في مواجهة حالة الترهل والتردي التي تلف واقع الأمة .
تبدو الصورة العامة لواقعنا العربي والأسلامي الأن شبه سوداوية ونستطيع أن نقول بأنها باتت مكشوفة بالكامل للجميع .
وهي لاتخفي حقائق ذاتها عن أحد على الأطلاق ……فقد كشفت الوقائع السياسية ومجمل الأحداث الأقتصادية والأجتماعية التي عصفت بالعالم منذ سقوط الأتحاد السوفيتي وأنهيار المشروع الشيوعي واندلاع حرب الخليج الثانية ودخول العرب في مفاوضات تسوية وسلام مع أسرائيل واندلاع الحرب الأمريكية ضد ما أسمته إدارتها ب (الإرهاب العالمي ) بعد أحداث الحادي عشر من أيلول .
وأحتلال العراق وتفاقم الأزمات العربية المتنقلة من لبنان إلى سورية وفلسطين فالسودان واليمن وغيرها .
وأندلاع ماسمي بربيع الثورات العربية .
كشفت تلك الأحداث المهمة عن حقيقة الصراع الذي كان يدور بين أطرافه……لقد كان في جوهره ذا طابع حضاري وثقافي بأمتياز وقد تأكد هذا التصور من خلال ماتمارسه يوميا ثقافة الغرب (في السياسة والفكر والإعلام والإقتصاد )من تأصيل لمرجعيات الفكرية والمعرفية وأعتبارها مركزية ينبغي أن تدورفي فلكها باقي ثقافات العالم ومنها ثقافتنا العربية الإسلامية فهي المركز الفاعل والباقي أطراف منفعلون .
وحين ثبت لاحقا خطأ هذه المقولات والتصورات المفاهيمية القائمة على التفرد والهيمنة على الأخر .بدأ الحديث يسري في مختلف الأوساط العالمية عن الثقافة ( الأصولية ) كعدو بديل مقبل وفعلا بدأ الغرب بالتحرك على ذلك الصعيد عبرخطوط ومستويات سياسية وثقافية واقتصادية عديدة تمظهرت من خلال دعوته العرب والمسلمين إلى الأنخراط في مشاريع وتكتلات أقتصادية وسياسية كالشرق أوسطية والمتوسطية …الخ
في هذا الوقت بالذات طفت على سطح هذا الواقع المتغير مصطلحات متعددة ذات طابع ثقافي وسياسي وأقتصادي تعبر عن حقيقة نوايا وتوجهات الغرب تجاه العرب والمسلمين من قبيل العولمة والكوكبة والكوننة .
وبعد بدء الحرب على سورية وتصدير الربيع العربي المزعوم إليها عبر المجموعات الأصولية التي قامت بالذبح والقتل وتدمير البنى التحتية وبعد ٧ سنوات استطاع الجيش العربي السوري من استرجاع اغلب المناطق التي كان يسيطر عليها الأرهابيون بدءاً من حمص وحلب واللاذقية والقلمون وتدمر وريف دمشق وجنوب سوريا والأن الأنظار بأتجاه ادلب الخضراء مكان تجمع الأرهابيين وتسعى أميركا وشركائها لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري وتحرير ادلب عبرالتحضير لمسرحية الكيماوي وايضا محاولة أطالة الحرب على سورية لكسب الوقت وسحب قادة المجموعات والفصائل من أدلب بأتجا تركيا لأرسالها إلى اليمن والعراق وأفغانستان وايضا باتجاه صحراء مصر واعني بذلك سيناء فهناك عدد من أرهابيي السعودية تريدهم في اليمن وقطر تريد مقاتليها في مصر وأمريكا سحبت عدد من مقاتليها من قاعدة التنف باتجاه افغانستان وتركيا تريد ان تحافظ على جماعة الأخوان وبعد الفصائل التابعة لها لذلك نرى هذه التصريحات النارية والتصعيد باتجاه الدولة السورية لمحاولة كسب الوقت والتهديد والوعيد بشن عدوان على سورية .
والدولة السورية تدرك ان هناك عدد من الأرهابيين لن يخرج من ادلب ولن يلقي السلاح وهؤلاء يقدر عددهم بين ٢٠ الف و٣٠ الف يريدون مواجهة الجيش العربي السوري ولذلك الجيش قد عد العدة وتحضر لهذه المعركة التي ستكون نهاية الأوراق العسكرية التي يمكن لأمريكا وعملائها في المنطقة استخدامها وستنتهي احلام الغرب بعد هذه المعركة لينتهي ربيعهم المزعوم ليبدأ شتاء الخير في سورية بهدوء وسلام .
المحلل السياسي : قصي عبيدو