المهندس عبد الله أحمد
من نحن …ولما نعيش
تمر الايام وتترك فينا حنينا للماضي ….لذكريات واحباء …ونتمنى ولو للحظة ان نغوص في الماضي فنلتقط حديثا هنا وصورة هناك …ونغير مسارا قد سلكناه …الا ان سلسلة ومسار الزمن غير قابلة للتراجع ولا تعطينا تلك الفرصة …وتبقى الاحلام والامنيات في سياق متكرر ..اننا في ملحمة انسانية نبني هيكلها في محاولة لتفسير الواقع والاجابة عن اسئلة دأبت الاجيال عن الاجابة عليها ….ومازالت تسأل ..من نحن ..ولما نعيش ..
ما بين الميتافيزيقا والعلم …نعبر ونتجادل …ونختلف …بين السطحية والعمق وبين المادية والمثل ..نبني منظورا وتصورا نحاول من خلاله ان نفسر ما هو غير قابل للتفسير ..هل نجحنا ؟ وهل تعلمنا شي من هذا الكون الشاسع العميق …اللامتناهي …المنظم! اما اننا اخترنا التعايش مع واقع ظننا اننا فيه نبقى ازليا !
في ظل الصراعات الكبرى والتباين والحقد والكره وحب السيطرة والايمان المطلق بالمادية في مواجهة الاديان والميتافيزيقا ..لا بد لنا ان نقف لبرهة ونفكر وبشكل مجرد …بعيدا عن التعصب والطائفية البغيضة والانتماءات …والتوجهات التي تسوقها جهات مسيطرة في هذا العالم في محاولة منها لكي نصبح قطيعا لخدمة اطماعها وعبثها من خلال تدفقات لا تنتهي من التضليل مغلفة بشكل يثير غريزة الانسان وتحتم عليه ان يؤمن بشريعية الغاب في ظل متاهة الدونية والعبثية …
لقد شوهت الصراعات بين القوى المتناحرة عبر التاريخ المفاهيم والقيم الانسانية ..وحولت الانسان الى كائن خطيرا يتصرف بغريزته ويرمي عقله بعيدا …واصبحت الاخلاق مفهوما افتراضيا الا عند القلة ..تلك القلة التي جبلتها المعاناه وفيض المشاعر لترتقي منفرده الى مقام فيه صفاء ومحبة …
في الشرق المقدس ….كانت الملاحم الاولى …والاساطير الاولى كذلك ..في الشرق ارتقينا الى العلو والصفاء …والى الحضيض …في الشرق عمت الاخلاق ..وعم القتل والظلم والتشريد …والدموع والالم …
في الشرق كانت الفلسفة …وكانت الاديان ..وفي الشرق ايضا ساد الظلام …واصبحنا تحت رحمة القوى الغربية ….في الشرق ايضا شوهت الاديان والاخلاق …واصبح الفكر تهمة …وظهر دين جديد .والهة من طين وتعليمات واحاديث تبشر بحياه ابدية من خلال القتل والسبي والحرق والتدمير في محاولة لطمس نور السلام …..
لكننا لم نزل في الشرق المقدس …ونستمد من الالم ومن صرخات المظلومين …من معاناه من سبقنا ومن معنا القوة والاصرار في الاستمرار ..وفي اكمال الرسالة …
شهداء نسقط لتزهر الارض …ونبقى …نموت ونحيا …ولا نزول ….نبقى في انتظام ….ومحبة …كما هذا الكون المنظم ..ولن يبقى مكانا للعبثية ..
من نحن؟ ….نحن رسالة السماء …..ولما نعيش ؟ لنرتقي الى عالم الصفاء …….انها بوابة العبور ….وللمكان سحر