كنتُ صغيراً حينها
تعويذةُ أمّي لا تزلْ
تذْكرُ عُنقي
خضراءُ كانتْ … أمْ صفراءُ
لمْ أعُدْ أدري
معَ ولادة هذا المساءْ
كيفَ تذهبينَ بِلا موعد
أو كتابْ … أُترى أنهكَكِ العذابْ
ثارت الريحُ العَقيمة في شَظفٍ
تُعربِدُ كما فُرسان الجاهليةْ
أيّتُها الشقيّةُ … ابتعدي
فما زالتْ كلّ الأماني مُعلقَةً
بِجيْدِها الأبيضْ … كما ثلج كانونْ
تساءلَ البحرُ عندَ حضورهِ
إلى ساحةِ الفرْزِ اليتيمةْ
أتراه ينفعُنا العِتابْ …
لا النارُ ترتوي منْ بقاياي
ولا منْ حُزمَةِ الحطبِ
فَتشبُّ مُعلنةً تمرُدها المرير
عليكَ أنْ تَصْمُتَ يا فتى
كلماتٌ حائرةْ
شاهدها ذاكَ الضريرْ
لمْ أشأ عِصيانَ صمتي
فالسكونُ يلفُّ شلالَ الأمنياتْ
وأوراقُ صفصافةٍ حمراء
تُعلِنُ نارَ التحدي
الموتُ يأتي مرّةً
( اِقرأْ وصيتها )
والحُبُّ لا يُغادرُ إلاَّ مُرغَماً
هكذا قالتْ في وصيتها الأليمةْ
تَدارَكني في لُجّةِ العُمرِ … الضبابْ
أشعلتُ فَتيلَ ثورتي الصُغرى
ثُمَّ مضيتُ …
أُرتِّلُ آخرَ ما تبقى منْ حروفْ
تُولَدُ مرّةً أخرى
تترنحُ النيرانُ رُعباً
فالحُبُّ يا أمّاهُ لا يثنيه
إعصارُ سرابٍ … أو غيابْ …
_______
وليد0ع0العايش
24/2/2018م