هل تحسم العالمية الثالثة الحدود الجديدةليس صدفة وصول الريس الأمريكي دونالد ترامب الى قيادة أكبر دولة عالمية، في نجاح للشعوبية الأمريكي العنصرية، متزامناً مع انتشارها في اوربا وخصوصاً كما ظهرجلياً انتشارها في انتخابات فرنسا وو الخلل الكبير والفوضى في أمن تركيا، بوابة الغرب الى الشرق الأوسط الذي يعاني أكبر الحروب الإرهابية في التاريخ،ولا يغيب عن بال أحد كون هذه الشعوبية اهم عوامل الحروب العالمية السابقة في طرق شحذ الجماهير من عناوين متعصبة عنصرية هوجاء كما حصل مع هتلر وموسوليني مثلاً…
.في نظرة متفحصة أقل تفاؤلاً الى الواقع السياسي العالمي بعد استلام ترامب الرجل الذي وصفه العالم كله بالجنون و أثار مخاوفاً جمة، خصوصاً أن هذا التخوف بات أكثر واقعية بعد الضربة الأمريكية على سوريا من جهة و الزيارة الخليجية التي فتحت أبواب أزمة خليجية ليست مغلقة أبداً خصوصاً أنها حملت عنوان حرب ضد الإخوان المسلمين الذين يملكون امتدادات متجذرة في كل العالم، اضافة للعلاقات الدولية له من خلال الحلف القطري التركي، وانضمام الدولة المصرية فيه، بعد سقوط الإخوان في مصر وتونس،وهنا لا يمكن إغفال الانفراط في العقد الأوربي الذي لن يكون خروج بريطانيا آخر أحداثه،، خصوصاً في مرحلة تشهد سخونة غير مسبوقة في العلاقات التركية الأوربية، لم يكن أسخن ما فيها اتهام أردوغان لأوربا بأنها تعلن حرباً صليبية على الإسلام، هذه العبارة التي لن تمر مرور الكرام،خصوصاً مع تحكم اردوغان بمرور الإرهاب المتجمع على حدوده مع اوربا، و التلويح به تهديداً لأوربا التي بدأت تشهد تنام في أحداث العنف، الذي لم يوفر دولة أوربية،و لاكتمال المشهد يبقى التشابك الغير مسبوق إلا قبيل الحربين العالميتين، و الذي يوجد اليوم في الشرق الأوسط، والذي يبدو في أوقح صوره في سوريا،ففي الشمال يوجد التركي والألماني و البريطاني بشكل أو بآخر، أما في الجنوب فحدث ولا حرج، ناهيك عن التداخل الروسي الأمريكي، الذي كاد يصل لحد الاشتعال أكثر من مرة،خصوصاً مع الخروقات الأمريكية المتمثلة في الضربات الأمريكي للجيش السوري من جهة، و الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف أبداً معتمدة على صبر و بلاء السوريين الذين بدأوا يفقدون القدرة على مواجهة سكوت لم يعد مقبولاً وإن اعتبرنا ضرب مجاميعهم في سورية رداً إلا أنه يزيد الجنون الإسرائيلي جنوناً كلما بدأت أحلامه تتبخر مع تبخر مسلحيه ومعارضيه السوريين،وبنظرة أبعد و أوسع للإطار العالمي،ورؤية أكثر توسعاً، الى العالم نرى أن أمريكا أعلنت زيادة الانفاق العسكري بشكل مريب، بعد اعلانها منع مواطني سبع دول اسلامية من دخول أراضيها ممعنة عن قصد و سابق إصرار وترصد في تزكية الانقسام العالمي، وتشجيعه وترسيخه،وكذلك الناتو الذي بات يحيط بروسيا من عدة جهات،خصوصاً بعد اجتماع وارسو الذي لا يمكن تجاهل الجانب الاستفزازي فيه لخصوصية المكان والاسم.
وروسيا بدورها أعلنت لأول مرة أن حدودها أصبحت محاطة بأنظمة دفاع على كامل حدودها لأول مرة في تاريخها، مايؤكد رؤية روسية واضحة، لمبررات الخوف من حرب ليست مستحيلة على الأقل،و في الشرق الأوسط نرى صفقات التسليح التي تجاوزت المليارات من الدولارات لدول الخليج و التي تعتبر مع التداخل الروسي الايراني الذي أعلن عنه في حادثة إطلاق صواريخ من طيران روسي مستعملاً الأراضي الايرانية، حدثاً مكلفاً وغريباً يؤكد قوة التحالف العسكري بين البلدين في وقت يبدو فيه التسليح الخليجي مواجهاً له في مشهدية تضع المنطقة على قمة بركان منتفخ،مشهدية يزيدها الانقسام الخليجي الذي لا يؤكد إلا انقساماً خليجياً تركياً أكثر منه خليجياً داخلياً، ولمن لا يعلم فهو خلاف يزيد عمره عن عمر السعودية نفسها، حيث أن الخلاف السعودي التركي في التنافس على قيادة العالم السني هو من أشد و أشرس الخلافات التي كانت دائماً محاطة بالدبلماسية و الخفاء، لكن دخول تركيا الى المنطقة العربية و التموضع من خلال الإخوان المسلمين واستخدام قطر الدويلة الخليجية منصة لها، أخرج هذا الخلاف للعلن لأول مرة منذ مئات السنين،مشاهد يمكن أن نركبها في صورة حرب باتت قاب خطأ وغفلة…….
.يبدو أن سقوط المشروع الغربي في المنطقة، وتحديداً في سوريا، كان حاملاً لإعادة رسم الخارطة الدولية، ابتداء من الدولة السورية المنتصرة، مروراً بالجمهورية الإيرانية الشريكة في الانتصار كحلف مقاومة ليست حدود ايران وحدها حدوده، خصوصاً مع التجربة القتالية لحزب الله وظهور الف حزب الله في المنطقة من ايران مروراً بالعراق وسوريا، وصولاً للبنان.
و أخيراً ظهور الروسي الذي اتكأ هذا الإنجاز العالمي وسنده و حقق انتصاره النهائي بصورة عالمية بعد تجاوز الإقليم، و التلاقي مع التنامي الصيني الذي تم تتويجه في البريكس المتنامي،ما جعل العالم أمام إعادة ترتيب قواه بما لا يمكن أن يتم بهذه السهولة،وهنا يكون الاعتماد فقط على الوعي و البرود والحكمة لدى الروسي و الحلف المتشكل معه، كما الاعتماد على جبن المواطن والجندي الأمريكي، في اختيار ولادة طبيعية لعالم جديد، نرجو ألا يحتاج لقيصرية قد لا تترك خلفها ما يمكن ترتيبه، حتى…….والى حين اتضاح الصورة سنبقى نتذرع بمقولة الكواكبي……الاستعداد للحرب يمنع الحرب………. بقلم يعرب خيربك