أيُّها المُتوحِّدُ في وَحشَةٍ
قِفْ على سطحِ بَيتكَ وانظرْ بعيداً
لعلّك تسمَعُ ماذا تقولُ الحياةُ لأبنائِها المُتعَبينَ..
ستُبصِرهُم يوقِظونَ جبالاً بأيديهِمُ العارياتِ
لتفتَحَ أدراجَها وترِشُّ كُنوزاً لهم خبّأتْها الفُجاجْ!.
وتمعّن، ستُبصرُ ظِلَّ حبيبَينِ قُربَ سِياجٍ تَوقّفَ..
بلْ رُبّما انْسكبتْ قُبَلٌ..
رُبّما أنَّ عشرَ عصافير حَطّتْ قريباً
وراحتْ تُزقزِقُ مَزهوّةً فوقَ ذاكَ السِّياجْ!.
رُبّما ولدٌ راحَ يلهو بطابتِهِ وينادي رِفاقاً لهُ..
رُبّما قطّةٌ عبرَتْ في طريقِ الحَواكيرِ..
بِضْعُ صَبايا جَلسْنَ على النّبعِ
يَهمسْنَ باسم رفيقتِهنَّ ويَضحَكنَ منْ سِرّها
وهي راحتْ تشيرُ مُعابِثةً باحتِجاجْ!.
قفْ طويلاً لعلّكَ صِرتَ غريباً..
تَسمّعْ فقد تتشابكُ أصداءُ نايٍ بصَوتِ مُغنٍّ
وبينَهما أنّةُ الحُزنِ يشتَركانِ بأوجاعِها..
ويُعيدانِ سيرةَ ماكانَ عاريَةً تتَلوّى على نَسمةٍ
وتئِنُّ كضوءٍ بدا من سِراجْ!.
ربّما أنتَ تَنسى الحَياةَ وما في الحياةِ منَ النّورِ..
تُغلقُ بابَكَ ثم تُرتِّبُ للمرّةِ الألفِ سَقطَ مَتاعِكَ..
ثمّ تُطيلُ التمنّي على كَسلٍ..
وتُعاقِرُ كأسَكَ صُبحاً وليلاً لتنْسى
فتَسقُطَ مُنتَثِراً كحُطامِ الزُّجاجْ!.
أيها المُتوزِّعُ تحتَ رُكامِ الفراغِ
إلى أينَ تأخذُكَ الحالُ؟!..
أنتَ تُبعثِرُ أقمارَ روحِكَ عندَ فمِ البابِ ياصاحبي
وترى البابَ يُطفئُ نورَ مَلاحاتِها
خلفَ ثِقلِ الرِّتاجْ!.