..هل ستـــكون التغييـــرات في السعـــودية دراماتيـــــــــــكية ؟…………
…………..ستـحرص أمريـكا على أن تكـون التغييــرات تجمــــــــــيلية…………
…………..لكـن التفـاعلات الكـمية لابد وأن تتـحول إلى تغيـرات نوعــية…………
بقلم المحامي محمد محسن
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(117).jpg)
ليس هناك سياسي أو مفكر موضوعي في العالم ، عربي أو أجنبي لا يحسم الأمر جازماً بأن نظام المملكة العربية السعودية ، لم يعد له شبيه أو مثيل في هذا القرن والقرن الذي فات ، فهو [ نظام أسرة رعوية تتحكم بمقدرات دولة مملكة من أثرى دول العالم ] ، مليك ولد أميراً في فمه ملعقة من ذهب ، لا حاجة له باي تحصيل علمي أو فكري ، أو بذل اي جهد لتأمين رزقه ، بل ولد ثرياً ، عابثاً ، بدون رقابة أو رقيب ، همه ارواء غرائزه حتى الثمالة وبدون ارتواء ، من كل موبقات الدنيا ومفاتنها ، ومن خلال عيش لا تحكمه قوانيناً ، او قيماً ، أو أنماط تفكير أو حياة ، فهو فوق كل القوانين والقيم وجميع الأنماط .
.
هذا الأمير اللاهي اصبح ملكاً ، بحكم الوراثة وصلة القربى من " المليك المؤسس " لا علم ، لا معرفة ، لا خبرة ، هو آلة تمارس سلطة ملك ، يتم تصنيعه وفق رغبات الدولة الراعية والحامية ، يوحى إليه من " المندوب السامي الخفي " أن افعل فيفعل !! ، عش ملكاً ولكن نحن نحرك المملكة مالاً ورجالاً ، من خلال الأمراء الإمعات الذين صُنّعوا على مقاس مصالح الدولة المُصنّعة ، ومن موظفين عملاء يُشرون بالمال وبالجاه ، أما الاعلام فهو عبارة عن أبواق تُسبّح باسم المليك المعظم ، جل همها تبييض صفحة هذه المملكة " السوبر " ، أما المستشارون وقادة الجيش والوزراء فهم غالباً من أقرباء المليك المعظم ـــ من الأسرة المالكة ـــ أو من الأغيار المقربين ، الذي اختير جميعهم من العملاء الذين تدربوا على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية [ C I A ] أو على يد سياسييها ومراكز أبحاثها ، أو يعهد بتربيتهم إلى أجهزة مخابرات دولة أخرى ، ـــ لورنس العرب مثالاً صارخاً ـــ .
.
هذه هي المملكة المصنعة بعناية ، على أسس هيكلية ملكية بازخة مع ثراء فاحش ، لكنها مجوفة داخلياً ، ولقد سماها الأديب السعودي الكبير عبد الرحمن منيف ، عبر روايته الخماسية " مملكة الرمال " وهو السعودي التقدمي العقلاني الذي خبرها من الداخل وعبر عنها برواياته بشكل يثير الإبهار ، ودفع ثمن ذلك نفياً وسحباً لجنسيته ، حتى أنهم منعوا رفاته من أن يوارى في أرض وطنه الأم ، ولقد اعتبرها الأديب الكبير مملكة تقوم على أساسات من الرمال المتحركة ، سرعان ما ستنهار لأنها غير محمية بأية ركائز اجتماعية وطنية داخلية متينة ، بل تستند بكل بقائها على دعم الدولة الحامية والراعية أمريكا ، التي استلمت عهدة رعايتها واستثمار ثروتها من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، وهي التي تحول حتى الآن دون سقوطها ، مع أنها باتت المملكة الوحيدة في العالم التي لاتزال تحكم بتشريعات دينية مستقات من فقه عتيق تم تبنيه في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي .
.
لقد تمكنت هذه الدولة الثرية التي تُحرّك كالدمية من خلال مشغليها ، أن تلعب أدواراً خطيرة في المنطقة ، بعد الأربعينات من القرن الماضي وقبل ذلك ، لصالح دول الغرب الاستعماري ، وبالتالي لصالح " اسرائيل " حيث حاكت ونفذت الكثير من المؤامرات ضد الوحدة بين مصر وسورية ، ووقفت ضد الثورة اليمنية الفتية في الستينات من القرن الماضي ، وهي الآن تقوم بتدميرها بشكل ممنهج ، مستكملة بذلك ما عجزت " اسرائيل " عن القيام به .
إن كل الأدوار التي قامت بها هذه المملكة ، مع الامارات الأخرى قطر وغيرها ، وممالك الرجعيات العربية ، بالتعاون مع اسرائيل والدول الغربية برئاسة أمريكا ، خلال العقود السابقة ضد شعوب المنطقة ، كل تلك الأدوار بكل أهوالها ، ومتاعبها ، وأعمالها ، وما خربته ، للنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة ، يمكن أن نعتبرها أعمالاً تمهيدية رغم فداحتها لهذه الحرب الدائرة الآن ضد العراق وسورية واليمن ، واستكمالاً وتتويجاً وحصاداً لكل تلك الأدوار والمهمات والوظائف التي قام بها معسكر العدوان بكل دوله وممالكه قبلها ، وكانت جميع الأدوار التي نهضت فيها هذه المملكة بكل اقتدار في الماضي والحاضر ، محط تقدير من الحليفين الأساسيين أمريكا " واسرائيل " .
.
أما هذه الحرب الدائرة الآن فكانت جميع الدول التي شاركت فيها ، على قناعة أنها ستكون الحرب الأخيرة [ الخاتمة ] التي تستكمل بها هذه المملكة كل أدوارها التاريخية السابقة ، وستكون الحرب النهائية التي ستعيد دول المنطقة كلها وبخاصة سورية والعراق إلى الخندق الأمريكي " الاسرائيلي " بعد تمزيقهما ، وبذلك تتخلص من الدول المشاكسة إلى الأبد ، ولكن هذه المملكة التي تحرك بالخيوط كدمية ، لاتدر وغباؤها لن يمكنها من ادراك ما سيؤول إليه مصيرها بالذات بعد تنفيذ هذه المهمات القذرة ، وبأنها لن تكون بمنأى عن ارتدادات تلك الأحداث التدميرية ، عندما يتحقق الحلم الغربي الاسرائيلي الأسود البغيض ؟؟!!
ولكن ورغم حرب السنين السبعة ، والموت ، والدمار ، والتشرد ، والجوع ، وما تحمله شعبنا خلال هذه السنيين ، لا يستطع أن يتحمله أي شعب في العالم ، لذلك قلنا ونعود فنكرر سورية تقاتل من أجل شعوب الأرض ، وانتصارها بالتالي هو انتصار للدنيا ، للشعوب ، للطبيعة ، ـــ ليس في هذا أية مبالغة ـــ نعم هذا الصبر وهذا التحمل وتلك التضحيات التي قدمها شعبنا ، والتي توجت بالانتصارات التاريخية التي ستقلب كل الموازين ، وألحقت بالمعسكر الآخر الخسارة .
.
هذه الخسارة التي تعتبر المحصلة السلبية للحرب بالنسبة لمعسكر العدوان كله ، بينت كم كان زعماء الغرب ، واعلامييهم ، ومفكريهم ، وملوك الخليج ، والمعارضين السوريين الصعاليك والعملاء ، كم كانوا أغبياء وجهلة في حساباتهم وتقديراتهم لقوى المنطقة ، لأنهم لم يدركوا الكمون التاريخي لشعوب المنطقة ، الذي سيخرج من القمقم كالمارد عندما يحين التحدي ، وتحدث المواجهات .
والخاسر سيتحمل تبعات الحرب وتفاعلاتها وارتداداتها ، لأنه لم يخسر مالاً ورجالاً فقط ، بل خسر أمام شعبه ومجتمعه مادياً ومعنوياً " ، وهذا سيكون ظرفاً مواتياً للمعارضين المتربصين به ، والذين سيهتبلون فرصة خسارة حكومتهم ، لتصفية الحساب المنتظر بينهم وبين النظام الذي يكمنون له ، وقد يكون المعارضون الانقلابيون من داخل الأسرة الحاكمة أو من خارجها ، وهذا ما سيكون عليه واقع مملكة بني سعود بالتحديد ، التي زجت بكل طاقاتها المادية والبشرية في حروب لا طائل تحتها ، بمواجهة الدول التي لا تدين بالولاء لأمريكا التي تقودها وتستثمرها مقابل الحماية ، ابتداءً من العراق ثم ليبيا ثم العراق ثانية وسورية واليمن وغيرها . ووضعت وجودها وكينونتها في كفتي الميزان مع الدول التي عملت على تدميرها ، فان انتصرت وشركائها تحقق حلم أعداء العرب ، وقد تشفي غليلها مؤقتاً ، من الأنظمة المشاكسة ، ولكنها ومن حيث المآل ستعرض نفسها أيضاً لخطر التمزيق لأنها ومهما كان الجهد الذي بذلته في هذه الحرب لن يشفع لها في النهاية ، اذن من حيث الواقع ومن حيث النتيجة هي خاسرة على المقلبين ، ولكن خسارتها الآن في هذه الحرب المدمرة ، سيكون لها وقع الصاعقة على كل بنيتها ونظامها ، وستظهرها أمام شعبها وأمام شعوب الأرض عارية ، لأنها باتت في دائرة الاتهام أمام شعوب العالم وأنها أم الارهاب ، ومربيته ، وحاضنته ، وستلعن من كل عقلاء الأرض ، دولاً وشعوباً .
.
نعم ستحاول أمريكا امتصاص آثار ارتدادات الخسارة ، وذلك عن طريق القيام بتغييرات تجميلية ، داخل الأسرة الحاكمة ، وستحاول دعم وتلميع الانقلاب الجزئي داخل الأسرة المالكة ذاتها الذي يقوم به الآن " الأمير " محمد بن سليمان ولي العهد ، والذي اثبت أنه الأجدر على خدمة ورعاية المصالح الأمريكية المتقاطعة مع مصالح " اسرائيل " ، ولكن التراكمات التاريخية التي باتت تشكل تلالاً من الاختناقات ، والعقابيل ، والعقد ، ستحول دون الانتقال السلس للسلطة إلى الشاب المتهور محمد بن سلمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هي " السيناريوهات " المتوقعة لمملكة بني سعود :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـــ انقلاب جزئي من ضمن محاولة تحسين صورة النظام ، التي باتت غير مقبولة اطلاقاً أمام الرأي العام العالمي ، بعد أن نُشر غسيلها الأسود من خلال دورها الرئيسي في نشر وتوزيع وباء الطاعون الارهابي ، وهذا كما قلنا ما تهدف إليه أمريكا ، لأنها بذلك تلمع صورة النظام الجديد من خلال نقل السلطة إلى قوى شابة ، وتحافظ على مصالحها ، في السعودية والمنطقة .
.
2ـــ تداعي الأمور ، وتتابعها ، وتدافعها ، قد تطيح بالأسرة المالكة وتقتلعها من جزورها ، وبسقوط هذه المملكة وتفككها سيكون له ارتدادات وتفاعلات على جميع ممالك الخليج واماراته ، عندها لن تتمكن أمريكا من وقف التدهور واعاقة مد التغيير الجارف ، فأمريكا ليست كلية القدرة ، وبذلك يأتي التغيير كمحصلة نهائية للتحولات الجزرية التي ستمر بها المنطقة حتماً ، عندها أمريكا سرعان ما ستتخلى عن المليك والمملكة عندما تجد أن الأمور قد تفلتت من بين يديها ، وتجاربها في العالم تعطينا مثالاً بيناً على ما نقول .
.
3ـــ يبقى احتمال يبدو غريباً للوهلة الأولى ، ولكن وبعد اعمال التفكير الهادئ قد يتم ترجيحه ، ألا وهو : امكانية انتقال داعش بعد هزيمته من سورية والعراق إلى أرض الحرمين وإلى الأردن معاً ، حيث البيئة الحاضنة ، عندها ستطلبان مساعدة الجيش العربي السوري لإنقاذهما ، ــــ ولقد تنبأت بهذا الاحتمال قبل سنتين ــــ ، هذا الاحتمال سيكون مرجحاً عندما تكتمل التحولات الجزرية في المنطقة نتيجة الانقلاب التاريخي الذي أتوقعه للمنطقة ، وأنا أرى تلك التحولات وكأنها تحدث غداً . ـــ ولو كان المتشائمون يرونه تفاؤلاً مجانياً ـــ
…………..ستـحرص أمريـكا على أن تكـون التغييــرات تجمــــــــــيلية…………
…………..لكـن التفـاعلات الكـمية لابد وأن تتـحول إلى تغيـرات نوعــية…………
بقلم المحامي محمد محسن
![](/userfiles/11069266_1584666698487279_2810142317910291187_n(117).jpg)
ليس هناك سياسي أو مفكر موضوعي في العالم ، عربي أو أجنبي لا يحسم الأمر جازماً بأن نظام المملكة العربية السعودية ، لم يعد له شبيه أو مثيل في هذا القرن والقرن الذي فات ، فهو [ نظام أسرة رعوية تتحكم بمقدرات دولة مملكة من أثرى دول العالم ] ، مليك ولد أميراً في فمه ملعقة من ذهب ، لا حاجة له باي تحصيل علمي أو فكري ، أو بذل اي جهد لتأمين رزقه ، بل ولد ثرياً ، عابثاً ، بدون رقابة أو رقيب ، همه ارواء غرائزه حتى الثمالة وبدون ارتواء ، من كل موبقات الدنيا ومفاتنها ، ومن خلال عيش لا تحكمه قوانيناً ، او قيماً ، أو أنماط تفكير أو حياة ، فهو فوق كل القوانين والقيم وجميع الأنماط .
.
هذا الأمير اللاهي اصبح ملكاً ، بحكم الوراثة وصلة القربى من " المليك المؤسس " لا علم ، لا معرفة ، لا خبرة ، هو آلة تمارس سلطة ملك ، يتم تصنيعه وفق رغبات الدولة الراعية والحامية ، يوحى إليه من " المندوب السامي الخفي " أن افعل فيفعل !! ، عش ملكاً ولكن نحن نحرك المملكة مالاً ورجالاً ، من خلال الأمراء الإمعات الذين صُنّعوا على مقاس مصالح الدولة المُصنّعة ، ومن موظفين عملاء يُشرون بالمال وبالجاه ، أما الاعلام فهو عبارة عن أبواق تُسبّح باسم المليك المعظم ، جل همها تبييض صفحة هذه المملكة " السوبر " ، أما المستشارون وقادة الجيش والوزراء فهم غالباً من أقرباء المليك المعظم ـــ من الأسرة المالكة ـــ أو من الأغيار المقربين ، الذي اختير جميعهم من العملاء الذين تدربوا على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية [ C I A ] أو على يد سياسييها ومراكز أبحاثها ، أو يعهد بتربيتهم إلى أجهزة مخابرات دولة أخرى ، ـــ لورنس العرب مثالاً صارخاً ـــ .
.
هذه هي المملكة المصنعة بعناية ، على أسس هيكلية ملكية بازخة مع ثراء فاحش ، لكنها مجوفة داخلياً ، ولقد سماها الأديب السعودي الكبير عبد الرحمن منيف ، عبر روايته الخماسية " مملكة الرمال " وهو السعودي التقدمي العقلاني الذي خبرها من الداخل وعبر عنها برواياته بشكل يثير الإبهار ، ودفع ثمن ذلك نفياً وسحباً لجنسيته ، حتى أنهم منعوا رفاته من أن يوارى في أرض وطنه الأم ، ولقد اعتبرها الأديب الكبير مملكة تقوم على أساسات من الرمال المتحركة ، سرعان ما ستنهار لأنها غير محمية بأية ركائز اجتماعية وطنية داخلية متينة ، بل تستند بكل بقائها على دعم الدولة الحامية والراعية أمريكا ، التي استلمت عهدة رعايتها واستثمار ثروتها من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، وهي التي تحول حتى الآن دون سقوطها ، مع أنها باتت المملكة الوحيدة في العالم التي لاتزال تحكم بتشريعات دينية مستقات من فقه عتيق تم تبنيه في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي .
.
لقد تمكنت هذه الدولة الثرية التي تُحرّك كالدمية من خلال مشغليها ، أن تلعب أدواراً خطيرة في المنطقة ، بعد الأربعينات من القرن الماضي وقبل ذلك ، لصالح دول الغرب الاستعماري ، وبالتالي لصالح " اسرائيل " حيث حاكت ونفذت الكثير من المؤامرات ضد الوحدة بين مصر وسورية ، ووقفت ضد الثورة اليمنية الفتية في الستينات من القرن الماضي ، وهي الآن تقوم بتدميرها بشكل ممنهج ، مستكملة بذلك ما عجزت " اسرائيل " عن القيام به .
إن كل الأدوار التي قامت بها هذه المملكة ، مع الامارات الأخرى قطر وغيرها ، وممالك الرجعيات العربية ، بالتعاون مع اسرائيل والدول الغربية برئاسة أمريكا ، خلال العقود السابقة ضد شعوب المنطقة ، كل تلك الأدوار بكل أهوالها ، ومتاعبها ، وأعمالها ، وما خربته ، للنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة ، يمكن أن نعتبرها أعمالاً تمهيدية رغم فداحتها لهذه الحرب الدائرة الآن ضد العراق وسورية واليمن ، واستكمالاً وتتويجاً وحصاداً لكل تلك الأدوار والمهمات والوظائف التي قام بها معسكر العدوان بكل دوله وممالكه قبلها ، وكانت جميع الأدوار التي نهضت فيها هذه المملكة بكل اقتدار في الماضي والحاضر ، محط تقدير من الحليفين الأساسيين أمريكا " واسرائيل " .
.
أما هذه الحرب الدائرة الآن فكانت جميع الدول التي شاركت فيها ، على قناعة أنها ستكون الحرب الأخيرة [ الخاتمة ] التي تستكمل بها هذه المملكة كل أدوارها التاريخية السابقة ، وستكون الحرب النهائية التي ستعيد دول المنطقة كلها وبخاصة سورية والعراق إلى الخندق الأمريكي " الاسرائيلي " بعد تمزيقهما ، وبذلك تتخلص من الدول المشاكسة إلى الأبد ، ولكن هذه المملكة التي تحرك بالخيوط كدمية ، لاتدر وغباؤها لن يمكنها من ادراك ما سيؤول إليه مصيرها بالذات بعد تنفيذ هذه المهمات القذرة ، وبأنها لن تكون بمنأى عن ارتدادات تلك الأحداث التدميرية ، عندما يتحقق الحلم الغربي الاسرائيلي الأسود البغيض ؟؟!!
ولكن ورغم حرب السنين السبعة ، والموت ، والدمار ، والتشرد ، والجوع ، وما تحمله شعبنا خلال هذه السنيين ، لا يستطع أن يتحمله أي شعب في العالم ، لذلك قلنا ونعود فنكرر سورية تقاتل من أجل شعوب الأرض ، وانتصارها بالتالي هو انتصار للدنيا ، للشعوب ، للطبيعة ، ـــ ليس في هذا أية مبالغة ـــ نعم هذا الصبر وهذا التحمل وتلك التضحيات التي قدمها شعبنا ، والتي توجت بالانتصارات التاريخية التي ستقلب كل الموازين ، وألحقت بالمعسكر الآخر الخسارة .
.
هذه الخسارة التي تعتبر المحصلة السلبية للحرب بالنسبة لمعسكر العدوان كله ، بينت كم كان زعماء الغرب ، واعلامييهم ، ومفكريهم ، وملوك الخليج ، والمعارضين السوريين الصعاليك والعملاء ، كم كانوا أغبياء وجهلة في حساباتهم وتقديراتهم لقوى المنطقة ، لأنهم لم يدركوا الكمون التاريخي لشعوب المنطقة ، الذي سيخرج من القمقم كالمارد عندما يحين التحدي ، وتحدث المواجهات .
والخاسر سيتحمل تبعات الحرب وتفاعلاتها وارتداداتها ، لأنه لم يخسر مالاً ورجالاً فقط ، بل خسر أمام شعبه ومجتمعه مادياً ومعنوياً " ، وهذا سيكون ظرفاً مواتياً للمعارضين المتربصين به ، والذين سيهتبلون فرصة خسارة حكومتهم ، لتصفية الحساب المنتظر بينهم وبين النظام الذي يكمنون له ، وقد يكون المعارضون الانقلابيون من داخل الأسرة الحاكمة أو من خارجها ، وهذا ما سيكون عليه واقع مملكة بني سعود بالتحديد ، التي زجت بكل طاقاتها المادية والبشرية في حروب لا طائل تحتها ، بمواجهة الدول التي لا تدين بالولاء لأمريكا التي تقودها وتستثمرها مقابل الحماية ، ابتداءً من العراق ثم ليبيا ثم العراق ثانية وسورية واليمن وغيرها . ووضعت وجودها وكينونتها في كفتي الميزان مع الدول التي عملت على تدميرها ، فان انتصرت وشركائها تحقق حلم أعداء العرب ، وقد تشفي غليلها مؤقتاً ، من الأنظمة المشاكسة ، ولكنها ومن حيث المآل ستعرض نفسها أيضاً لخطر التمزيق لأنها ومهما كان الجهد الذي بذلته في هذه الحرب لن يشفع لها في النهاية ، اذن من حيث الواقع ومن حيث النتيجة هي خاسرة على المقلبين ، ولكن خسارتها الآن في هذه الحرب المدمرة ، سيكون لها وقع الصاعقة على كل بنيتها ونظامها ، وستظهرها أمام شعبها وأمام شعوب الأرض عارية ، لأنها باتت في دائرة الاتهام أمام شعوب العالم وأنها أم الارهاب ، ومربيته ، وحاضنته ، وستلعن من كل عقلاء الأرض ، دولاً وشعوباً .
.
نعم ستحاول أمريكا امتصاص آثار ارتدادات الخسارة ، وذلك عن طريق القيام بتغييرات تجميلية ، داخل الأسرة الحاكمة ، وستحاول دعم وتلميع الانقلاب الجزئي داخل الأسرة المالكة ذاتها الذي يقوم به الآن " الأمير " محمد بن سليمان ولي العهد ، والذي اثبت أنه الأجدر على خدمة ورعاية المصالح الأمريكية المتقاطعة مع مصالح " اسرائيل " ، ولكن التراكمات التاريخية التي باتت تشكل تلالاً من الاختناقات ، والعقابيل ، والعقد ، ستحول دون الانتقال السلس للسلطة إلى الشاب المتهور محمد بن سلمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هي " السيناريوهات " المتوقعة لمملكة بني سعود :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـــ انقلاب جزئي من ضمن محاولة تحسين صورة النظام ، التي باتت غير مقبولة اطلاقاً أمام الرأي العام العالمي ، بعد أن نُشر غسيلها الأسود من خلال دورها الرئيسي في نشر وتوزيع وباء الطاعون الارهابي ، وهذا كما قلنا ما تهدف إليه أمريكا ، لأنها بذلك تلمع صورة النظام الجديد من خلال نقل السلطة إلى قوى شابة ، وتحافظ على مصالحها ، في السعودية والمنطقة .
.
2ـــ تداعي الأمور ، وتتابعها ، وتدافعها ، قد تطيح بالأسرة المالكة وتقتلعها من جزورها ، وبسقوط هذه المملكة وتفككها سيكون له ارتدادات وتفاعلات على جميع ممالك الخليج واماراته ، عندها لن تتمكن أمريكا من وقف التدهور واعاقة مد التغيير الجارف ، فأمريكا ليست كلية القدرة ، وبذلك يأتي التغيير كمحصلة نهائية للتحولات الجزرية التي ستمر بها المنطقة حتماً ، عندها أمريكا سرعان ما ستتخلى عن المليك والمملكة عندما تجد أن الأمور قد تفلتت من بين يديها ، وتجاربها في العالم تعطينا مثالاً بيناً على ما نقول .
.
3ـــ يبقى احتمال يبدو غريباً للوهلة الأولى ، ولكن وبعد اعمال التفكير الهادئ قد يتم ترجيحه ، ألا وهو : امكانية انتقال داعش بعد هزيمته من سورية والعراق إلى أرض الحرمين وإلى الأردن معاً ، حيث البيئة الحاضنة ، عندها ستطلبان مساعدة الجيش العربي السوري لإنقاذهما ، ــــ ولقد تنبأت بهذا الاحتمال قبل سنتين ــــ ، هذا الاحتمال سيكون مرجحاً عندما تكتمل التحولات الجزرية في المنطقة نتيجة الانقلاب التاريخي الذي أتوقعه للمنطقة ، وأنا أرى تلك التحولات وكأنها تحدث غداً . ـــ ولو كان المتشائمون يرونه تفاؤلاً مجانياً ـــ