الاستاذ محمد محسن كتب يقول :
.. .نعارض عـودة الذين خانوا وتعاملوا مع العدو ؟………………………
…………… …السيـد الرئيـس سماهم خونة وعمـلاء مأجــورون ……………………
…………… …خلٌصت الحرب الوطن من أدرانهم فهل نعيدهم ؟…………………….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" لكل ضارة نافعة " قول شعبي متداول ، أجده صالحاً لاستهلال مقال اليوم ،ــــ لقد دفعت الحرب أرتالاً من العملاء ، والحاقدين ، والهامشيين ، والمجرمين ، والمتعصبين دينياً ، والمتسلقين ، والفاسدين المفسدين ، ورمتهم خارج الحدود ، فأراحت الوطن منهم ـــ .
تتصف المعارضة السورية بخصائص ومواصفات ، تباينت فيها عن جميع المعارضات المعروفة في دول العالم ، القريبة منا زمنياً وجغرافياً ، حتى أنها خرجت عن اي تعريف متداول متفق عليه دولياً ، المعروف أن المعارضة السياسية ، غالباً ما تنصب معارضتها على برنامج الحكومة السياسي ، أو الاقتصادي ، أو الاجتماعي ، أي اما أن تكون المعارضة يسارية ، فترفع شعارات حماية الطبقات الاجتماعية الفقيرة ، أو يمينية فتمثل حينها مصالح الطبقات الغنية وتدافع عن مصالحها ، عندها يكون وجود المعارضة ضرورة اجتماعية ، يستدعيها العمل السياسي الوطني ، لأنها في حينه تمثل القوى التي تجد في سياسات الدولة ما يتعارض ومصالحها ، فتأت المعارضة الوطنية لتعبر عن عدم رضى تلك الشرائح الاجتماعية المتضررة ، وقد تأخذ المعارضة أشكالاً مختلفة من التعبير ، منها التظاهرات الغاضبة التي قد تصل إلى الاشتباك مع الأجهزة الأمنية ، أوقد يتفاقم الوضع فتعتمد المعارضة أسلوب العصيان المدني ـــ بدون سلاح طبعاً ـــ ، بذلك تكون قد وصلت الذروة في التعبير عن معارضتها ، أي أقصى ما يمكن من أشكال التعبير والرفض الذي يحق للمعارضة استخدامه .
لكن المعارضة السورية وبدون مبالغة خالفت جميع الأعراف المتعارف عليها عالمياً ، وخرجت عن المألوف فتفردت فوقعت في شر أعمالها ، فانتقلت من تحت مفهوم المعارضة ، إلى مفهوم العمالة .
.
1ـــ من حيث بنـــــــــــــــيتها .
2ـــ ومن حيث أسلوب عملها .
3ـــ ومن حيث القوى التي استنجدت بها .
………………..من حيـث البنـــــــــــــية :
ضمت المعارضة السورية شرائح تمتد :
…..من الهمج الرعاع ، الشاذين جنسياً ، المرتكبين ، المنبوذين اجتماعياً ، الهامشيين ، العاطلين عن العمل ، الذين أكل الشيوخ الأغبياء المغلقين عقولهم ، ببعض من الأدعية والتعاويز. وغالباً ما يكونوا من أبناء القرى والمزارع والدساكر ، التي نسيتها الدولة ، بدون اية أنشطة تربط المواطن الريفي بالدولة ، فانسربوا مهزومين ليعيشوا في عشوائيات مرمية على أطراف المدينة ، فأصبح هذا الواقع المر مرتعاً خصباً للحركات الدينية ، بشتى أشكالها : الاخوانية المبثوثة في أجهزة الدولة والتي تسللت إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ، تحت سمع وبصر بعض أجهزة الدولة ، أو بتشجيع أحياناً من بعض شرائحها ، ، ومن هذه المواقع السلطوية والحزبية ، راحوا يتابعون أعمالهم الدعوية ، ويبشرون بمبادئهم الهدامة التكفيرية .
أو من الحركة الوهابية التي نشرها العمال والمدرسون ، والدعاة من رجال الدين الذين باعوا أنفسه للريال ، والذين عادوا من السعودية محملين بالمال ، وبأثقال الفكر الوهابي الأسود .
الغريب ومع هذا الخليط الديني المتدرج من المشعوذين ، إلى المتحزبين ، انضم إليهم شرائح من " المثقفين " المستقيلين من أدوارهم ، ومن أفكارهم ، ومن تاريخهم ، ممن كانوا [ ماركسيين متطرفين ، أو على حوافي الماركسية ، أو كانوا " قوميين " شوفينيين ، او ناصريين مطعمين بفكر إخواني ، إلى غير المنتمين من الانتهازيين ، مع عسكريين منشقين ضباطاً وجنوداً ] هذا الخليط غير المتجانس ، من التكفيري المتعصب إلى الماركسي المتعصب ، اختلطوا في قطعان تجمعهم الأحقاد الطائفية أو المذهبية ، أو الرغبة بالتشفي ، او الاعتقاد الجازم بأن السلطة لابد منهارة ، ـــ قياساً على ليبيا وغيرها ـــ ، مما يعطيهم أولوية في امتطاء ظهر السلطة مجدداً ، وتبوئ مراكز أكثر أهمية من مراكزهم السابقة ، ليتمكنوا من السرقة أكثر .
.
………………..ومن حيث أسلوب عملها
بعض هذه القطعان كان مبرمجاً سابقاً من خلال واحدة من أجهزة الاستخبارات الاقليمية أو العالمية ، والبعض الآخر برمج فيما بعد وبحسب ميوله من قبل الدولة المضيفة .
لم تكتف المعارضة الملغومة بالتظاهر والاحتجاج ، بل كلف بعضها فوراً ومن الأيام الأولى بحمل السلاح ، وبدأ بحرق مؤسسات الدولة وبمهاجمة مراكز الجيش أو الشرطة ، ومنهم من باشر بأعمال الذبح على المذهب أو الطائفة ، وبعضها خرج من الوطن ليقوم بدور القائد السياسي ، أو العسكري ، أو ليقوم بدور المحرض ، على شعبه ووطنه متوسلاً زيادة القتل والتدمير .
.
3ـــ ………………… ومن حيث القوى التي استنجدت بها .
عادة عندما يشتد الضغط على المعارضة ، من قبل السلطات الحكومية ، عادة ما تخرج قيادتها إلى واحدة من الدول القريبة من مفاهيمها ، مخافة الاضطهاد أو السجن ، ولكن المعارضة السورية خرجت من الوطن ، إلى دول العدوان ، التي قادت العدوان العسكري المسلح على بلادها ، أو التي شاركت فيه بالسلاح أو بالمال أو بالرجال ، أو بها كلها ، منهم من التحق بتركيا ـــ عثمانية أردوغان ـــ الدولة التي كانت تعمل لعودة الخلافة ، والتي دربت وسلحت عشرات الآلاف من المسلحين ، وهيأت لهم كل أسباب الراحة والدخول الآمن إلى داخل الأراضي السورية ، ومنهم من ذهب إلى دول الخليج ـــ قطر ، والسعودية ـــ الاخواني الذي لم يذهب إلى تركيا ، ذهب إلى قطر، والوهابي ذهب إلى السعودية ، والبعض الآخر ذهب إلى الدول الأوروبية ، بريطانيا ، أو فرنسا ، أو ألمانيا .
وهناك جرت لهم الاستقبالات ، ووزعت عليهم المهمات ، منهم من ارتبط ومول من قبل مخابرات اقليمية ، ومنهم من التحق بالمخابرات الدولية ،
ومنهم من عاد يقود مجموعات قتالية من الارهابيين ، ومنهم من واكب الهجمة العسكرية ، وساندها ، في التلفيق ، والفبركة ، والكذب ، والافتراء ، والاتجار بوعي الراي العام العالمي ، وذلك من خلال عقد المؤتمرات الصحفية وأطلاق التصريحات النارية ، متشفياً ومحرضاً .
لم يتركوا محطة تلفزيونية إلا وجأروا بأصواتهم ، طالبين تدمير بلادهم وقتل أبناء شعبهم ، اختلقوا الصراعات وراحوا يوقظون النائم منها ، ومنهم من راح ينفخ في قربة المذهبية العمياء ، أو في التناقضات الطائفية ، أو القومية مطالبين بتفتيت البلاد والعباد ، ولفقوا الأكاذيب والتهويمات ، حول أشكال الاضطهاد ، التي زعموا أنها لحقت بتشكيلاتهم الاجتماعية التي ينتمون إليها .
.
…………هذه هي خصائص المعارضة السورية التي تفردت بها . فهل يمكن وضعها بعد كل هذه الأعمال والصفات والمواقف :
…………. أن نضعها تحت دائرة تعريف المعارضة ؟؟!!
منهم من قاد قطعان القتل والذبح ، ومنهم من مثلهم في المحافل والمؤتمرات الدولية ، وبرر سلوكهم واجرامهم ، ومنهم من راح يستجدي ويتوسل أمريكا وغيرها لقصف بلاده ، ولما لم تفعل عتب عليها وقال: لقد خزلتنا ، ومنهم من تعامل ، ومنهم من ارتبط ، ولكنهم جميعاً قبضوا مالاً من واحدة من المخابرات الدولية ، أو من واحدة من مؤسساتها التابعة لها أو التي تديرها مباشرة ، ومن الطابور الخامس الهاجع في الداخل من استقبل " فورد " سفير أمريكا في مكتبه ، ليأخذ منه المعلومات ، والتوجيهات ـــ والكاسر لكل التقاليد والقيم ، حيث استقبله في يوم استشهاد عبد الناصر ولكن لا عجب فهو اخواني ولكن بلبوس ناصري ـــ .
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل من يعتقد أن الفرز الوطني كان كاملاً هو واهم ، فهنا في الداخل من الطابورالخامس من ينتظر لم الشمل ، ليعيدوا ترميم بناهم التي تهدمت ، ومحاولة العودة من جديد إلى الفعل ، فالمتعصبون المذهبيون التكفيريون ، والأغبياء المستعدون لبيع عقولهم لشيخ محتال ، والحاقدون الذين أحسوا بالخسارة ، والراغبون بالتشفي ، والذين لم يشف حجم القتل والتقتيل أحقادهم ، والذين خاب أملهم وأحلامهم في امتطاء ظهر السلطة ، والكثيرون الذين يعتبرون انتصار الوطن خسارة لهم ، وفشلاً لآمالهم التي بنوها على التشفي من خصومهم المذهبيين ، ومن جيرانهم الوطنيين .
…………. كل هؤلاء الذين سميتهم في مقال سابق " الانتظاريون "
تخيلوا أن يعود أولئك الذين خرجوا على الوطن وارتموا في أحضان المخابرات الدولية ، ويعيدوا اللحمة التي تفتت مع الطابور الخامس من الانتظارين .؟؟؟؟؟!!!!
…………………. وباء يرفد وباءً
لا لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن يعـــــــــــــــــــــــــــــــــــودوا !!!
وسنــــــــقبر طـــــموحات الطـــابور الــــــخامس" الانتظاريون " .
وسنبذل كل طاقاتنا لبناء سورية العربية الديموقراطية العقلانية الحرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ موقف التحالف الشعبي للتنمية الديموقراطية ـــ