إنها الصديقة عبيدة دعبول وهذه الوقفة مع الزميل فؤاد حسن والحوار التالي :
السؤال الأول –
من هي عبيدة دعبول؟
– عبيدة دعبول من ديرعطية- حاصلةعلى إجازة آداب لغة فرنسيةو دبلوم تأهيل تربوي-
لا أجزم أني شاعرة أو كاتبة ، إنما ما يجول في خاطري و بتحريض من القلب هو ما يدفعني لاحتضان القلم و الورقة فأقول:
على قارعةِ الضـّحكاتِ
ألقيتُ وجهي
و على همسِ الأغنياتِ
ألفيتُ كُنهي
نساءُ آدمَ بِتْنَ راكباتٍ
دون متْني
مريمُ ، كُلي رطبَ الأمهاتِ
عيسى هو ابني
إني من شفا العباراتِ
أستوفي لحني
و إن لِماضٍ إنْ هو مات
مِتُّ كأنّي.
السؤال الثاني- هل تأثّرتِ بشاعرٍ سوريٍّ أو عربيٍّ معيّن؟
– بل أقرأ لكلّ من يقع نتاجُه عند ناظريَّ ،ولا أذكر أنّي لبستُ عباءةَ الكبار من الشعراء و الأدباء ولا زاحمتُ الصغارَ منهم أبداً.
عموماً ، أنا أحبُّ عملاً ما لشاعرٍ أو أديب و ليس بالضرورة أن يكونَ كل ُّ ما يكتبه محطَّ إعجابي فقد نجد حبَّ نزار قباني ووطن الماغوط و عامية طلال حيدر و سخرية نيسن و فيروزية سعيد عقل الخ..
كل من ذكرتهم و آخرون هم مدرسة فيها ما لذّ و طاب و على الطالب مثلي أن يختار ما يشاء منها. أقول:
ماذا لو كان رأسك رحلاً ترميه فوق كتفي و نعلن العصيان؟
السؤال الثالث- كيف ترين مستوى الشعر في سوريا وخاصة خلال هذه الأزمة؟
– للأزمة مصطلح آخر أعتبره أقوى تعبيراً ( الفوضى)
الفوضى حتى في الشعر الذي أراد أن يواسينا فقتلنا، فالجميع يفقهون بالسياسة و التحليل و الجميع يكتبون و لكنْ للأسف يكتبون إما مختبئي الرؤوس خلف حصانة شاشة الجوالات حيث لا رقيب و لا موجّه و لا دليل،
و إما من خلف أبواب الغربة و هنا يحضرني ما كانت تقوله والدتي رحمها الله: (وليف اللي ما ينفعني وني حي يا وشلي بيه بعد ردات التراب.)
ليس الشعر وحده صار إلى انحدار في ظل الأزمة بل مستوى الإنسانية و التفكير. أقول:
يا بني جلدي
يا صدعَ باصرتي
يا أمة لا تستقيمْ
كلوا خواءً
و اشربوا بلاءً
و ناموا في الجحيم
يا أنتم
يا من بلا رؤوس
هاكمُ العياذةُ
شيطانكم رجيم.
و أقول بل أجزم أيضاً:
يحاولون أن يتذكروا
كيف كان يشتعل عود الثقاب
السؤال الرابع- تكتبين النثر و الشعر، فهل تسمعينا بعضاً من كتاباتك؟
-أناملي نطقتْ
أناملي صرخت
و على رمش الضباب
غامت ثم أمطرت
تثاءب القلب و غاص
و أقفرت تربة الغياب
و لا مناص
من بعد أن
أغصانه تبرعمتْ
و عند حافة التعب
صار الركض ظلاًّ
يحكي امرأةً
مهزومةَ الأمومة
عروقها تألمتْ
يا مقلوبةَ القصيد
يحدودبُ الصوتُ
بين عُنّابتين
إذا ما الحياةُ تجاهلتْ
السؤال الخامس- ما هي القصيدة التي ترين فيها نفسك؟
قلبي شرير جميل يتلو على قلمي آيات الحب قصيدةً و يلدني تحت ريشته من جديد لذلك أحب كلَّ أولادي و لا فرق بالحب في جوارحي بين قصيدة وأخرى. أقول:
مشيتُ فوق ظلي
كانت عيناه ترمقاني
بِلَحظِ العاتبين:
أعشق عنجهيتك
أيتها العنيدة
و أقول:
بعينيكَ يليق البريق
و ما تكوّنتْ وَجْنتاكَ للدمع
بل للعقيق.
السؤال السادس- هل ترين أن النقد الشعري له أثر في مسيرة الشعر؟
– حين لا يكون للناقد مأرب شخصي ماكر فالنقد يصير ضرورة شريطة أن يصوّب مسار القصيدة و إلا سيبدو كالمدرّس الفاشل في ضبط الصف و إيصال المعلومة.
أمّا و قد رأيت بأم عيني ما رأيت فإنّ بعض من يلقبون أنفسهم بالشعراء لا يتقبلون النقد أبداً.
النقد قصيدة جميلة المتاهات علينا أن نغوص فيها لاستخراج اللؤلؤ من الكلمات.
السؤال السابع- أين هو موقع المرأة في خارطة الشعر؟
– و هل تركت المرأة مكاناً لم تحظَ منه بِحِصّةِ الأسد؟
إنها المحور و القاعدة فالسياسة و الأرض و الكلمة و الورقة و ريشة القلم و مضغة الروح، كلُّ أولئك امرأة و بالتالي القصيدة امرأة و لا بد للشعر أن يعشقها و لا بد للمرأة أن تبادله العشق حين تكون هي ذاتها شاعرة ، أقول:
لماذا تبكي النائباتْ؟
عَلامَ تبكي النائبات؟
أنا لا أحترف الحزن
و لا البكاء
و مذ خُلِقْتُ رأيتُ
أنّ الأنثى حياة.
السؤال الثامن- ما هي القصيدة التي تتمنين كتابتها؟
– أتمنى أن يسعفني قلمي لأكتب ما يليق بسيد الوطن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يستحق حدّ الروح و القلم في آنٍ معاً.
السؤال التاسع- ما هو نتاجك الشعري؟
– نتاجي الشعري لا يتجاوز 300 قصيدة و ما يقارب 25 نصاً نثرياً و في اللغة الفرنسية حوالي 20 قصيدة.
السؤال العاشر- هل من كلمة أخيرة؟
– نعم أريد أن أقول: إن الله حين أنزل سورة الشعراء كان يعلم أن الشاعر مخلوق لا يستهان بقدراته و أن الكلمة هي الأولى و الأولوية. أقول:
و بالشعراء قال الله سورةً
كم يسمو فيها مؤمنٌ متضرّع
فالشاعر المسكون لبُّ كلامهِ
بوح القلوب للدعاء سامع.
و أخيراً أقول: تعالوا نتبارز بحدِّ الشعربدلاً من حدّالمقصلة
و أزيز الرصاص
شكراً نفحات القلم إدارة و كادراً.