فرفش مع رؤساء الأعاصير الأمريكية .. الاستحمام بقطرة ماء بارد بعد حمام الدم الساخن
لايمكن وصف المهزلة التي حصلت في أميريكا بأي كلام والتي سيضحك بها الأمريكان على عقول الناس ليأكلوا بها حلاوة .. خمس رؤساء اميريكيين لايزالون على قيد الحياة اجتمعوا في ظهور واحد من أجل جمع تبرعات لضحايا الأعاصير !! .. والمضحك أن مادمره كل واحد من هؤلاء المجرمين الخمسة يفوق مادمرته أعاصير الأرضية في الفترة التي حكم فيها جميع هؤلاء الرؤساء ..
والصدمة الأخلاقية هي أن مجموع ماقتله هؤلاء في أنحاء العالم ومادمروه في أرجاء الارض يتفوق على جميع أعاصير القرن العشرين بمئة الف مرة .. فمثلا جورج بوش الأب دمر القوات العراقية المنسحبة من الكويت رغم أنها انسحبت باتفاق معه ولكنه لم يقدر ان يقاوم رغبته الشديدة في القتل فقتل 60 ألف جندي عراقي في نصف ساعة على الطريق الذي صار معروفا بطريق الموت .. وبعد المجزرة أرسل الجرافات لتجرف الجثث وتدفنها في الصحراء لأنه يستحيل تجميعها ودفنها كما يدفن البشر وستكون فضيحة أخلاقية وعسكرية .. ولكن تبين أن مئات الجنود العراقيين كانوا جرحى يتألمون عاجزين .. ومع ذلك جرفتهم الجرافات الامريكية ودفنتهم أحياء مع جثث زملائهم .. فكم قتلت الاعاصير التي يريد بوش الأب أن يعوض الناس عن خسائرها؟؟
وابنه جورج قتل في حربه على العراقيين عشرات الآلاف في 3 اسابيع ثم أطلق الحرب الطائفية التي فتكت بمليوني عراقي .. فهل هناك اعصار في العالم يتفوق على اعاصير جورج بوش الابن الذي أثبت الأطباء والباحثون الغربيون ان ملامحه تنطبق على متلازمة الجنين الكحولي (الذي تشرب أمه الكحول بكثرة أثناء الحمل به) .. أي الشفاه الرقيقة المترافقة مع تطاول المسافة بين الأنف والشفة العليا والعينان الصغيرتان والتراجع الذهني الذي ينعكس على سوء التحصيل الدراسي والذكاء ..
وطبعا لايتذكر رؤساء الأعاصير الرئيس بيل كلينتون الذي ارتكب المجازر في حرب البوسنة وثعلب الصحراء .. ولن يتذكروا باراك أوباما الذي قتل عشرات آلاف الليبيين ومئات آلاف السوريين والعراقيين في مشروعه الاسلامي الاخواني الداعشي .. فهل هناك اعصار في العالم يضاهي ماحصده أوباما من أرواح وما دمره من مدن في الشرق؟؟؟
وقد يكون جيمي كارتر أقل الأعاصير الامريكية فقد اكتفى برصيد ضعيف هو مجازر غوايانا لأنه لم يكتب له الحظ بولاية ثانية ليدمر بعض البلدان على قائمة رؤساء اميريكا ..
هذه الشلة من القتلة الباحثين عن الاستحمام بقطرة ماء واحدة من حمام دم طويل يعتقدون بعدها انهم نظفوا أجسادهم وأرواحهم من الدم وعادوا أطهارا بحمام بقطرة ماء واحدة .. ولم يعد ينقص هذا الحمّام سوى هاري ترومان الذي عصف بمدينتي هيروشيما وناكازاكي باعصارين ذريين .. وروزفلت الذي أحرق مدنا ألمانية بمن فيها وازالها عن وجه الارض مثل درسدن وشتوتغارت ..
وطبعا أسوأ مافي الأمر ان بعض السذج العرب سيصفقون لهذا العمل الخيري وهم يحسون بالأسف أننا لانعيش هذه التجربة الانسانية والديمقراطية وسيقولون لنا .. تعلموا من لطف وكياسة رؤساء أميريكا وحسهم المرهف الذي لم يتحمل قسوة قلوب الأعاصير فصارت لهم قلوب العصافير .. ووراء كل واحد من هؤلاء العصافير الذين في الصورة تقف ملايين الجثث وملايين اليتامي وملايين الأرامل وملايين الثكالى وملايين البيوت المدمرة .. فهل رأيتم ماذا فعل آخرهم وهو ترامب في الرقة التي مسحت عن وجه الأرض .. بينما لايزال المتباكون العرب والسوريون المعارضون والاسلاميون يبكون على ماقالوا انه مجازر الروس والنظام في حلب .. أما مايفعله رؤساء الأعاصير وأصحاب قلوب العصافير في بلداننا فهو الممارسة الديمقراطية الشفافة .. ورهافة الحس .. ونعومة المشاعر .. ورقة الأحاسيس .. ومخملية الضمير .. وليونة القلب .. ونبل الطوية .. وملاسة الوجدان .. وسيولة الأدب .. وجريان الماء في العروق .. وذوبان الذات في الآخرين .. وانصهار الحب في الأخلاق ..
ملاحظة: الصور المرفقة من ركام مدينة الرقة السورية التي دمرها التحالف الامريكي وقتل آلاف المدنيين فيها .. ولكن ما من كلمة واحدة ولاندب ولاعويل … لأن القنابل الأمركية مباركة .. والقنابل الروسية و"البراميل" السورية رجس من عمل الشيطان .. ويوما سيجتمع خمسة رؤساء أميريكا في حملة جمع تبرعات لضحايا أعاصير القصف الروسي والبراميل المتفجرة .. الأعاصير ستضحك حتما على عقول العصافير .. وماأكثر من لهم عقول العصافير بيننا ..