تلاقي
*خلف عامر
فتح النافذة الإلكترونية قرأ منشوراّ، دوّن ردة فعله بقليل من الغزل المترف المُبطّن بالحياء، عزفه أطربها، ذوّب بعض ماتراكم فيها من أحزان، شعرت بدفء حروفه يتغلغل في خلاياها، وكأن هذا ماكانت تبحث عنه منذ زمن.
قالت: في سرها سأرفع جدار العقل وأغلق بوابات الوصول إليّ؛ لم تعرف إن عزفه كان أكبر بكثير من تحصينات عقلها.
حاولت مراراً تكرار قراءة ماكتب، أحَسّتْ أنه الماء المتدفق في أرض روحها العطشى لبذور حياة حقيقية.
نَحّتِ العقل جانبا، اقتحمت موجه المتلاطم غير آبهة بالغرق ونداءات التحذير،كلما دنت من أعماقه تمسكت به أكثر.
قالت في سرها ذات مساء: آه تأخرت؟
أين كنت آن تفتح براعم الحياة فيّ؟.
أتيت في خريف العمر؛ لكنك أعَدتَ اختزال الفصول في الشتاء، حيث بياض كلماتك التي شكّلتُ منها ياسمين روحي، وفصل الربيع الذي أثمَر َحلمك في حياتي،بَاتَ حقيقة لوناً وطعماً ورائحة.
خافت من نزقه قرَرَتْ التوقف، لكنها تابعت؛ أحَسّتْ أن روحه تُكملُ روحها.
نظرت في المرآة ذات دفء قائلة: يالله أهذه أنا..؟!
لا أصدق لم تكن ملامحي تضج بالضحك هكذا!
ماذا حل بي؟.
سَمِعَتْ صَوتَ قصائده من أعماقها وهو يقول أُ حِ بُ ك، أدرَكَتْ أنه قالها مُتَقَطِعه كان يخشى ردة فعلها،وتغلق نوافذ روحها؛ لكنها ذات دفء. قالت له: أنا لك افعل ماتشاء.
لَبِسَتْ الياسمين، ومنحته لونها وعطرها وحكاياها، كانت تُسابق الوقت كي تسمع بوحه الذي كان علاجاً شافياً لها، تأخر ذات موعد فأخذ النزق يتسرب إليها صارخة: أين أنت؟
أنا اغامر بكل شي من أجلك.