المقداد: مستعدون لـ “أستانة” ولن تسمح بتمرير أي شيء يمكن لأعداء سورية أن يستفيدوا منه
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أن سورية تجري اتصالات مكثفة بشأن تفاصيل وآليات ووضع مناطق تخفيف التوتر التي تم التوقيع على المذكرة الخاصة بها خلال اجتماع أستانة 4، مشيرا إلى أن سورية تدقق في كل حرف يتعلق بها ولن تسمح بتمرير أي شيء يمكن لأعداء سورية أن يستفيدوا منه.
المقداد وخلال ورشة عمل نظمتها وزارة الإعلام، أوضح أن سورية جاهزة للجولات القادمة من مساري أستانة وجنيف الشهر المقبل انطلاقا من الحفاظ على سيادتها ووحدتها والحرص على حقن دماء أبنائها، مشيرا إلى أن هناك آمالا تعلق على مناطق تخفيف التوتر التي سيركز عليها اجتماع أستنة المقبل في الرابع والخامس من الشهر القادم.
وشدد المقداد على أن التنسيق مع الأصدقاء الروس يومي وفي أعلى المستويات ويشمل كل شيء بما فيه التفاصيل الصغيرة، مبينا أن روسيا حليف استراتيجي يقوم بمساعدة سورية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وأعرب المقداد عن تقديره للتعاون العسكري والسياسي والإعلامي والاقتصادي والثقافي بين سورية وإيران لافتا إلى أن استهداف الحرس الثوري الإيراني لمواقع إرهابيي تنظيم “داعش” في دير الزور جاء في الوقت المناسب ووجه رسالة واضحة لرعاة الإرهاب وخاصة أنظمة السعودية وقطر والولايات المتحدة و”إسرائيل” .
وأكد المقداد أن سورية تتبع في معركتها ضد الإرهاب نهج الأولويات التي ستقود في نهاية المطاف إلى تحرير أراضي سورية بالكامل من الإرهابيين، مشدداً على أن أي موقف تتخذه لا يمكن أن ينبع إلا من حاجات الشعب السوري ويجب أن ينسجم مع ما يريده السوريون.
وأشار المقداد إلى أن سورية نفذت كل التزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ولكن الدول الغربية تصر حتى الآن على استخدام هذا الملف ضد سورية وتركه مفتوحا في إطار الحرب والضغط عليها.
وبين المقداد أن الدول التي تدعم الإرهاب في سورية وخاصة تركيا وقطر مسؤولة عن استخدام الإرهابيين للسلاح الكيميائي لافتا إلى أن سورية طالبت بإرسال فريق تحقيق في جميع الحوادث بدءا من حادثة خان العسل عام 2013 وصولا إلى حادثة خان شيخون بينما كانت الولايات المتحدة تعرقل إرسال أي فريق تحقيق.
ومن موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه بدأ يلاحظ تعزز النزعات الإيجابية في صفوف المعارضة السورية بالاتجاه نحو الحوار مع الحكومة لتسوية الأزمة.
وقال الوزير الروسي خلال لقاء عقده مع رئيس “تيار الغد السوري” أحمد الجربا، إن انطلاق الحوار السوري وإنشاء مناطق تخفيف التوتر يسمح بالانتقال من المواجهة بين الحكومة والمعارضة إلى التعاون في محاربة الإرهاب.
وأشاد لافروف بجهود الجربا الرامية إلى تسوية الأزمة وتوحيد أطياف المعارضة على أساس المبادئ الديمقراطية، مشددا على أن هذه الجهود تتناسب تماما مع قرارات المجتمع الدولي، ولاسيما فيما يخص ضرورة أن يقرر السوريون أنفسهم مصير بلادهم عن طريق التوافق.
وأشار الوزير الروسي في هذا الخصوص إلى التراجع التدريجي لنفوذ ممثلي المعارضة الخارجية الذين “تعودوا على العمل حصرا على أساس توجيه الإنذارات وطرح الشروط المسبقة، والذين كانوا يهتمون بطرح أفكار مموليهم الخارجيين بقدر أكبر من مصالح الشعب السوري”.
بالتزامن مع ذلك، ينمو نفوذ أولئك الذين يهتمون بدفع الحوار السوري إلى الأمام، إذ أكد لافروف في هذا الخصوص أن روسيا تحاول المساهمة في حل هذه النزاعات عن طريق تكثيف الجهود في منصة أستانا وعبر دعم جهود الأمم المتحدة لمواصلة مفاوضات جنيف.
وأوضح قائلا، متوجها إلى الجربا: “إننا نلاحظ حاليا بوادر إيجابية جدا في مختلف أطياف المعارضة السورية تؤكد أن جهودكم أصبحت محورية بالنسبة للعديد من السوريين المعنيين بمصير بلادهم”.
وشدد الوزير على أن “إطلاق الحوار السوري وضمان نظام وقف إطلاق النار وإنشاء مناطق تخفيف التوتر في إطار عملية أستانا، والعودة إلى الحياة السلمية ، يسمح بالانتقال من المواجهة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة إلى التعاون ولاسيما في محاربة الإرهاب”.
بدوره لفت الجربا إلى أن لقائه هذا مع لافروف هو الثاني منذ بداية العام. وذكر بأن ممثلي تياره يلتقون مع مسؤولين روس في موسكو وفي القاهرة، مؤكدا رغبته في تبادل وجهات النظر بشأن وقف إطلاق النار وإنشاء مناطق تخفيف التوتر في إطار عملية أستانا.
ووصف الجربا هذا العمل بأنه مهم، مؤكدا دعمه للجهود الروسية. وبشأن المفاوضات في جنيف، عبر عن أمله في أن تنتج عن حلول خلاقة للدفع باتجاه التسوية السياسية. وأضاف: “نناقش موضوع محاربة الإرهاب في سوريا، وروسيا معنية بقدر كبير بالحرب على الإرهاب ونحن كذلك”.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك حوار سوري سوري بين الموالاة والمعارضة بمشاركة كافة القوى لإيجاد حل سياسي قائلا: “نحن دائما في الرهان على الدور الروسي”.
وذكر بأن ملتقى تشاوريا للقوى الوطنية السورية انعقد الشهر الماضي في القاهرة بحضور عدة شخصيات وأحزاب من دمشق ومن الخارج، وكشف أن هذا الملتقى توصل إلى 3 نتائج، مؤكدا أنه يريد طرحها على وزير الخارجية الروسي لمناقشتها.
وفي ذات الموضوع :
كشف إبراهيم قالين، الناطق باسم الرئيس التركي، عن تفاصيل المناقشات الجارية حول خريطة التواجد العسكري الأجنبي بسوريا في إطار اتفاقية مناطق تخفيف التوتر.
وقال إن أنقرة وموسكو قد تنشران قوات تابعة لهما في ريف إدلب تنفيذا لمذكرة مناطق تخفيف التوتر.
وتجدر الإشارة إلى أن محافظة إدلب إضافة إلى أجزاء من ريفي حلب واللاذقية، ستكون مشمولة بأكبر منطقة من مناطق تخفيف التوتر بسوريا.
وأوضح المسؤول التركي في تصريح صحفي اليوم الخميس: “قد يتم نشر عسكريين أتراك وروس في إدلب”.
وأكد قالين أن الجولة القادمة من مفاوضات أستانا يومي 3 و4 يوليو/تموز ستواصل مناقشة تفاصيل مناطق تخفيف التوتر الأربع.
واستطرد قائلا: “على الأرجح سنلعب نحن والروس الدور الأبرز في محافظة إدلب، فيما ستكون معظم القوات في محيط دمشق روسية وإيرانية”.
وبشأن المشاورات الخاصة بضمان الأمن في إدلب، ذكر قالين أنها تركز على تحديد العدد الضروري من العسكريين الأجانب لتولي المهمة في هذه المنطقة التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.
وكشف أن روسيا عرضت أيضا نشر قوات كازاخستانية وقرغيزية في هذه المنطقة.
وتابع أنه يجري حاليا العمل على آلية خاصة بريف درعا جنوب سوريا تعتمد على قوات أمريكية وأردنية.
بدوره أكد فلاديمير شامانوف، رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس النواب (الدوما) الروسي، أن روسيا عرضت على شركائها في قرغيزيا وكازاخستان المشاركة في هذه المهمة بسوريا. وأضاف أن المفاوضات تتعلق أيضا بإشراك عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في أداء مهام تتعلق بضمان الأمن والنظام العام بسوريا.