انتصار سليمان
……..بقايا الأنثى على شفتي ….
متعبةٌ يا سيدي
أحتاج إلى منديل
كي أمسح بقايا الأنثى عن شفتي
وأمسح به كلماتي
فقد لوثت حذاءك الوقور
*****
مرهقةٌ ياسيدي
أحتاج يدي قليلاً
كي أهش بها الذبابة عن عيني
بعد أن هششتها عن أرنبة أنفك
كي أهرش رأسي
بعد أن قفزت براغيثك المبجلة إليه .
كي أفتح بها الباب أو حتى زر الكهرباء
ثم أجلس
كي أعد أصابعي بعد طول غياب .
*******
مشتاقةٌ ياسيدي
أن أتثاءب
وأتمطى … كالمبتهجين بعزلتهم المتعمدة
وأطوح يديّ في الهواء
فأنت تنام وتشخر كثيراً
وأنا أمامك أنتظر قدوم الذباب
*****
استراحةٌ ياسيدي
وبعدها سأقول
ماتريده عيناك
ضامرٌ …ممشوقٌ …يوسفيُّ الوجه
حتى أفكارك من نور
وأنت من يهشُ النساء .
خبيثةٌ هذي الرؤى ياسيدي
لكنك تريدها
وأنا أردد فقاعات الرياء!!
****
مريضةٌ ياسيدي
وحبات السيتامول أنفقتها على أوجاعك.
جسدي يرتعش وآلامي تؤازر بعضها
هي برهةٌ ..وأستعد كقرصٍ جاهزٍ
لتهدئة طقطقة أصابع رجليك
******
مهملةٌ ياسيدي
مثل الثياب الوسخة في زاوية الحمام
تنتظر …من يزيل عنها وحول التاريخ
زيت الهوية
شحوم المكان
صدأ المجاملة
فأنت والكلُّ يشهد
أنني جاريةٌ رقيقةٌ ومطيعة
******
سأركع أمامك ياسيدي
وأسرّحُ بصري في عينيك
كعاشقةٍ اكتشفت للتو خداعها
تتضور عشقاً وانتقاماً
منثورةٌ ياسيدي
كالحصى …كالرمل
كالنعمة على موائد الأغنياء
كأنني غبار صلاةٍ على شفاهٍ محرومة.
متأججةٌ …وبركاني فصيح
تعلّم لغة الإضراب
دعني أسند غايتي للعيش
إلى ضراع أغنية يتيمة
ثم ناولني منديلاً
كي أمسح بقايا الأنثى عن شفتيّ
*****
وقفةٌ ياسيدي
قدّام ذاتي
كي ألمّع صورتك ونظارتي
فقد رأيت
أنك والكرسيّ
حمله الذباب
ويدي خدرت
وهي تلتمس منديلاً
كي تمسح بقايا أنثى عن شفتيها!