كتب المحامي محمد محسن متسائلا
.لمــــــــاذا الأكــــــــــــــــــــــــــراد الآن ؟؟!!…..
……..بــــديل " لإسرائيــــل " وممـالك الخــــــــــليج ………
…..لكنهم لم يحسبوا الانقلاب التاريخي في المنطقة …..
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(104).jpg)
قلنا مراراً وفي أكثر من مقال ، ونعود فنؤكد ، أن " اسرائيل " قد فقدت الكثير من أدوارها ، ووظائفها ، وكذلك ممالك الخليج العتيقة ، لذلك كان من البداهة أن تفتش امريكا عن بديل يتابع تلك الوظائف والأدوار ، فكانت " كردستان " في المقام الأول ، لأنهم يعتقدون أنها ستنهض بتلك الأدوار التي فقدتها " اسرائيل " وممالك النفط ، بل ستوكل لها مهمات تفوق ما كانتا تقومان به ، لأنها ستكون خنجراً في خاصرة ايران بشكل خاص ، المرشحة لتكون العدو الأول لأمريكا ، " ولإسرائيل "، ولممالك الخليج ، في آن ، يُحركونه في كل يوم وساعة ، كما كانت تحركه " اسرائيل " في خاصرة سورية ، ودول الطوق ــ سابقاً ــ كما ستكون " أيضاً خنجراً في خاصرة العراق ، وسورية ، حتى وتركيا ، في آن واحد أيضاً ، مما يمكنها من استخدامه ضد اي منها ، في كل حين يتطلب منها ذلك ، ومن حيث النتيجة يمكن توظيف كل ذلك العبث ، بالتضييق على روسيا الاتحادية ، وحتى على الصين ، والهند .
ازداد اهتمام أمريكا ، " بكردستان " العراق قبل الغزو الأمريكي وبعده ، والذي قامت بتسريح جيشه الوطني ، كجزء من المخطط ، لأنه كان ظهيراً للقضية الفلسطينية ، ومن ضمن اللعبة ، وضع " بريمر " السفير الأمريكي الذي جاء ليستثمر الاحتلال ، وضع دستور العراق المذل المهين لكل عراقي ، والذي حاول من خلاله تمزيق العراق بين المذاهب والقوميات ، وبذل كل الجهود الممكنة لتوسيع التناقضات بين مكونات الشعب العراقي الواحد .
.
ولكن أهمية " الكانتون الكردي " بالنسبة لأمريكا ، قد تأكد وزاد ، بعد حرب عام / 2006 / عندما جعل حزب الله " اسرائيل " تجرجر هزيمتها ، بعد / 33 / يوماً فقط من حربها التي أشعلتها ، والتي كانت " اسرائيل " وأمريكا تبنيان عليها آمالاً عراضاً وقصوراً من الأحلام ، أهمها سحق حزب الله ، وتركيع دول المنطقة كلها وبخاصة سورية وايران ، والتي عبرت عن ذلك الطموح " كونزي " بصفتها وزيرة خارجية أمريكا في حينه ، التي جعلتها ثقتها المفرطة بالنصر تزهو بقولها وبتصرفاتها ، واثقة أنها ستكون الحرب النهائية الحاسمة ، فرفعت شعارات " الفوضى الخلاقة " و " الشرق الأوسط الجديد " ولن ننسى جلسة الفرح والحبور التي عقدتها ، مع أصدقاء اسرائيل في لبنان ، وقبلاتها الحارة " للسنيورة ، ولجنبلاط ، وجعجع ، وغيرهم " وضحكاتهم المجلجلة ، لثقتهم المطلقة بأن زمن الخلاص من حزب الله قد أزف ، ولا بأس أن نذكر بحفلة الشاي التي أقامها " فتفت " للجنود " الاسرائيليين " ، في بلدة بنت جبيل ، استقبالاً للحلفاء المُخلِصين ، ولكن وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ، تسرب الحلم من بين أيدي الجميع ، من " اسرائيل " في المقام الأول ليأتي بعدها " لفيف الحريري " ومن من مدرسته الحاقدة والغبية ، التي دفعهم حقدهم وغباءهم للسقوط في الخندق الاسرائيلي ، بعضهم عن دراية ، والبعض الآخر نتيجة الحقد المذهبي الأعمى ، وبعضهم بحكم الجهل والتابعية .
.
……………………من ذلك التاريخ تغير التاريخ …………………….
……………ولمعت شمس " الكانتون الكردي " في شمال العراق .
ولكنهم لم يدركوا أن التاريخ تغير ايجاباً على مسارين :
.
أولاً ــــ تم تحجيم دور ووظيفة " اسرائيل " .
العقلاء في بلادي يدركون أن الغرب خلق " اسرائيل " للقيام بدور محدد في المنطقة ، ألا وهو استنزاف طاقات المنطقة البشرية والمادية ، أما الوظيفة فهي ، تأديب أي دولة تحاول التمرد على الوصاية الغربية ، حدد ذلك منذ النشأة الأولى ، أو من اللحظة التي فكر فيها الغرب خلق دولة " اسرائيل " .
ومنذ أن أدرك الغرب وحتى " اسرائيل " ذاتها بعد حرب / 33 / يوماً أن " اسرائيل " لم تعد قادرة على القيام بدورها ولا بوظيفتها ، كان البحث جار عن البديل ، والغرب لا يعييه التفكير فهو ومنذ مرحلة الاستعمار المباشر ، وقبله وبعده ، تتكدس في أدراجه ابحاث ودراسات مستفيضة ، عن التوزعات القومية ، والدينية ، والمذهبية ، من أقصى شرق آسيا ، وحتى أقصى الغرب في افريقيا ، وكانت هذه الدراسات تخرج من أدراجها وتوضع على الطاولة للتنفيذ ، كلما دعت الحاجة السياسية ، أو الاقتصادية لذلك ، فتوضع الاصبع على البديل ، وترسم الخطط أو بالأحرى تتم عملية وضع الخطط العملية للتنفيذ ، فكانت " كردستان " .
.
ثانياً ـــــ باتت ممالك الخليج عاجزة عن استكمال أدوار " اسرائيل " .
يجب أن نثق ثقة مطلقة لا يشوبها اي شك أو كدر ، أن ممالك الخليج كانت تكمل أدوار ومهمات " اسرائيل " في المنطقة ، بل يمكن أن نقول وبكل ثقة أنها كانت تفوق " اسرائيل " في الكثير من الأدوار ، لأنها " اسلامية " فأسند لها تشويه الاسلام ، ولذلك باتت ايران عدوتها الأولى ، ولأنها عربية فطلب منها تمزيق العرب والعروبة ، وما يزيد من أدوارها على " اسرائيل " انفاقها المال النفطي الأسود على نشر الفكر الديني الوهابي الأسود ، من خلال الدعاة ، وخطباء الجوامع ، والمتمذهبين التكفيريين ، في أنحاء دول المنطقة والعالم ، لتمزيق وحدة الدين الاسلامي ،
وبخاصة بعد السبعينات من القرن الفارط ، عندما تبوأت ممالك الخليج من خلال مالها ، مواقع القيادة والتوجيه بين الدول العربية والاسلامية ، وذلك من خلال شعار " التضامن العربي " ، الذي وصفتُهُ مرة [ كمن يدخل الذئب إلى دياره ] ، والتي ساهمت بأموالها بهزيمة حركات التحرر ، في المنطقة ، كما ساهمت بتفتيت الاتحاد السوفييتي ، لصالح الرأسمالية الغربية ، كما تؤكد بعض الدراسات .
.
…………………..نعم باتت " كردستان " البديل المعول عليه .
كنا قد أفدنا سابقاً بأن أيران وبعد مواقفها الجادة والجديدة من القضية الفلسطينية ، ووقوفها قولاً وفعلاً مع حزب الله الذي قهر " اسرائيل " وأخرجها من الملعب ، وهي الآن تقف بكل جدية مع سورية قولاً وفعلاً ، في حربها الظالمة التي شنها عليه طغاة الأرض ووحوشها ، باتت ايران هي العدو الأول على لائحة امريكا ، و" اسرائيل " وممالك الخليج ، وبات الهدف الأهم عند الأعداء الثلاثة اعاقة تقدم ايران ، والنيل من استقرارها ، والحد من قدراتها ، وعمدوا إلى حصارها اقتصادياً ، وشنوا عليها حروباً اعلامية ، مع التهديد والوعيد ، ولكن ايران تابعت تقدمها على جميع الصعد ، الاقتصادية ، والعسكرية .
لذلك كان الكانتون الكردي الملاذ الأخير لأمريكا وحلفائها الغربيين والاقليميين بما فيهم " اسرائيل " ، في هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ ، لأنهم سيسندون له أدواراً أكبر من الأدوار التي كانت قد أسندت " لإسرائيل " ، لأن الكانتون الكردي يقع في برزخ جغرافي له أهمية قصوى ، لأنه يتجاور ودول أربع ، لذلك يمكن أن يستخدم ضد الدول الأربع متى رغبوا ذلك .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل هذه الاحتمالات واردة ، ولكن الذي يثير المشاعر ، أن " اسرائيل " هي الدولة الوحيدة التي اعترفت بالوليد القزم ، والاعلان الوقح من قبل زمرة البرزاني ، بأنهم على استعداد للتعاون مع دولة العدوان " اسرائيل " ورفعهم العلم الاسرائيلي في أربيل وسط احتفالات وحالات اعتزاز ، واستقبال " برنار ليفي " الصهيوني ، الذي يعتبر عراب " الربيع العربي الأسود " الذي جاء ليبارك الاستفتاء ، ويشد أزر الانفصاليين .
ولكن مسعود البرزاني ارتكب الخطأ الاستراتيجي القاتل ، لأنه اختار الزمن الخطأ ، والحليف الخطأ ، فهو لم يلحظ الانقلاب التاريخي الذي حدث في المنطقة ، والذي أدى إلى تعزيز أواصر حلف المقاومة ، من ايران مروراً بالعراق [ الجيش ، والحشد الشعبي ، وكتائب حزب الله العراقي ] والجيش السوري الذي باتت الحرب لعبته ، وحزب الله الذي قهر " اسرائيل " ، وأن صدى هزيمة حليفته " اسرائيل " لايزال يملأ الآفاق .
……………لذلك نؤكد أن تصرف البرزاني هو مخاطرة غير محسوبة ، في الزمن الخطأ ، ومع الحليف الخطأ ، وسيدفع ثمنه .
.لمــــــــاذا الأكــــــــــــــــــــــــــراد الآن ؟؟!!…..
……..بــــديل " لإسرائيــــل " وممـالك الخــــــــــليج ………
…..لكنهم لم يحسبوا الانقلاب التاريخي في المنطقة …..
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(104).jpg)
قلنا مراراً وفي أكثر من مقال ، ونعود فنؤكد ، أن " اسرائيل " قد فقدت الكثير من أدوارها ، ووظائفها ، وكذلك ممالك الخليج العتيقة ، لذلك كان من البداهة أن تفتش امريكا عن بديل يتابع تلك الوظائف والأدوار ، فكانت " كردستان " في المقام الأول ، لأنهم يعتقدون أنها ستنهض بتلك الأدوار التي فقدتها " اسرائيل " وممالك النفط ، بل ستوكل لها مهمات تفوق ما كانتا تقومان به ، لأنها ستكون خنجراً في خاصرة ايران بشكل خاص ، المرشحة لتكون العدو الأول لأمريكا ، " ولإسرائيل "، ولممالك الخليج ، في آن ، يُحركونه في كل يوم وساعة ، كما كانت تحركه " اسرائيل " في خاصرة سورية ، ودول الطوق ــ سابقاً ــ كما ستكون " أيضاً خنجراً في خاصرة العراق ، وسورية ، حتى وتركيا ، في آن واحد أيضاً ، مما يمكنها من استخدامه ضد اي منها ، في كل حين يتطلب منها ذلك ، ومن حيث النتيجة يمكن توظيف كل ذلك العبث ، بالتضييق على روسيا الاتحادية ، وحتى على الصين ، والهند .
ازداد اهتمام أمريكا ، " بكردستان " العراق قبل الغزو الأمريكي وبعده ، والذي قامت بتسريح جيشه الوطني ، كجزء من المخطط ، لأنه كان ظهيراً للقضية الفلسطينية ، ومن ضمن اللعبة ، وضع " بريمر " السفير الأمريكي الذي جاء ليستثمر الاحتلال ، وضع دستور العراق المذل المهين لكل عراقي ، والذي حاول من خلاله تمزيق العراق بين المذاهب والقوميات ، وبذل كل الجهود الممكنة لتوسيع التناقضات بين مكونات الشعب العراقي الواحد .
.
ولكن أهمية " الكانتون الكردي " بالنسبة لأمريكا ، قد تأكد وزاد ، بعد حرب عام / 2006 / عندما جعل حزب الله " اسرائيل " تجرجر هزيمتها ، بعد / 33 / يوماً فقط من حربها التي أشعلتها ، والتي كانت " اسرائيل " وأمريكا تبنيان عليها آمالاً عراضاً وقصوراً من الأحلام ، أهمها سحق حزب الله ، وتركيع دول المنطقة كلها وبخاصة سورية وايران ، والتي عبرت عن ذلك الطموح " كونزي " بصفتها وزيرة خارجية أمريكا في حينه ، التي جعلتها ثقتها المفرطة بالنصر تزهو بقولها وبتصرفاتها ، واثقة أنها ستكون الحرب النهائية الحاسمة ، فرفعت شعارات " الفوضى الخلاقة " و " الشرق الأوسط الجديد " ولن ننسى جلسة الفرح والحبور التي عقدتها ، مع أصدقاء اسرائيل في لبنان ، وقبلاتها الحارة " للسنيورة ، ولجنبلاط ، وجعجع ، وغيرهم " وضحكاتهم المجلجلة ، لثقتهم المطلقة بأن زمن الخلاص من حزب الله قد أزف ، ولا بأس أن نذكر بحفلة الشاي التي أقامها " فتفت " للجنود " الاسرائيليين " ، في بلدة بنت جبيل ، استقبالاً للحلفاء المُخلِصين ، ولكن وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ، تسرب الحلم من بين أيدي الجميع ، من " اسرائيل " في المقام الأول ليأتي بعدها " لفيف الحريري " ومن من مدرسته الحاقدة والغبية ، التي دفعهم حقدهم وغباءهم للسقوط في الخندق الاسرائيلي ، بعضهم عن دراية ، والبعض الآخر نتيجة الحقد المذهبي الأعمى ، وبعضهم بحكم الجهل والتابعية .
.
……………………من ذلك التاريخ تغير التاريخ …………………….
……………ولمعت شمس " الكانتون الكردي " في شمال العراق .
ولكنهم لم يدركوا أن التاريخ تغير ايجاباً على مسارين :
.
أولاً ــــ تم تحجيم دور ووظيفة " اسرائيل " .
العقلاء في بلادي يدركون أن الغرب خلق " اسرائيل " للقيام بدور محدد في المنطقة ، ألا وهو استنزاف طاقات المنطقة البشرية والمادية ، أما الوظيفة فهي ، تأديب أي دولة تحاول التمرد على الوصاية الغربية ، حدد ذلك منذ النشأة الأولى ، أو من اللحظة التي فكر فيها الغرب خلق دولة " اسرائيل " .
ومنذ أن أدرك الغرب وحتى " اسرائيل " ذاتها بعد حرب / 33 / يوماً أن " اسرائيل " لم تعد قادرة على القيام بدورها ولا بوظيفتها ، كان البحث جار عن البديل ، والغرب لا يعييه التفكير فهو ومنذ مرحلة الاستعمار المباشر ، وقبله وبعده ، تتكدس في أدراجه ابحاث ودراسات مستفيضة ، عن التوزعات القومية ، والدينية ، والمذهبية ، من أقصى شرق آسيا ، وحتى أقصى الغرب في افريقيا ، وكانت هذه الدراسات تخرج من أدراجها وتوضع على الطاولة للتنفيذ ، كلما دعت الحاجة السياسية ، أو الاقتصادية لذلك ، فتوضع الاصبع على البديل ، وترسم الخطط أو بالأحرى تتم عملية وضع الخطط العملية للتنفيذ ، فكانت " كردستان " .
.
ثانياً ـــــ باتت ممالك الخليج عاجزة عن استكمال أدوار " اسرائيل " .
يجب أن نثق ثقة مطلقة لا يشوبها اي شك أو كدر ، أن ممالك الخليج كانت تكمل أدوار ومهمات " اسرائيل " في المنطقة ، بل يمكن أن نقول وبكل ثقة أنها كانت تفوق " اسرائيل " في الكثير من الأدوار ، لأنها " اسلامية " فأسند لها تشويه الاسلام ، ولذلك باتت ايران عدوتها الأولى ، ولأنها عربية فطلب منها تمزيق العرب والعروبة ، وما يزيد من أدوارها على " اسرائيل " انفاقها المال النفطي الأسود على نشر الفكر الديني الوهابي الأسود ، من خلال الدعاة ، وخطباء الجوامع ، والمتمذهبين التكفيريين ، في أنحاء دول المنطقة والعالم ، لتمزيق وحدة الدين الاسلامي ،
وبخاصة بعد السبعينات من القرن الفارط ، عندما تبوأت ممالك الخليج من خلال مالها ، مواقع القيادة والتوجيه بين الدول العربية والاسلامية ، وذلك من خلال شعار " التضامن العربي " ، الذي وصفتُهُ مرة [ كمن يدخل الذئب إلى دياره ] ، والتي ساهمت بأموالها بهزيمة حركات التحرر ، في المنطقة ، كما ساهمت بتفتيت الاتحاد السوفييتي ، لصالح الرأسمالية الغربية ، كما تؤكد بعض الدراسات .
.
…………………..نعم باتت " كردستان " البديل المعول عليه .
كنا قد أفدنا سابقاً بأن أيران وبعد مواقفها الجادة والجديدة من القضية الفلسطينية ، ووقوفها قولاً وفعلاً مع حزب الله الذي قهر " اسرائيل " وأخرجها من الملعب ، وهي الآن تقف بكل جدية مع سورية قولاً وفعلاً ، في حربها الظالمة التي شنها عليه طغاة الأرض ووحوشها ، باتت ايران هي العدو الأول على لائحة امريكا ، و" اسرائيل " وممالك الخليج ، وبات الهدف الأهم عند الأعداء الثلاثة اعاقة تقدم ايران ، والنيل من استقرارها ، والحد من قدراتها ، وعمدوا إلى حصارها اقتصادياً ، وشنوا عليها حروباً اعلامية ، مع التهديد والوعيد ، ولكن ايران تابعت تقدمها على جميع الصعد ، الاقتصادية ، والعسكرية .
لذلك كان الكانتون الكردي الملاذ الأخير لأمريكا وحلفائها الغربيين والاقليميين بما فيهم " اسرائيل " ، في هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ ، لأنهم سيسندون له أدواراً أكبر من الأدوار التي كانت قد أسندت " لإسرائيل " ، لأن الكانتون الكردي يقع في برزخ جغرافي له أهمية قصوى ، لأنه يتجاور ودول أربع ، لذلك يمكن أن يستخدم ضد الدول الأربع متى رغبوا ذلك .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل هذه الاحتمالات واردة ، ولكن الذي يثير المشاعر ، أن " اسرائيل " هي الدولة الوحيدة التي اعترفت بالوليد القزم ، والاعلان الوقح من قبل زمرة البرزاني ، بأنهم على استعداد للتعاون مع دولة العدوان " اسرائيل " ورفعهم العلم الاسرائيلي في أربيل وسط احتفالات وحالات اعتزاز ، واستقبال " برنار ليفي " الصهيوني ، الذي يعتبر عراب " الربيع العربي الأسود " الذي جاء ليبارك الاستفتاء ، ويشد أزر الانفصاليين .
ولكن مسعود البرزاني ارتكب الخطأ الاستراتيجي القاتل ، لأنه اختار الزمن الخطأ ، والحليف الخطأ ، فهو لم يلحظ الانقلاب التاريخي الذي حدث في المنطقة ، والذي أدى إلى تعزيز أواصر حلف المقاومة ، من ايران مروراً بالعراق [ الجيش ، والحشد الشعبي ، وكتائب حزب الله العراقي ] والجيش السوري الذي باتت الحرب لعبته ، وحزب الله الذي قهر " اسرائيل " ، وأن صدى هزيمة حليفته " اسرائيل " لايزال يملأ الآفاق .
……………لذلك نؤكد أن تصرف البرزاني هو مخاطرة غير محسوبة ، في الزمن الخطأ ، ومع الحليف الخطأ ، وسيدفع ثمنه .