.عالـــــــــــــــــــــــم متـــــــــــــــوحــــــــــــــــــــش ……………….
………………تحالف الرأسمالية القاتــلة والفــكر الديــني الأســـود……………….
………………لا تقـــــــدم للإنســــانية بــــدون هزيمتــــــــــــــهما ………………
ـــــــــالمحامي محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــ
يزعم الكثير من المثقفين والاستراتيجيين في العالم ، أو تكاد تجمع البشرية أن الحضارة الانسانية تسير بتسارع متوالية هندسية ، لا يكاد الانسان يلحق بها ، هذا صحيح من الناحية العلمية المعرفية التي وصلت بالتقدم التقني المذهل حد الاعجاز ، ، حتى وصل الانسان إلى القمر ، ويكاد يفك الشيفرة البيولوجية للإنسان أو كاد ، ويحكى عن امكانية استنساخ انسان يشبه ذات الإنسان المستنسخ ، كل هذا صحيح .
ولكن ألا تقاس الحضارة بمدى انعكاس انجازاتها على الانسان ؟؟ أليس من الطبيعي أن يسخر العلم ، والتقانة ، والصناعة ، والزراعة ، وكل أشكال التطور لخدمة الانسان ؟؟ أليس من البداهة أن يوظف العلم والتقانة لراحة ، وطمأنينة ، واستقرار ، وازدهار الانـــــــــــــــــــسان ؟؟!!!
…………………………………………………………………………………..
………………………….أليس هنا يكمن المعيار ؟؟!!! .
…………………………………………………………………………………..
كانت الحروب قبل البارود ومشتقاته ومن منتجات العلم ومعطياته ، كانت حروب السيف والرمح والقوس والنشاب ، تميت مائة مائتين ثلاثمائة فارس وراجل أكثر أو أقل ، أما صاروخ واحد أطلقته طائرة سعودية من نتاج أمريكي على " صالة فرح " في اليمن " السعيد " قتل أكثر من ذلك ، ولاتزال السعودية تقتل هناك !! ، وتفجير ارهابي في الصومال " المزدهر " أوفي سورية المدمرة ، أو في العراق الذي انهكته أمريكا وعملت على تمزيقه مزراً ، يقتل ويجرح أكثر من ذلك بكثير.
………………..انه عالم رأسمالي غربي متوحش !!!
.
ماذا فعل الغرب " الديموقراطي جداً " ، " والعقلاني جداً " " والمتطور جداً " ماذا فعل هذا الغرب في العالم ، هذا الغرب الكاذب سرق حضارة الانسان وحرفها عن مسارها الطبيعي ، فبدلاً من أن يسخر العلم والمعرفة لمصلحة الانسان ، والذي يعتبر جميع ما وصل إليه العلم والمعرفة البشرية ، هو نتاج ومحصلة لما أنتجته الحضارات البشرية كلها حضارة اثرى حضارة ، وجيلاً بعد جيل منذ بزوغ التاريخ ؟؟ ألم يضع أجدادنا السومريين وصولاً إلى الفينيقيين والسريان أولى لبنات الحضارة ؟؟!!، أليست الحضارة جهداً تراكمياً انسانيا ساهمت فيه كل شعوب الأرض ، كل بحسب ظروفه ؟ ، ألم يكن من الطبيعي أن يسخر كل هذا التقدم العلمي ، على نشر العدالة الانسانية بين الشعوب ، وأن ينشر العلم والمعرفة ، واساليب الرفاه ، والراحة ، والطمأنينة ، والاخاء والتحابب بين أمم الأرض ، ويقضي على الفقر والمرض والعوز ، في الصومال ، في بنغلادش ، وغيرهما من الشعوب التي يموت منها عشرات الآلاف سنوياً وهم يتضورون جوعاً ؟؟!! ، بدلاً من أن يسخر التقدم العلمي والمعرفة الهائلين ، ليس لمصلحة شعوب الغرب حتى ، بل لمصلحة القلة القليلة من الشركات العملاقة ، التي تفوق ثروة / 350 / شركة منها فقط نصف ثروة سكان العالم أي ما يزيد على ملكية مليارين من البشر ! .
.
وهذه الشركات في أغلبها تنتج أسلحة القتل والدمار ، لتستخدم لقتل الشعوب وتدمير حضاراتها ، وما بنته شعوبها في عقود ! بل ومنعها من لحظة استقرار تلتقط فيها أنفاسها ! ، أما شعوب الغرب ذاتها فلقد سرقوا منها راحتها هي ايضاً ، وحولوا حياتها إلى حياة نمطية شكلانية ، لا تجديد فيها ، يستيقظ الانسان صباحاً باكراً ويزدرد بعضاً من طعام بارد بسرعة ، ليجدد طاقته من أجل العمل ، وليذهب مسرعاً إلى العمل اليومي النمطي التكراري ، الذي يقضي حياته وهو يضع برغياً في آلة ، وبشكل متسارع ومتواتر ، وفق المفهوم " الميركانتيلية " ، ويعود في المساء منهكاً لينام كالسائمة ، وقد يمارس بعضاً من غرائزه ، ليستيقظ على نفس المنوال طوال حياته العملية ، أما في تقاعده فله حق الراحة ، ولكن بعد أن تكون قد استنزفت قواه ، وبات ينتظر على بوابة الموت .
مزقوا الأسرة ، فليس الابن معنياً بوالديه بل يدخل عجلة الحياة الطاحنة كوالده ، وعند شيخوخة الوالد يرمى في مأوى للعجزة ، لا ابناً باراً ، ولا زوجة ، ولا أصدقاء .
حتى الفن والموسيقى باتا صاخبين ومشوهين ، يشابهان ويسايران الحياة الصاخبة التي تطحن الانسان ، أين الموسيقى الهادئة وأوقات السمر والراحة ، أين " موسيقى بتهوفن " و " موتزارت " ؟ أين علاقة الجار بالجار ، وحالات العشق الرومنسي الانساني الرائع بين الرجل والمرأة ، أين الوطن ؟ الوطن للرأسمالي ، أما المواطن العامل فحياته مسخرة لخدمة الأول ، والرأسمالي وطنه حيث يكسب ، أين حالة التضافر والتعاضد الاجتماعي لقد بلعتهما الرأسمالية الجشعة ، سارقة الحضارة ، ؟؟!!.
.
ندرك أن الحروب ، وقتل الشعوب ، وتدمير حضاراتهم ، وخلق الصراعات الدينية ، والقومية ، بين أفراد المكون الاجتماعي الواحد ، وتفجيرها ، كل هذه الأمور مطالب بنيوية للرأسمالية الغربية المتوحشة ، ولا حياة لها بدونها ، كما ولا يمكن أن تكدس ثروات شركاتها الفلكية بدونها ، فلا شركات احتكارية ، ولا أسواق للصناعات الغربية والأمريكية ، في العالم الثالث على وجه الخصوص ، ولا تجارة أسلحة ، بدون الحروب !! ، فاستقرار الشعوب وتقدمها يحول دون سيطرة الشركات الاحتكارية على الأسواق العالمية ، وبدون الحروب وبيع أسلحة القتل والتدمير ، الجوية والبحرية والبرية تعلن الشركات المختصة بالصناعات الحربية افلاسها ، وهذا يؤدي إلى زعزعة أسس دولها ، وتنهي سيطرتها على الأسواق العالمية ، وفرض احتكاراتها ونهبها ، أي أن وجود الرأسمالية الغربية المتوحشة ، يقتضي بالضرورة تحقق المعادلتين التاليتين :
………………………………………………………………………………
رأسمـــــــــالية متـوحــــــــشة ===== عالــم ثالـــث متــخلف ومتــــقاتل
رأسمــــــــالية متـوحـــــــــشة ===== الغـــــــاية تبــــــرر الواســــــطة
……………………………………………………………………………..
وما دام وجود الرأسمالية المتوحشة رهينة هاتين المعادلتين ، فهي تستخدم جميع الأدوات القذرة ، لقتل الشعوب ، وتمزيقها ، وافقارها ، وتدمير جميع انجازاتها الحضارية ، بدون وازع من ضمير ، فالأخلاق الرأسمالية تتجسد في الأداة التي تزيد من حجم ثروتها ، فذلك بحد ذاته غاية ، تقتضيها هيمنتها الاقتصادية ، والسياسية ، كما قلنا .
.
ومن أقذر هذه الأسلحة وأكثرها فتكاً ، حماية ، ورعاية الممالك الدينية الظلامية الأكثر تخلفاً في العالم والتعاون معها ـــ السعودية نموذجاً ـــ وذلك للمساهمة بنشر الفكر الديني الظلامي الأسود ، وتبني قياداته ، وافساح المجال أمام نشاطاته ، وتسخير كل أنشطة وطاقات استخباراته ، لمساعدته في التآمر على أوطانه ، وايصاله إلى مقاليد السلطة في بلدانه ، لأنه الأداة الوحيدة أو النظام الوحيد الكفوء والمؤكد ، القادر على محاربة أي نظام ، عقلاني ، تقدمي ، تحرري ، والحؤول دون وصوله إلى مقاليد السلطة في أي بلد ، والإبقاء على العالم الثالث في حالتي تخلف ، واقتتال أبديين ، كل هذا اقتضى ليس التحالف بين الرأسمالية المتوحشة والفكر الديني الظلامي التكفيري ، بل استيلاد [ الارهاب الديني الأسود من الفقه الديني الظلامي ] ، وفق فلسفة " بريجنسكي " ( الايمان مقابل الكفر) فولدت منظمة القاعدة في افغانستان لهزيمة السوفييت الملحدين ، وهذه كانت طلقة رئيسية في تفكيك الاتحاد السوفييتي ظهير حركات التحرر في العالم .
هذا السلاح ـــ سلاح الارهاب الديني الاسلامي الظلامي الأسود ـــ الآن هو السلاح الأمضى ، الذي يستخدم على أوسع نطاق في الوطن العربي ، ضرب البارحة مصر وقتل العشرات ، ولا يزال يضرب في ليبيا ، وسورية ، والعراق ، واليمن منذ سنوات وسنوات ، كله ينتح من فقه " الوهابية ، او الاخوانية " تحت اشراف وتمويل [ خادم الحرمين مكة والمدينة ] وحماته وحلفائه ، هذا [ الارهاب الإسلامي الأسود ]
لمصلحة من قتل الملايين من العرب المسلمين وغير المسلمين ؟ ، ودمر أوطانهم ، ومزق مجتمعاتهم ، انه لمصلحة :
………….. [ العالم الرأسمالي المتوحش المتحالف من الفكر الديني الأسود ]………
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذان الشران المتحالفان [ الديموقراطيات الغربية المتوحشة ، والفكر الظلامي الديني التكفيري القاتل ] هما المسؤولان عن اغتيال حضارة الانسان .
الرأسمالية السوداء اغتالت تاريخ البشرية وحرفته عن مساره ، والفكر الديني الظلامي الأسود اغتال عقول أتباعه وحولهم إلى قتلة بالمجان ، أولئك يكدسون الثروة في يد قلة " أولغرشية " رأسمالية عالمية مسيطرة ومتحكمة ، وتلك حولت بشراً إلى وحوش يأكلون أكباد البشر ، الأولى كافأت الرأسماليين الأثرياء بحياة رغيدة على حساب دماء وجهد وفقر باقي الشعوب ، والثانية ابتاعت حياة الأغبياء بعد أن جوفت عقولهم ، ومنتهم ـــ [ بسبــعين حـــورية في الجــنة ، وسبـعين وصيـفة ] ـــ .
…………[ لا حضارة انسانية تحترم الانسان بدون هزيمتهما ] …….