعرفان تماماً الآثار المترتبة وحاولا وقف صفقات الأسلحة مع السعودية. قال مورفي إنه "لا مصلحة للولايات المتحدة في دعم حرب لم تساهم سوى في تعزيز أعدائنا الإرهابيين، وتفاقم المعاناة الإنسانية، وإثارة الخوف والغضب في أوساط الشعب اليمني تجاه الولايات المتحدة" محذراً من أن "الأمر سينقلب علينا".
للأسف فشلت إدارة ترامب والغالبية في مجلس الشيوخ في الاستجابة لدعوتهما. في 13 حزيران هزم مشروع قرارهما لوقف صفقة الذخائر الموجهة بدقة مع السعودية من خلال التصويت.
التصويت أحدث انقساماً في صفوف الحزبين مع اعتراض أربعة جمهوريين وخمسة ديمقراطيين. كما أحدث انقساماً بين منظمات السلام والمنظمات الإنسانية من جهة والإدارة الأميركية وجماعات الضغط لمصلحة الحكومة السعودية وشركات صناعة الأسلحة من جهة أخرى.
ثار بول الذي كان يدفع باتجاه رفض القرار، على أعضاء مجلس الشيوخ الذين بدوا أكثر اهتماماً بشأن الوظائف التي تؤمنها شركات صناعة الأسلحة من حياة الأطفال اليمنيين، مستغرباً كيف لأشخاص أن يفكروا بجني المال فيما سبعة عشر مليون شخص مهددون بالمجاعة.
لم يأت بول على ذكر أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ سواء ديمقراطيين أم جمهوريين حصلوا على عشرات آلاف الدولارات من قبل الشركات المستفيدة من هذه الصفقات لقاء مساهمتهم في الحملة.
بالرغم من الخسارة، فإن التصويت مستوى المعارضة غير المسبوق للصفقة في أوساط مجلس الشيوخ. جهد مشابه خلال ولاية أوباما فشل هو الآخر بنتيجة 71 مع و27 ضدّ. وقال مورفي "إن نتيجة اليوم لم تكن واردة منذ وقت ليس ببعيد لكن الكونغرس التفت أخيراً إلى أن السعودية تستخدم الذخائر الأميركية في استهدافها المتعمد للأهداف المدنية داخل اليمن".
يبدو اليمنيون يائسين من أجل إنهاء الصراع الذي دخل عامه الثالث. قرابة 19 مليون شخص يحتاجون للمساعدة و6.8 ملايين معرضون لخطر المجاعة. أضيف إلى ذلك تفشي الكوليرا التي تجاوزت حالات الإصابة بها 124 ألف حالة ومن المتوقع أن تتضاعف كل أسبوعين. قرابة نصف المنشآت الطبية دمر فيما يموت طفل يمني كل عشر دقائق بفعل الآثار المجتمعة الناجمة عن الجوع ونقص الخدمات الطبية.
استهدفت القوات السعودية المزارع ومصانع الأغذية والبنية التحتية المائية والمحال التجارية وحتى ميناء الحديدة الذي تدخل عبره أكبر المساعدات الإنسانية للبلاد.
إن الدعم الأميركي للتدخل السعودي ضدّ الحوثيين في اليمن ليس بجديد. لكن بعد قصف السعودية صالة عزاء في تشرين الأول 2016 والذي أسفر عن مقتل 150 شخصاً، علقت إدارة أوباما صفقات بيع الذخائر التي يمكن أن تستخدم في اليمن وتراجعت عن دعمها اللوجستي.
إلا أن ترامب كان سريعاً في استئناف صفقات الأسلحة، مفاخراً بالتوصل إلى صفقة ضخمة بقيمة 110 مليار دولار خلال زيارته إلى المملكة في أيار/ مايو.
مع تنامي الرفض للدعم الأميركي للسعوديين وعدت العائلة المالكة ترامب بأن قواتها العسكرية ستخضع لتدريب صارم من قبل الولايات المتحدة من أجل الحدّ من الخسائر البشرية، من خلال برنامج تدريب بقيمة 750 مليون دولار وقعت عليه السعودية.
كذلك وافق السعوديون على حضور المستشارين الأميركيين في مركزهم لمراقبة العمليات الجوية بعد أن كان الأمر مقتصراً في السابق على السماح لفريق أميركي صغير بالعمل من مكتب آخر من أجل تنسيق المساعدة اللوجستية.
لكن التدريب الأميركي أو حتى الحصول على مقعد في غرفة العمليات لن يوقف الصراع، ما يمكن أن يؤدي إلى ذلك هو فقط وقف لإطلاق النار ومحادثات سياسية. في كانون الأول 2015 انطلقت المحادثات برعاية الأمم المتحدة بالتزامن مع وقف لإطلاق النار لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق. الأمر نفسه تكرر في تشرين الأول 2016.
يقوم مجلس الأمن الدولي الآن بمحاولة جديدة لمعالجة الصراع داعياً الأطراف كلها للسماح بوصول الامدادات الغذائية وإبقاء كل الموانئ مفتوحة (خصوصاً ميناء الحديدة الذي هدد السعوديون بأخذه من الحوثيين) وبذل المحاولات الصادقة من أجل التوصل إلى حلّ سياسي. في هذا المكان يجب أن تبذل الولايات المتحدة جهودها. لكن الناس في المنطقة يعتقدون أن الأمر لن يحصل ما لم تكن هناك مصلحة أميركية جدية في الحلّ السياسي.
حتى لو أن اهتمام ترامب منصبّ فقط على وضع "أميركا أولاً" سيكون من الجيد أن يتوقف عن التورط في قصف اليمنيين وأن يستخدم بدلاً من ذلك "فن الصفقة" الخاص به للانضمام إلى الأمم المتحدة من أجل إنهاء هذا الصراع الكارثي.
=نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عما قالت إنها مصادر استخباراتية غربية أن الأردن يدرس التدخل العسكري في سوريا. وأن الجيش الأردني يخطط لإقامة مناطق عازلة أمنية في جنوب سوريا، بالقرب من الحدود المشتركة بين الدولتين.
وكتب المحلل العسكري الصهيوني الشهير يوسي ميلمان في "معاريف" إنه لم يتمكن من الحصول على تأكيد لهذه المعلومات من مصادر إسرائيلية، مشيراً إلى الملك الأردني عبد الله الثاني قد اتخذ القرار المبدئي في هذا الشأن بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ولقائه في الرياض الزعماء العرب في أيار مايو الماضي.
وأضاف ميلمان أنه في تلك القمة حظي الملك الأردني بتأييد السعودية والولايات المتحدة لهذه الخطوة، كاشفاً أنه تنشط في الأردن سراً قوات خاصة هي جزء من جيوش التحالف التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وغيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من وقت إلى آخر تقوم هذه القوات الغربية "بمهمات خاصة لجمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفذ اغتيالات في سوريا، كما تقوم أيضاً بتدريب مجموعات من الثوار السوريين المعتدلين".
وينقل ميلمان عن هذه المصادر الاستخبارية الغربية، التي لا يكشف عن جنسيتها، قولها إن الذين يعملون على بلورة خطة العمل هذه هما رئيس أركان الجيش الأردني الجنرال محمد فريحات الذي تولى منصبه قبل ثمانية أشهر، ورئيس الاستخبارات العامة في المملكة الجنرال عدنان عصام الجندي الذي عُيّن قبل ثلاثة أشهر.
ويضيف المحلل الإسرائيلي أنه وفقاً لتقارير أجنبية، فإن "للجيش الإسرائيلي علاقات جيدة وعلاقات تنسيق مع الجيش الأردني. ونُشرت أخبار عن اجتماع رئيس الأركان غادي أيزنكوت في الأردن مع الملك عبد الله وقادة جيشه".
ويرى ميلمان أنه "إذا دخلت الخطوة الأردنية حيز التنفيذ، فستكون لها انعكاسات استراتيجية واسعة تستفيد منها "إسرائيل". ويضيف أنه "وفقاً لهذه المصادر الاستخباراتية الغربية، يمكن أن يقوم الأردن بدعم من الأميركيين وتمويلهم، بتسليح ميليشيات وسط التجمع السكاني الدرزي الكبير في جبل الدروز الذي عاصمته السويداء. ويتماهى الدروز، لكونهم أقلية على الأغلب مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنهم يسمحون لأنفسهم من وقت إلى آخر بانتهاج خط مستقل، ويقيمون علاقات مع أطراف صديقة خارج سوريا".
ويتابع ميلمان أنه "إذا نشط الأردن عسكرياً داخل أراضي سوريا وأنشأ علاقة مع جبل الدروز، فإن هذا سيساعد في زيادة الرقابة على أجزاء مهمة من الحدود العراقية- السورية، مما سيصعّب على إيران تحقيق طموحها في إقامة ممر بري، وقد يمنعها تماماً. ومع تحرير الرقة عاصمة الخلافة لتنظيم "داعش" على يد القوات الكردية وحلفائها من المتمردين، ستقلّص الخطوة الأردنية هامش المناورة الإيرانية".
يشار إلى أن الأردن يشكّل جزءاً من التحالف الدولي العامل في سوريا. كما شارك سلاح الجو الأردني في السابق في الهجمات ضد تنظيم داعش، لكن هذه الهجمات توقفت بعد إحراق داعش الطيار الأردني الذي هبط بمظلته ووقع في الأسر في شباط 2015.
الميادين نت
= الحملة الخليجية على قطر وعلاقتها بسيناريو التصعيد بين واشنطن وطهران
الثلاثاء 20 حزيران , 2017 15:47
AddThis Sharing Buttons
Share to FacebookFacebookShare to TwitterTwitterShare to Google+Google+Share to ارسال ايميلارسال ايميلShare to طباعةطباعة
National Interest
كتب المؤلف الاميركي "Mark Perry" مقالة نشرت على موقع "National Interest" قال فيها انه وبالنسبة للسعودية فان سبب التصعيد ضد قطر يعود الى موقف قطر تجاه ايران حيث ان العلاقات بين البلدين تبقى ايجابية نسبياً.
واعتبر الكاتب أن الحملة ضد قطر اعادت ملف القضية الفلسطينية الى الواجهة كالمشلكة "المركزية" في المنطقة، اذ ان السعودية ومن خلال شجب قطر وضعت نفسها باصطفاف مع الكيان الاسرائيلي الذي وصفه الكاتب بانه "الشريك الصامت" للسعودية في المشروع الهادف الى "دحر نفوذ ايران". ونقل عن مصادره بان السعودية تعتبر "داعش" "مصدر قلق ثانوي"، وتضع ايران في اطار الاولوية. واشار الكاتب هنا الى ان "إسرائيل" تتبنى نفس هذا الموقف.
الكاتب تحدث عن ترحيب إسرائيلي للحملة على قطر، اذ ان هذه الحملة أكدت الآراء الاسرائيلية التي تعتبر ان كيان العدو و"العالم السني" (بحسب تعبير الكاتب) لديهما موقف متطابق حيال ايران. كما أشار الى ما قاله وزير الحرب الصهيوني السابق موشيه يعالون عن دعم إسرائيلي للتصعيد السعودي ضد قطر، اذ ان يعالون كان قد صرح بان "الدول العربية السنية باستثناء قطر هي عموماً في نفس المركب معنا كوننا جميعاً نرى بان ايران النووية هي التهديد الاول لنا جميعاً"، وذلك خلال مؤتمر عقد في "تل ابيب" بالخامس من حزيران يونيو/ الجاري.
وأضاف الكاتب انه وتحت ظروف عادية، فان هكذا دعم يشكل أنباء سارة للسعودية في ظل مساعيها لكسب أي دعم ممكن في الحملة ضد قطر، الا أنه نبه الى أن يعالون ارتكب خطأ. وأوضح أنه ليست كل الدول "العربية السنية" ترى نفسها في نفس المركب مع السعودية، وأن أحد أسباب ذلك هو ان الوجود على هذا المركب يعني الوجود على نفس المركب مع "إسرائيل"، وبالتالي فان كل من الكويت وسلطنة عمان وتركيا قد قرروا عدم الانضمام الى التحالف الذي تقوده السعودية ضد قطر.
وأشار الكاتب بنفس الاطار الى رسائل البريد الالكتروني التي كشف عنها بين "John Hannah"،و هو باحث في معهد الدفاع عن الديمقراطيات الصهيوني، والسفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة. وشدد على ان رسائل البريد الالكتروني بين الرجلين تدل على مدى عمق الشراكة بين السعودية والامارات من جهة، وكيان العدو من جهة ثانية. كذلك قال ان تسريب هذه الرسائل لم يؤدي فقط الى تقويض ما تزعمه السعودية ضد قطر، بل انه اعطى قطر "تعاطفا سنيا".
من ثم لفت الكاتب الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب و كبير مستشاريه يبدو انهم لا يلتفتون الى كل ما سبق وذكر. وأشار الى ان مستشاري ترامب الكبار يدقون طبول الحرب مع ايران منذ سنين، والى ان مستشار الامن القومي الاميركي "H.R McMaster" اصبح يتشارك مع وزير الحرب "James Mattis" الموقف المعادي لايران بعد ان كان "McMaster" يركز بشكل شبه حصري على روسيا. ذكّر الكاتب بما قاله "McMaster" خلال مقابلة مع قناة "Fox News" اوائل شهر ايار/ مايو الماضي عندما زعم بان ايران هي التي اثارت "الكارثة الانسانية السياسية في الشرق الاوسط الكبير"، على حد ادعائه.
ولفت الكاتب الى ان مزاعم "McMaster" هذه شكلت صدمة لدى العديد من الضباط العسكريين الاميركيين الكبار، و نقل عن احد هؤلاء الضباط قوله ان هكذا كلام يتنافى مع رأي سكان محافظة الانبار العراقية الذين يعتبرون ان ايران قامت بتحريرهم من "داعش".
وكشف الكاتب نقلاً عن مسؤولين كبار بالبنتاغون يعرفون "McMaster" شخصياً ان الاخير أصبح يتبنى موقفا معاديا لايران تأثراً بكل من "Mattis" (وزير الحرب) وكذلك المدعو "Derek Harvey" (مدير سياسة الشرق الاوسط بمجلس الامن القومي الاميركي).
وبحسب الكاتب، فإن ادارة ترامب ايضاً تقوم بعملية تجنيد لشخصيات معادية لايران. واشار في هذا السياق الى ان المدعو "Michael D’Andrea" عين اوائل هذا الشهر مدير "عمليات ايران" في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "ال-CIA".
و في الختام شدد الكاتب على ان "النزاع بين السعودية وقطر" يذهب ابعد بكثير من الشجار العائلي الذي يمكن ضبطه من خلال زيارات كتلك التي قام بها امير الكويت بهدف الوساطة. و رأى ان السؤال لم يعد يتعلق بما اذا كانت اميركا قادرة على بناء تحالف لمحاربة الارهاب، بل اذا كانت قادرة على "اخماد" مواجهة تعني تنفيذ الاجندة الحقيقية لكل من "إسرائيل" والسعودية، والتي تتمثل بمحاربة ايران بالدماء الاميركية، بحسب تعبير الكاتب نفسه.