لندن – تصاعدت التصريحات الغربية حول رفض الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة، في مؤشر على ان "مزاج الغرب" ليس مع مثل هذا الاجتياح.
وأكدت اسرائيل "خضوعها" للمزاج الغربي كما تكشف تصريحات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الأحد بقوله ان الحكومة منفتحة لتناقش مع شريكاتها الأجنبية سبل وقف تصعيد الموقف مع غزة.
في وقت أبدى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز استعداد بلاده على تهدئة النزاع بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة قائلا "في ما يخصنا نحن، الاجابة هي نعم". في اجابة حول سؤال عن التهدئة.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد اسرائيل من ان شن عملية برية على غزة قد "يكلفها (خسارة) جانبا كبيرا" من الدعم الدولي الذي تلقاه، منددا في الوقت نفسه بـ"ضلوع" ايران في تزويد حماس اسلحة.
وقال هيغ لقناة "سكاي نيوز" ان "رئيس الوزراء وانا شخصيا أكدنا لنظيرينا الاسرائيليين ان اي غزو بري لغزة سيكلف اسرائيل جانبا كبيرا من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضع".
واضاف ان "الغزو البري يصعب كثيرا دعمه بالنسبة للمجتمع الدولي، خصوصا بالنسبة الى بريطانيا" وذلك في الوقت الذي اعلن فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الجيش مستعد لان "يوسع بشكل كبير" عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
واكد هيغ "انه من الاصعب بكثير تفادي الخسائر بين المدنيين او الحد منها اثناء غزو بري"، مشددا على ان "تنفيذ عملية برية كبيرة يهدد بتمديد النزاع".
لكن الوزير البريطاني كرر ان حماس "هي المسؤول الاول" عن الوضع الحالي داعيا مجددا حماس الى "وقف هجماتها بالقذائف على اسرائيل".
واشار إلى الدور الذي تضطلع به ايران في تقديم اسلحة الى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وقال "من الواضح ان كميات كبيرة من الاسلحة تدخل غزة. تم اطلاق مئات من الصواريخ على اسرائيل في الايام الاخيرة فقط".
واضاف هيغ "نشتبه جميعا بان إيران هي الضالع الأول في هذا الموضوع، في تسليم اسلحة مماثلة وفي محاولات تسليم اسلحة اخرى".
الى ذلك ذكرت وسائل إعلام روسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، سيحاول إقناع نظيرته الأميركية، هيلاري كلينتون، بعقد الاجتماع الوزاري للرباعية الدولية على ضوء الوضع الطارئ بين إسرائيل وفلسطين.
وذكرت وكالتا الأنباء الروسية "نوفوستي" و"إنترفاكس" أن لافروف سيلتقي كلينتون الثلاثاء القادم في كامبوديا خلال قمة شرق آسيا التي تعقد هناك، وسيحاول إقناعها بعقد الاجتماع الوزاري للرباعية الدولية على ضوء الوضع الطارئ بين إسرائيل وفلسطين.
وكانت إسرائيل استهدفت الأربعاء الماضي، في غارة جوية على غزة، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، أحمد الجعبري، بعملية عسكرية متدحرجة على قطاع غزة سمّتها "عامود السحاب"، أدّت إلى مقتل 66 شخصا وإصابة مئات الفلسطينيين، وردّت عليها الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على إسرائيل.
وصرح وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاحد ان الحكومة منفتحة لتناقش مع شريكاتها الاجنبية سبل وقف تصعيد الموقف مع غزة.
غير انه استبعد ان يتم اتخاذ هذه الخطوة بينما تواصل م أسماه بالمنظمات "الارهابية" اطلاق الصواريخ على اسرائيل، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية.
واضاف "مستعدون لبحث كل المقترحات التي يطرحها اصدقاؤنا في العالم" ولكنه تابع "الشرط الاول والاكثر اهمية هو انه يتعين على المنظمات الارهابية ان توقف اطلاق النار".
وتابع "بمجرد ان تلتزم (المنظمات) بوقف اطلاق النار، فاننا مستعدون لبحث كل المقترحات التي تطرح".
في غضون ذلك بحث الملك الأردني عبدالله الثاني مع المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط توني بلير ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا اليستر بيرت في لقاءين منفصلين التطورات الراهنة في المنطقة، بخاصة تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والوضع في سوريا.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي أن الملك عبدالله الثاني شدد خلال لقائه بلير على " ضرورة تكثيف جميع الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف فوري للعدوان والتصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي يعرقل جهود السلام ويشكل استمراره تهديدا خطيرا على أمن واستقرار المنطقة، ويعمق من معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع الذي يمر بظروف إنسانية صعبة للغاية ".
وأضاف البيان أنه "جرى بحث الظروف المحيطة بعملية السلام".
وأشار إلى أن الملك أكد على "أهمية دور اللجنة الرباعية في العمل على إعادة الزخم إلى هذه العملية بهدف إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران / يونيو عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد اعتبر الاحد ان اطلاق القذائف من غزة على اسرائيل هو العامل الذي "سرع" اندلاع الازمة في القطاع الذي يتعرض لهجوم اسرائيلي لليوم الخامس على التوالي.
وكرر اوباما ان "الولايات المتحدة تدعم تماما حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ومن حق اسرائيل ان تتطلع الى عدم اطلاق صواريخ على اراضيها".
واضاف اوباما في مؤتمر صحافي في بانكوك التي وصل اليها الاحد في اطار جولة اسيوية "اذا امكن القيام بذلك من دون زيادة الانشطة العسكرية في غزة فهذا افضل".
وتابع "ليس الامر مفضلا فقط لسكان غزة بل ايضا مفضل للاسرائيليين لانه اذا دخلت القوات الاسرائيلية غزة فان خطر تعرضها لخسائر او لوقوع جرحى في صفوفها سيكون اكبر".
وجاءت تصريحات اوباما في وقت تكثر التكهنات حول امكان التوصل لوقف لاطلاق النار في الايام المقبلة.
واعتبر الرئيس الاميركي ان "الحدث الذي أدى الى تسريع" اندلاع الازمة الحالية كان اطلاق "الصواريخ على مناطق مأهولة".
وقال ايضا "لن يقبل اي بلد في العالم بان تنهمر صواريخ على مواطنيه من خارج حدوده"، لافتا الى ان الهدف هو "وضع حد لاطلاق هذه الصواريخ من دون تصعيد العنف مجددا في المنطقة".
واعتبر انه من دون وقف اعمال العنف فان امكان ارساء "حل الدولتين سيتاخر كثيرا في المستقبل".
وكالات