للشاعر الدكتور جهاد صباهي
.jpg)
أنا لا أحملُ لكم الحياة
أنا جئتكم بالأملْ
فالناسُ هنا وهنا وهناكْ
وأبعدُ من هناكْ
تعيشُ في صحراءالعمر
صابرةً كالجملْ
لو رأتْ حدَبَتَها
لانكسرت رقبتها
وجاءَ الأجلْ
أنا لا أحملُ لكم الحياة
أنا جئتكم بالأملْ
أنا لا أصنعُ القدرْ
أنا أعزفُ الفرحَ على وترْ
وأكتبُ الكلمةَ على حجرْ
تركوه لي أجدادي
مكتوباً عليه
من هنا تُشرقُ الشمسُ
ومن سمائنا يسطعُ القمرْ
أنا لا أصنعُ القدرْ
أنا أعزفُ الفرحَ على وترْ
أنا لا أعشقُ النساءْ
ولايُغريني رضابُهُنَّ
فالماءُ أكثرُ حلاوةً
عندما ينزلُ من السماءْ
يرويْ الأرضَ
ويُطهرنا من رجسِ الشيطان
ويُزيحُ من حولنا البلاءْ
أنا لا أعشقُ النساءْ
أنا أعشقُ الوطنَ
والوطنُ لاطعمَ له بدونِ نساءْ
أنا لا أمارسُ السحرْ
ولا ألعبُ بالبيضةِ والحجرْ
أنا أرصفُ الحروفْ
مِدادُهاهمومُ الناس
أصنعُ من نبضها قصيدةْ
ترسمُ الفرحَ على وجوه البؤساءْ
وتُشرقُ شمساً في نهارِ التعساءْ
وفي ليلهم تتلألأُ كضوءِ قمرْ
أنا لا أمارسُ السحرْ
ولا ألعبُ بالبيضةِ والحجرْ
أنا لا أعلمُ الغيبْ
ولكني أُجيدُ النظرَ الى البعيدْ
وأجعَلُهُ من قلوبِ الناسِ قريبْ
فالوطنُ كالجملِ صابرٌ عنيدْ
يسيرُ ويسيرُ ويسيرْ
لاتهمُهُ عتمةُ الطريقْ
ولاتوقِفُهُ ساعةُ المغيبْ
مِثْلُهُ وطني
يُبشرنا بنصرٍ قريبْ
إنه نصرٌ قريبْ
إنه يومٌ قريبْ
د . جهاد صباهي